TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
وفاء لراحلنا سيد الرجال ... وولاء لرسالة خفاقة يصونها ملك عظيم
07/02/2016 - 12:30pm

طلبة نيوز-

أ.د. عدنان المساعده*

يستوقفنا اليوم السابع من شباط في يوم وفاء متجدد لسيد الرجال ويوم بيعة مستمر لملك معزز مقدام... وفاء لجلالة راحلنا الباني الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي عاش في ضمير ووجدان ابناء وطنه وأمته وكل المنصفين في العالم إلى أن لاقى وجه الله تعالى وودعه شعبه الوفي والعالم في موقف مهيب عز نظيره، وكانت عمان عاصمة الدنيا ومركز الكون... موقف عالمي سجله الأردنيون والعالم أجمع بحروف من نور إحتراما وإجلالا لمكانته وتقديرا لنهجه الفريد في الحكم. هذا هو الحسين النقي...الرضي... الذكي الذي ما هادن باطلا وما تنازل عن حق ولا تردد عن نصرة أخ أو شقيق، فعاش جل حياته لوطنه وأمته فكان سيد الرجال الرجال في كل موقف يعتد برأيه وفكره في المنابر الدولية، كما هو أغلى الرجال الرجال الذي يعيش في سؤيداء قلوب كل الأردنيين من خلال سيرته ومسيرته التي سطّرت صفحات مضيئة ومشرقة عاشها الأردنيون مع الحسين الملك الانسان عليه شآبيب الرحمة والرضوان لحظة لحظة، فكان القائد الذي لا يكذب أهله، والأب الحاني الذي رعى الجميع بقلبه الكبير بتواضع العظماء وشكيمة الأقوياء إلى أن لقي وجه الله راضيا مرضيا.
وإستمرارا لنهج الحكم الفريد للدولة الأردنية الذي إنتهجه الحسين وأسسه على أرضية صلبة قوية بايع الأردنيون فارسا هاشميا قرة عين الحسين الباني الذي أعده ليتسلم راية الأمانة من بعده فكان يوم البيعة حيث تولي جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية وعيون وقلوب وعقول الأردنيين تتجه نحو هذا الفارس الذي سيقود بنا المركب لمتابعة مسيرة البناء والإنجاز في أردننا الغالي مكملا مشوار راحلنا العظيم باستشراف آفاق المستقبل وادراك حجم المسوؤلية بإيمان ووعي لمواجهة التحديات التي تواجهنا على كل صعيد.

ومنذ لحظة القسم تابع جلالته تحمل أمانة المسؤولية ونذر نفسه لخدمة شعبه وأمته يوصل الليل بالنهار يجوب الدنيا ينقل صورة الوطن ووجهه المشرق الى العالم بحكمة وبصيرة وبفكر ثاقب يحاور الآخر بوسطية واعتدال وقوة ضمير ورباطة جأش تنتصر للحق ولاتهادن باطلا أيا كان مصدره أودوافعه. في يوم البيعة المتجدد لرمز سيادتنا وحامي ديرتنا نلتف نحن الاردنيين جنودا أوفياء نذرنا أنفسنا لنكون في خندق الوطن ومع قائد الوطن وبه ماضون لنصون رسالة وطن الكرامة والكبرياء ... رسالة الحق والعدل والبناء. نلتف حول مليك عربي هاشمي شاب يتوقد ذكاء وعزيمة وصدقا وإخلاصا لأبناء شعبه الذين يبادلونه الحب والولاء، فكانت العلاقة بين القائد وشعبة علاقة القلب بالجسد.
وتمّيز نهج جلالته بالعمل والإنجاز والإيثار رغم التحديات الصعبة والظروف القاسية ومضى جلالته في تحديث مملكتنا وتطوير مؤسساتها وبناء الإنسان الأردني المؤهل في كافة المجالات. وكان جلالته بحق الحريص على وضع الأردن وأبنائه على قائمة الأولويات محور ذلك تنمية القوى البشرية التي تسهم في عملية التنمية الشاملة، مؤمنا جلالته دائما بأن إحداث التنمية الحقيقية يكون بإحداث نقلة نوعية في التعليم في كل مراحله، ولتأخذ جامعاتنا دورها المحوري كمنارات علم وحاضنات وعي وفكر ونهضة لنرتقي ونحقق ما يطمح اليه جلالة الملك بالعمل الصادق والجهد الدؤوب والتفاني من أجل مستقبل الأجيال ومستقبل الوطن الذي يشكل التعليم والتعليم العالي الركن الأساسي للتقدم والنهضة وبناء الإنسان المؤمن بربه والمنتمي لوطنه وقيادته الهاشمية.
نعم، اننا ندرك يا سيدي ونقرأ توجيهات جلالتكم السامية للشباب التي حرصت على الاستثمار بالشباب الأردني الذي يتوقد حماسا ونشاطا في كل صعيد ليساهموا في بناء الأردن الأنموذج، وأعطاهم المساحة الواسعة ليكون كل واحد منهم رقما صعبا ومهما في عملية البناء، إضافة الى ضرورة تحصينهم امام التيارات التي تقذف بهم يمينا وشمالا وتوجيه بوصلتهم تجاه قضايا الوطن إعدادا وتأهيلا وإنتماء وولاء ليكونوا قادرين على صياغة مرحلة جديدة تنهض بمقدرات الوطن ومكتسباته من خلال إمتلاكهم لتصورات ورؤى تتعلق بطموحاتهم ومستقبلهم الذي هو طموح الأردن ومستقبله، مترفعين عن الترسبات الذهنية الخاطئة ومتسامين فوق التجارب التي شابتها الأخطاء ليأخذوا دورهم وليقولوا كلمتهم بوضوح أننا للوطن ومع الوطن ومع جلالة سيدنا المليك الشاب صاحب الهمة العالية والحكمة السديدة الرأي في كل موقف من أجل تصويب الأخطاء ووضع الأمور في نصابها التي لا تجامل أحدا في أولويات وقضايا الوطن.

وعلى الصعيد الدولي، نجح جلالته في الدفاع عن ديننا الإسلامي الحنيف وتوضيح صورته دين الوسطية والاعتدال الذي يواجه الفكر الظلامي وأصحاب العقول المتحجرة والسوداء التي تشوه ديننا العظيم واسلامنا بريء من فكرها المنحرف وهمجيتها التي تقتل الانسانية وتفتك بالإرث الحضاري والإنساني بإسم الدين تقودها عصابات مارقة من الخوارج الجدد ومن زعران العالم الذين فاقت أفعالهم شريعة الغاب، كما كان جلالته قلب الأمة النابض وضميرها اليقظ وصوتها القوي والجريء في المنتديات والجامعات العالمية المرموقة يحاور بفكر ثاقب ولغة خطاب عز نظيرها دفاعا عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية لتقام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني. ولم يغب عن جلالته دفاعه المستمر عن الأقصى الشريف إنطلاقا من حق الهاشميين بالولاية الدينية في رعاية المقدسات والحفاظ عليها.
ويستمر التوجيه الملكي السامي بضرورة المراجعة والتقييم المستمر لكل ماتم إنجازه ضمن مسيرة الإصلاح وتعزيز النزاهة ومدونات السلوك وكرامة الإنسان وترسيخ القيم الإيجابية كلها نقاط مضيئة حرص جلالة مليكنا الشاب على تطبيقها نهجا لننهض بالأردن وطنا عزيزا قويا فيه التجديد والتحديث والتأصيل تشارك فيه السواعد القوية والمؤمنة في مستقبل أردننا المشرق بعون الله.
وجلالته بذلك يعلمنا أن الانسان الأردني المنتمي هو الذي يوحّد ولا يفرّق ويقدم مصالح المؤسسة ومصالح الوطن العليا فوق كل الاعتبارات، ويعلمنا أن بناء الوطن لا يكون بالتنظير والأقوال ولا يكون بالتسويف وترحيل الأزمات، ولكن بالعمل الجاد المخلص الذي يترك أثره الواضح، وبمواجهة التحديات بصلابة وقوة لأن دائرة الوطن هي الأرحب والأكثر اتساعا، ولأن الوطن هو المظلة الكبيرة التي نتفيأ جميعا تحت ظلالها، وأن المقياس الحقيقي للإنتماء هو مقدار ما تعطي وتقدم بعيدا عن المصالح الآنية والضيقة، فالوطن هو الأبقى والأغلى ونحن ذاهبون .
نعم، يا معلمنا وسيدنا، لم تنل لكم قناة في مواجهة الأخطار والأجندة التي تحاول النيل من منعة أردننا ليبقى وطنا مهاب الجانب، وطودا شامخا أمام الأخطار والتحديات، وكنتم لنا القائد الكبير في عطائه وتواضعه وعدله وسعة قلبه واستطعتم أن تضعوا الأردن الوطن الاغلى وأبناءه على قائمة الاولويات في كل خطواتكم المباركة تحملون رساله الهاشميين الحرة الأبية التي تحفظ للوطن سيادته ومنعته كما تحفظ للانسان كرامته وعزته، وكنتم على الدوام يا سيدنا، تحرصون على راحة ابناء وطنكم وتوجهون البوصلة الى مسارها الصحيح.
كلما حل السابع من شباط ودائما، ستبقى روح حسييننا ماثلة أمامنا وسيبقى أسمه محفورا في العقول والقلوب، ورحم الله أبا عبد الله الملك الانسان الذي عاش عظيما ورحل عظيما حيث نذر حياته لوطنه وأمته وستبقى الأجيال تكتب تاريخه بحروف من نور، لان تاريخ حسيننا العظيم هو تاريخ وطن تم بناؤه بالصبر والعزيمة وتم تحقيقه بالجهد المخلص، والتفاني والتضحية، وصدق الانتماء للوطن والأمة. وعلى العهد نمضي مع قائدنا جلالة الملك عبد الله بن الحسين نحافظ على عهد الشرفاء والأوفياء الحريصين على كل ذرة تراب من ثراه الطهور ليبقى الانسان الاردني كما أراده جلالة مليكنا المفدى مرفوع الرأس عالي الهمة يعمل ولا يسّوف ... ينجز ولا ينتظر ... يتطلع الى الإمام ولا يهمه وضع العصي في دولاب الحياة من قبل أعداء الحياة... وحمى الله الأردن وطنا عظيما ... وطنا تفديه المهج والارواح ... ودمتم يا سيدي لنا قائدا عظيما نرفع بك هاماتنا عالية تعانق السحاب بارادة تعشق صعود الجبال ولا تأبه بمجابهة الأخطار... ودمتم يا مولاي سيدا حاميا للدار والأهل ومعكم وبكم ماضون لتبقى أسوار أردننا عالية قوية في وجه كل التحديات والصعاب.

يا رمز سيادتنا، في هذا اليوم نقرا الفاتحة على روح سيد الرجال مليكنا الباني المغفور له باذن الله حسيننا العظيم... وفي هذا اليوم نشد الاحزمة من جديد جنودا للوطن كل في موقعه نحرص جميعا على أن يبقى الوطن جميل الوجه في صورة تكاملية نساهم جميعا في تكوينها بأبهى صورة، ولتبقى عمّان عاصمة الدنيا تفخر بسيدها الهاشمي عبد الله الثاني بن الحسين وأبي الحسين عنوانا لعزتها ورمزا لكبريائها. ودمتم يا مولاي القائد الرائد لشعبكم الأردني الوفيّ ولهذا الحمى العربي الهاشمي، نترسّم خطاكم ونلتف حول عرشكم المفدى ونحن على العهد نسير معكم وبكم ليعلو البنيان بعزيمة ومضاء في مسيرة عنوانها "الوفاء والعمل والانجاز".

* عميد أكاديمي سابق
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)