طلبة نيوز

من يدير الجامعات مجالس الامناء.. ام الرؤساءالمعينون بارادة ملكية؟

تكشف الاخبار المتسربة من داخل الاجتماع الاخير لمجلسي امناء التكنولوجيا والحسين أن ثمة صراعاً قوياً، الهدف الرئيس منه"الاستحواذ" على ارادة الرؤساء فى اختيار العمداء ونواب الرئيس وحتى فى تعيين كبار الموظفين الاداريين، فى ظاهرة بدات تتشكل في الأعوام الأخيرة التي تراجع فيها اداء الجامعات الاردنية، صحيح ان مثل هذه التدخلات المباشرة كانت موجودة من قبل، لكنها لم تكن تشكل ظاهرة بل حالات يمكن رصدها هنا أو هناك، غير أنها تحولت إلى ظاهرة متجذرة، بل إلى مشهد بائس يتكرر عرضه مع كل تغيير فى رئاسة الجامعات الاردنية.

لايوجد شىء اسوأ من التعاطي الإعلامي مع قضايا التعليم العالي من أن تكون الاعراف والتقاليد الاكاديمية الراسخة منصة للمزايدات، وحبالاً تُشد في لعبة الصراعات الشخصية، وهو ما بتنا نلحظه في أكثر من موقع لصناعة القرار الاكاديمي، الذى راحت تتشابك فيه المواقف، وتتعقد فيه العلاقات، وتستثمر الخلافات بين "المتناطحين" على مقاعد القيادة العليا في كل مناسبة، حيث يمكن لموضوع تجديد الرئيس أو ازاحة رئيس وتعيين اخر، أن يكون سبباً في اشتعال الساحة الاكاديمية، بل إن منح شارة تشكيل لجنة بحث واختيار رئيس جديد لاحدى الجامعات يمكن أن يأخذ مساحة من التراشق الإعلامي واغتيال الشخصية حتى وعملية الاختيار ما تزال فى عز المنافسة!

ولا يقف الامر عند ذلك بل حتى بعد صدور الارادة الملكية بتعين هذا الرئيس او ذاك، والتي يفترض أن تكون محفزاً على التصالح والتعاون لاطلاق صافرة العمل والتخطيط داخل الجامعات، تتحول إلى محرض على "التنافر والتشكيك" فى قدرات الرئيس، بحيث تبدو قرارات المجالس المعنية بتسيير العمل الاكاديمي متناقضة، وليس بعيداً عن ذاكرةتنا الكثير من قرارات مجلس التعليم العالي وبعض مجالس الامناء االتي كانت سبباً في إلهاب الساحة الاكاديمية والاطاحة ببعض الرؤساء تحت شعار "ما أريكم الا ما أرى"...

ما يجرى في جامعة اردنية كأي جامعة فى العالم، هو مادة نقدية متاحة، ويفترض أن يكون محور تلاقي الجميع حول نقده باعتبار أنه يمثل مستقبل الاجيال القادمة، لكن ما يحدث لدينا يتجاوز النقد إلى التعريض والتحريض، والاستعداء، بل إنه أصبح مادة تباهٍ وتشاوف لدى البعض ممن نراهم يفتلون عضلاتهم عند مناقشة التشكيلات الاكاديمية، في الوقت الذي نرى تلك العضلات تصاب بالضمور عند البحث عن حلول لمعالجة الازمات المالية التى تعاني منها الجامعات الاردنية!!
الاصل فى عمل مجلس الامناء وضع السياسات والاستراتيجيات بالتعاون مع الرؤساء المعينين، ومتابعة تنفيذ هذه السياسات، ومساعدتهم في توفير الاموال اللازمةلها، بدلا من التخلي عن هذه هذه الوظيفة الرقابية والتدخل فى التعينات وفى صلب العمل الاكاديمي الى الحد الذي اصبحت فيه جلساتها الأكثر توترا وغلياناً من بين كل الاجتماعات التى يعقدها الرؤساء مما يعيق الحركة ويؤثر على سير العمل الجامعي..

قطعا لا يجوز القفز على الأخطاء التي تحدث في الجامعات ففي ذلك تكريس لها، كما أنه ليس من العقلانية في شيء أن يتم ادارة الظهر إزاء التراجع او التعثر إذا ما حدث؛ لأن ذلك يعني مباركته، لكن أيضاً ليس صحياً أن يتم تثبيط العزائم ووضع العراقيل وتوجيه الاتهامات وإثارة الفوضى مع كل استحقاق للتشكيلات الاكاديمية لأن ذلك يعني تقويض صلاحيات الرئيس وإضعافه تحت شعار المصلحة العامة!!

كل الجامعات الاردنية الآن على بعد أيام من من دخول أهم استحقاق في روزنامتها وهو بداية العام الجامعي، وقد نشط الرؤساء الجدد فى اعادة تشكيل الطواقم الادارية والاكاديمية، وليس مطلوباً الآن إلا دعم الرؤساء ليس بالصمت وغض الطرف، ولكن بالهدوء وحسن النية والنظرة التي تتجاوز المصالح الشخصية إلى مصلحة الجامعة والمصلحة العامة...

صورة 1nidalphoto_talaba.jpg