TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ممنوع الوقوف والتوقف ؟
07/02/2016 - 10:30am

طلبة نيوز

زيد إحسان الخوالدة
كثير هي المخالفات التي يقترفها البشر منذ الأزل. إن الله عز وجل وحده هو الذي يسامح البشر في كل شيء عدى حقوق العباد بشرط عدم الكفر والشرك به عز وجل. ولأن الحياة والبشر يحتاجون الى قوانين وتعليمات وعقوبات رادعة كان لا بد من وجودها لتحقيق منظومة العدل والأمن والأمان.
رافقت الأخ عايد الإبراهيم الخوالدة "أبو مثقال" ذائع الصيت في مركبتي الخاصة للزرقاء من أجل شراء البذار لزراعة أرضه. وبإعجوبة وجدت المكان المناسب لأصطف به المركبة وما هي إلا دقائق معدودة حتى فاجئني أحد الموظفين يحمل جهاز الكتروني أوحى لي الأمر مباشرة أن هناك فاتوة سوف تدفع !! وفعلا هي موظفة الأوتوبارك حيث دفعت ثمن ساعتين بدينار"الحد الأدنى" أمضيت منها فقط عشر دقائق أو أكثر قليلاً. فالتذكرة التي اشتريتها مكتوب عليها ارقام هاتف الشركة لكي تتصل وتعلمهم أنك غادرت ليتم ترصيد الوقت المتبقي للأيام المقبلة !! المفاجئة أنني حينما أعلمت الشركة "عبر رقم الخدمة" بمغادرتي للتو تم حسم ساعة كاملة... المهم أجبت الموظفة ...الله يرزقكم !! أجابتني أن الأموال ليست لها. فقلت أنا دعوت لكم أنتم الموظفين العاديين. أما الجهة التي تجبى لها هذه الأموال فإن الله عز وجل أدرى منا بشأنهم.
في اليوم الذي يليه عدت للسوق وأصطففت مركبتي في الشارع بعيداً عن منطقة الجباية القصرية "الأوتوبارك" وتسوقت لمدة لا تزيد عن ساعة. وللتأكيد أصطففت المركبة بعيداً التقاطعات والإشارات وأي مدخل...تفاجئت أن مركبتي تم مخالفتها !! من النشامى رقباء السير أعانهم الله على البرد القارص والوقفة الطويلة وتعريض حياتهم للخطر. طبعاً لم أغضب تفحصت المكان وإذا بيافطة إشارة ممنوع الوقوف والتوقف من صغرها تكاد لا تراها وأنت تبحث عنها وتبين لي أنها جديدة ربما. فكيف ستراها وأنت تقود في زحمة مرور المشاة والسيارات.
فرسوم المخالفة ستذهب إلى الدولة رواتب للموظفين وذخيرة لجيشنا ولجنودنا البواسل الذين يحمون ثغور الوطن بأهداب العيون.
فداكم وفدى الأجهزة الساهرة رسوم المخالفة البسيطة التي أرتكبتها فدى كل المعاني الإنسانية والواجب القومي البطولي الأردني ستذهب مخالفتي ومخالفة غيري لإطعام لاجىء سوري ولحمايته وإسعافه وتقديم الخدمة إليه أيضاً.
فدى الأمن والأمان ...فعذرا فهي لا تسوى ثمن "نفس" اليرجيلة التي تستهوي الشباب ساعة من الزمن !!
فداك أخي ابو مثقال ثمن التذكرة وما هو أكبر من التذكرة. فدموعك أوجعتني تبكي فراق الزميل الإعلامي عيسى محادين (مدير مكتب الارتباط والدراسات /للجامعة الهاشمية و مندوب إذاعة القوات المسلحة الأردنية) فليس هناك شيء كبير أقدمه لك. لن أخذلك فأنت تمثل ما تبقى من المواطن الأردني الحقيقي من رائحة وصفي التل تزرع أرضك وتمارس هواية الكتابة وتتابع الشؤون المحلية...فكيف لا وأنت الوحيد من بين الذين أعرفهم تحقق معادلة الإكتفاء الذاتي لو جزئياً فترفع لك القبعات في زمن الوجبات السريعة والعروض والمولات.
تحية إلى رقباء السير وتحية لموظف الأوتبارك الغلبان...
وطني وأهلي وكل من دخله بسلام آمنين فداكم المبلغ البسيط ثمن رسوم المخالفة !! خالفوني كل يوم لن أغضب !!
لن أغضب !! ولكن ما يغضبني هو الاتوبارك في الزرقاء فليس له علاقة بالعدل ولا بالأمن والأمان!!
ولقصص الإصطفاف حكايات لا تنتهي مع المواطن الأردني !!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)