TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
واسيني الأعرج في نبوءته " حكاية العربي الأخير 2084"
26/07/2016 - 11:30am

طلبة نيوز-

واسيني الأعرج في نبوءته " حكاية العربي الأخير 2084"

 أمة تقتل نفسها بنفسها

د. ابتسام أبو محفوظ / جامعة القصيم

             يعلن   الأكاديمي والروائي الجزائري  واسيني الأعرج  في روايته

 " حكاية العربي الأخير " نبوءته التي يتمنى ألا تتحقق  في أول صفحة منها ، يرى فيها أن الأمة العربية ستذوي وتموت  ،كالهنود الحمر،  فهم يركضون مقتربين من مصيرهم .

              يستند واسيني  على رواية جورج أورويل " آخر رجل في أوروبا 1984" ومستعيرًا منها الأجواء الكابوسية  التي تسود الحروب والمراقبة ، لتحمل الرقم ذاته بزيادة مئة سنة ليكمل " ليتل  برذر " ما بدأه " بغ برذر " محتفلا بمئوية جده في علاقة تعلن عن نفسها بين الروايتين .

              إنها رواية الرؤية الاستشرافية لعالم 2084 الذي يحمل ما يحمل في جعبته من التنازع بين قطبيه أميروبا في تحالف أوروبا وأمريكا وتحالف روشيناريا بين روسيا والصين وإيران ، أما عالمنا العربي فهو في واد آخر إذ يشغله " ربيع الموت " والحروب والمنازعات والاقتتال والقطرية الضيقة التي لم تتوقف لنصف قرن من الزمان ليقفوا ضد أنفسهم كما كان التاريخ يشهد  ، قتلوا أنفسهم وأحرقوا مقدرات بلادهم ليعودوا إلى  حاضنتهم الأولى / الصحراء ؛ ليبدأ تاريخهم من تلك اللحظة ،  يتصارع شعوبها على الماء والحياة  ، بلا أرض ولا هوية  خارج إطار الحضارة والتاريخ في مآل سوداوي يخيم على مستقبلهم من التشتت والتمزق والانهيار يقبلونها حقيقة واقعة لا رجعة عنها .

           الجغرافيا الروائية  لأحداث القصة كانت  في قلعة أميروبا التي تتحكم بالبلاد العربية / أرابيا  في الربع الخالي يحكمها " ليتل برذر " أو الأخ الاصغر على طريقة جده  الديكتاتور " بيغ برذر " أو الأخ الأكبر  ، تدور حول شخصية  العربي الأخير / آدم غريب  عالم الفيزياء النووية الأمريكي  الذي يعود لأصول عربية ، ويعمل  على إنتاج القنبلة النووية المصغرة في بنسلفانيا لتكون سلاح أميروبا ضد التنظيم في أرابيا , هذا العربي الأخير لم يكن أميًا ولا  جاهلًا بل كان عربيًا في صميم الدقة التكنولوجية كما جاء على غلاف الرواية .

            في هذا العالم المتشظي يظهر الإرهاب كقوة مسيطرة في أرابيا يقوده " كوربو " رئيس التنظيم ، ويهدد أميروبا  ، التي يسميها عش القراصنة  ، ليؤكد واسيني  أن الأرهاب شيء ممنهج يتم الترتيب له والتدريب عليه  ، فيتم اختطاف آدم في مطار رواسي بباريس من قبل ثلاثة أطراف: تشادو المتخصص في قتل علماء الذرة العرب  ، و"التنظيم" الجهاز الإرهابي الغامض الذي تحول إلى قوة ضاربة للحياة بكل ملامحها الحضارية  ، و(إف.بي.آي) مكتب التحقيق الاتحادي الأمريكي ، وفي اليوم ذاته تقتل  زوجته اليابانية ، لكن خبر وفاتها يبقى مخفيا  عن آدم بعد تخليصه ليستمر في  تصنيع القنبلة فيعرضون لها  شريطًا حيًا مزورًا ، إلا أنه يكشف حقيقة الأمر عن طريق سميث صديقه الذي أبعد ومات في معركة .

              جعل  واسيني الأعرج الطريق مفتوحًا أمام بطله ؛  فقد مكنه من النجاة بعد أن كان شبه سجين في القلعة ، و تم إنقاذه قبل هجوم التنظيم  ، وقبل تفجير القنبلة النووية الصغيرة التي طورها لمكافحة الإرهاب  .

                 حملت الرواية في عتباتها نبوءة أرابيا التي وقفت ضد نفسها ولا تزال  ؛ فكان من الطبيعي أن تندثر وتزول ؛  لتحمل تلك الفكرة التي تؤكد أن أمما تقتل نفسها بنفسها ،  وأنها غير قابلة للحياة  ، وغير مؤهلة للبقاء  ، إن لم تستغل الفرصة الأخيرة للنجاة .  

 

التعليقات

حنان مقداد (.) السبت, 08/20/2016 - 04:29

للوهلةالأولى ظننت أنني أشاهد أحداث فيلم من الخيال العلمي لكن فيما اتضح لي حجم واقعنا العربي المؤلم الذي يقودنا الى خط النهايه ويقربنا من الزوال كأمة فقدت مكانها وتركته للأخرين وسعت نحو الربيع العربي المزعوم
أشكرك دكتوره فتحليلك الجميل البسيط شوقني
لقراءة هذه القصه والاطلاع على تفاصيلها التي لامست واقع نشهده ونرغب في فهمه أكثرلنصحو
من غفوتنا ونفيق.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)