TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
موقف "الإخوان".. ما الفرق بين الحربين؟
02/04/2015 - 12:45am

طلبة نيوز- فهد الخيطان

لم يتأخر الإخوان المسلمون، بنسختيهما القديمة والجديدة، في تأييد العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن، والتي تقودها السعودية، ويشارك فيها الأردن.
في حالة مشابهة، وقفت الجماعة موقف المعارض من الحرب التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية.
ما الفرق بين الحربين الذي استوجب الاختلاف في الموقف منهما؟
الحرص على المصلحة الأردنية؛ بعدم التورط في حرب تكلّفنا خسائر بشرية ومادية؟
الخسائر واردة في الحالتين. والتورط بما يترتب عليه من أكلاف، محتمل في اليمن مثلما في سورية. الحجة ضعيفة ولا يمكن تسويقها.
الحوثيون يشكلون تهديدا أكبر من "داعش" للأمن الوطني الأردني؟
ما من عاقل يقبل هذه الفكرة. الحوثيون جماعة يمنية خالصة، وليست تنظيما إرهابيا كما هو حال "داعش" الذي يتمدد قرب حدودنا، ويعلن كل يوم نيته استهداف الأردن ودول الجوار، ويجند المئات من الأردنيين في صفوفه. وفوق ذلك، لنا مع التنظيم ثأر كبير لم نصفّه بعد.
مشاركة الولايات المتحدة في الحرب على "داعش"؟
سبب وجيه بالنسبة لجماعة معارضة لسياسات أميركا. لكن من قال إن واشنطن بعيدة عن حرب اليمن؟ الإدارة الأميركية أعلنت قبل الجميع دعمها لعاصفة الحزم، وكشفت عن دور مباشر في العمليات العسكرية، عبر تقديم المساعدة اللوجستية والاستخبارية، وتحضير بنك الأهداف المطلوب قصفها.
المقصود بالدعم والتأييد هي المملكة العربية السعودية، التي لها تاريخ طويل من العلاقات مع حركات الإسلام السياسي، و"الإخوان" على وجه التحديد.
هذا صحيح؛ لكن السعودية تشارك أيضا في التحالف الدولي ضد "داعش"، فلماذا ندعم مشاركتها في الحرب ضد الحوثيين، ونعارضها في الحرب على "داعش"؟
ربما يكون الدافع إنسانيا؛ بمعنى أن الهجمات التي تشنها طائرات التحالف الدولي في سورية والعراق، توقع خسائر في صفوف المدنيين. لكن في اليمن يحدث الشيء نفسه؛ القذائف قد تخطئ أهدافها وتصيب مدنيين، وقد أصابت بالفعل مخيما للاجئين قبل يومين.
الحرب في اليمن دفاع عن الشرعية؟ كلام سليم. وهل دولة "داعش" في العراق وسورية شرعية حتى نعارض المشاركة في الحرب ضدها؟ أو ليس احتلال التنظيم لمدينة الموصل وتشريد أهلها، واغتصاب نساء العراق، وجز رقاب الأبرياء في الساحات العامة، أعمالا وحشية تستحق شن حرب لوقفها؟
ما يفعله الحوثيون في اليمن يرقى إلى مستوى العمل الإرهابي؛ الاستيلاء على السلطة بالقوة، وقصف مقرات الدولة الشرعية، وغيرها من الأعمال. نعم، وهي الأفعال ذاتها وأعظم التي أقدمت عليها عصابات "داعش" في العراق وسورية.
قد يرد أحدهم بالقول، وقد قالوا بالفعل، بأن المشاركة في "عاصفة الحزم" تعبير عن الوقوف إلى جانب شعب شقيق تهدد جماعة مسلحة أمنه ومستقبله.
تمام، وهل العراقيون والسوريون ليسوا شعبين شقيقين، يتعين علينا مساعدتهما للتخلص من تحكم الإرهابيين في رقابهما؟
والسؤال المركزي يظل مطروحا بلا جواب: لماذا يكون التدخل العسكري ضد الحوثيين في اليمن خيارا مرحبا به، ومرفوضا في حالة "داعش"؟
في موقف الإخوان المسلمين من الحرب ضد إرهاب "داعش"، قطبة ظلت مخفية، إلى أن جاءت الحرب ضد الحوثيين في اليمن، فبرزت بشكل واضح.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)