TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
وزارة العمل وبرنامج مح الحدث
05/12/2017 - 9:00am

سمعت قبل يومين وأنا في طريقي إلى العمل قصة أعجبتني، وأثارت فيّ شجونا لا سيما في ظل هذه الأيام التي نعجز فيها عن سماع خبر يحي الأمل في النفوس ولو على سبيل التغيير! فنحن لا نجد سوى حديث الحروب والفتن، والعنف المجتمعي، والفساد، والغلاء، وتعديل قانون الضريبة الجديد إذ بات الفقر يعصر المواطن عصرا، ويرهقه إرهاقا، فلا ترى منه سوى الشكوى والاتهام ...
قلما – للأسف- أستمع للمذياع في ظل سيطرة المحطات الفضائية، مع أني من جيل نشأ في ظل ازدهار الإذاعة؛ لذا سرعان ما أفتح المذياع حال دخولي السيارة، ربما لأني أجدها فرصة للتعويض عن هذا التقصير، وصدقا أجد غنى في المواد، ومتعة في الحديث في عدد من برامج الصباح مع أنني لا أعرف أسماء كثير من الإذاعات، وكثير من أسماء المذيعين، وقبل يومين استمعت لبرنامج اسمه مع الحدث يقدمه الأستاذ طارق حامد، ولفت نظري امتلاك المذيع قدرا من الثقافة، وقدرة جاذبة للاستماع لحديثه منعتني من تغيير المحطة، علما أنني كنت أبحث عن صوت فيروزي بعد ضجيج أخبار الصباح من محطات التلفزيون المختلفة يجمع بينها أحاديث القتل والفتن والأمراض....
وأعود إلى القصة التي أرى أنها تستحق الإعادة؛ وملخصها أن وافدا من دولة شقيقة يعمل في قطاع الزراعة وصله خبر وفاة ابنه الشاب بصورة مفاجئة في حادث سير، فحجز تذكرة، وجهز نفسه للسفر للمشاركة في تشييعه، وفي خضم الحدث تذكر أن عليه أن يأخذ إذنا بالسفر من وزارة العمل حتى يٌسمح له بالدخول إلى الأردن مرة أخرى، وعندها انتبه أن الخميس إجازة رسمية وبعده الجمعة، وبالتالي ليس أمامه سوى أمرين: إما أن يلغي سفره ويُحرم من رؤية ابنه للمرة الأخيرة، وإما أن يخسر عمله وباب رزقه إضافة إلى خسارة ابنه....
وصل الخبر إلى وزارة العمل، فما كان منها إلى أن فتحت أبوابها في يوم الإجازة، وقام عدد من الموظفين باستقباله وإعطائه الموافقة...
قد ينبري لتصديق هذه القصة أو التشكيك بها، أو تمحيصها ونقدها مظهرا نقاط القوة أو الضعف فيها أناس كثر، ولا مانع من ذلك، فمن حق كل واحد منا أن يعبر عن رأيه، لكن الذي لا نختلف عليه أن عددا من الأردنيين يسارعون للنخوة والواجب مهما علوا في مناصبهم، ومهما كانت بساطتهم ...ومهما بلغ غناهم أو عانوا من الضنك والعوز.
أقل ما يمكن أن يقال في القصة أنها لا تقل عن كثير من القصص التي تصلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تمتدح الأمم الأخرى، وتكشف عن علو قيمها ورحابة صدرها، واحترامها لمواطنيها، وخدمة ضيوفها، مع انتقاد لاذع من مرسليها للأردن والأردنيين متجاهلين مقدار ما قدمه الأردن وما زال لضيوفه من لاجئين وغير لاجئين على مدار تاريخه.
تحية لوزارة العمل وللموظفين الذين قطعوا إجازتهم لخدمة أب مصاب بابنه، ولمقدم برنامج مع الحدث وجميع العاملين معه، فهم جميعا أضاءوا شمعة أمل في ظل الظلام الدامس، واليأس القاتم.
صورة 1

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)