TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
هل تشهد الجامعات التغيير المطلوب؟ أ.د. محمد القضاة
24/07/2016 - 8:15am

 

طلبة نيوز- تقود الجامعات مجتمعاتها الى المستقبل ببرامجها ومعارفها ومخرجاتها المتنوعة، ويترجم هذا كله فريق العلماء من الأساتذة ومساعديهم في الشؤون المختلفة، وهم معنيون بتقديم كل جديد في مجالات تخصصاتهم للطلبة، والجديد يحتاج قراءة المستقبل بوعي وفهم عميق، لإحداث التغيير المنشود في حياة الأفراد والمجتمعات، وهذا لا يتم دون وجود قيادات أكاديمية واعية تعرف ما لها وما عليها، قيادات تنشد التغيير لصالح البناء، وما احوج الجامعات  لثورة ادارية بيضاء لا تبقي ولا تذر، تُغيِر السكون، وتقلب الروتين، وتكسر حواجز الصمت، وتُعيدُ الروح والهدوء للعمل الأكاديمي، ما احوجنا للصراحة والحوار الحر المفتوح بين الجسد الاكاديمي وقياداته الجديدة، حيث يحتاج الجميع إلى تجديد عناصر الثقة وتعزيزها، وزرع ثقافة الأمل والاحترام، ونبذ ثقافة التهميش والمماطلة، وبناء جسور العلم والجد والاجتهاد على قاعدة أنّ الجميع عليه مسؤولية المشاركة في صنع قرار تشاركي ينعكس في العملية الأكاديمية والبحثية والتدريسية، وما يترتب عليه من مخرجات تؤسس لإعادة الاعتبار للشخصية الاعتبارية للجامعات التي فقدت بريقها، بسبب ممارسات سلبية قام بها بعض الرؤساء السابقين، حين آثروا أنفسهم واجندتهم ومصالحهم على حساب المصلحة العليا للجامعات.

إن الزمن لن يرحم أحدا عند قراءة ملفات الإدارات الجامعية وتقييمها تقيّما علميًّا صحيحا، ومن يترك أثره الطيب لا احد ينساه، ومن يترك آثره السلبي لن يذكره أحد بخير، والمشاهٓد معروفة ومحفوظة، ولذلك لا بُدّ للجامعات وهي تتهيأ لعامها الجامعي الجديد ان تسلك الطرق المستوية والسليمة في اختيار قياداتها أصغرت أم كبرت، وعليها ان تتخلص من الإدارات الضعيفة وغير المنتجة، وتستطيع كل جامعة ان تعمل جردة حساب لكل مسؤول فيها أكان نائب رئيس ام عميد ام رئيس قسم، ام مدير معهد او مركز، ام ادارة ، لمعرفة انجازه العلمي والأكاديمي والاداري على مستوى الجامعة والكليات وكل قسم او مركز علمي، ولكي لا يبقى من اضروا بجامعاتهم وكلياتهم وأقسامهم وأخذوا المناصب مكاسب شخصية لهم ولمحاسيبهم.

 تحتاجُ الجامعاتُ ثورة حقيقية في هياكلها الإدارية  حتى لا تبقى حبيسة الماضي، والأكاديميون جميعهم ينتظرون تغييرا وتجديدا يعطي الجامعات قوة دفع جديدة، ورؤساء الجامعات محصّنون بإرادة ملكية مدتها أربع سنوات، وأمامهم تجارب السابقين باخفاقاتها ونجاحاتها، ومن المهم ان تتجاوز الجامعات الصور النمطية التي طبعتها بعض الإدارات السابقة كي تدب الروح فيها من جديد، وهذا لا يتأتى دون فريق علمي يحب جامعته؛ فريق يضع الخطط وينفذها ويُحاسب عليها؛ فريق يجمع ولا يفرق، يكون المبادر أمام زملائه، يعمل لأجل رفعة جامعته، وهذا يتطلبُ قراءة سيّر الذاهبين والقادمين حتى تمايز الجامعة بين من يستحق، ومن يجب ان يرحل الى مكتبه. مهمة الاختيار والانتقاء ليست صعبة إذا أخذ القوس باريها، غير انها كارثة حقيقية اذا استمر الروتين والتهميش، خاصةً أنّ هيئات التدريس كافةً يعرفون بدقة حجم الإنجاز الفعلي في  كلياتهم وأقسامهم، ومآلات الاستهتار التي اعادت عقارب الساعة الى الوراء، ولذلك، مطلوب من الجامعات كلها دون استثناء ان تقرأ بعناية ودقة خططها وبرامجها وأن تستطلع آراء أساتذتها الذين ينتظرون التغيير الحقيقي في جامعاتهم مع بدء العام الجديد، والإدارة الناجحة لا تلتفت خلفها إذا كان ديدنها ترطيب العلاقة مع الجسد الاكاديمي واحترامه وسماع وجهات نظره.

اما الإدارات الاخرى التي تخدم العملية الأكاديمية فيجب اختيار من يمتلكون الكفايات العلمية والإدارية المتميزة والذكية ممن لديها القابلية على التطوير والتغيير، خاصة ان بعض الإدارات الإدارية والقانونية والرقابية في بعض الجامعات فشلت في تطوير عملها، وخسرت الجامعات من سمعتها الإدارية والقانونية والرقابية بسبب شخصنة القرارات، وعدم موضوعية متخذي القرار حينها، وللأسف كثيرا ما سببت تلك الإدارات  إحراجا لرئاسات الجامعات التي ينتظر منها اتخاذ القرارات الصائبة، ومع شديد الأسف  راكمت تلك الإدارات الصغرى أرقاما كبيرة من  القضايا في المحاكم، والنتيجة ان معظم هذه  القضايا تخسرها الجامعات، ولذلك على الجامعات ان تتبنى فكرة بناء محكمة قانونية ادارية داخل كل جامعة يديرها أفضل الأساتذة في كليات القانون تتبع هيئة عليا من المختصين في القانون والإدارة، لكي يأخذ كل ذي حق حقه، بعيدا عن المحاكم والاثارات الإعلامية التي تسيء للجامعات والأكاديميا برمتها،

  أقول رؤساء الجامعات على اختلاف افكارهم وثقافاتهم وتخصصاتهم مطالبون بالانفتاح على الجسم الاكاديمي لإعادة الاعتبار للأعراف الأكاديمية التي بنتها جامعاتنا الاردنية بحنكتها وحكمتها وسمعتها حين كانت الجامعات تُدار بعقليات علمية لا تعرف طريقا غير الجد والبحث والشك العلمي الذي يؤسس صورة حضارية لمنجزات كل جامعة، وحين أُديرت الجامعات بعقلية الفزعة خسرت الجامعات الكثير، والمطلوب أن تُدار الجامعات بعقول علمية كبيرة كي تربح وتعلو وتغير المستحيل، ولعلنا سنشهد تغييرات حقيقية وجادة وصائية تعيد الألق للجامعات الاردنية كلها، وتحية لكل يد تعطي ولا تنظر خلفها.

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)