TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
يحبون الوطن أم يحبون التسحيج أكثر؟
29/09/2014 - 9:30pm

طلبة نيوز-

الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

الوطنية وحب الوطن شعارا يردده الكثيرون وأحيانا يستخدمونه ذريعة لمهاجمة الأخرين ممن لهم وجهات نظر مختلفة نحو السلطة والنظام والحكومة والأحزاب والحراك وغزة وداعش وغير ذلك من القضايا فيا ترى من هو الوطني ومن هو مدعي الوطنية؟؟؟ هل الوطنية وحب الوطن كلام إنشائي وشعارات متكلفة مصطنعة أم هي مشاعر حقيقية وتضحية بالمكاسب الشخصية وقول الحق عند سلطان أو مسؤول جائر؟ بعض الأفراد متخصصين في مدح السلطة وأولي الأمر ويستخدمون في ذلك لغة سيبويه وابو علاء المعري وشعر أبو فراس الحمداني في مدح السلطان أو من سيصبح سلطانا فيقولون فيه ما قاله أبو نواس في الخمر .بعض هؤلاء للأسف مداحون متزلفون لدرجة أن السلطان أو المسؤول يعرف كذبهم ونفاقهم ولكنه يستخدمهم أو يستعملهم وما أن تنتهي المهمة حتى يتخلص منهم وهذا ينطبق على رؤساء حكومات ووزراء وأعيان ومدراء أجهزة ورؤساء ديوان ومستشارين وغيرهم .الملفت أن هؤلاء يستمرؤون امتطاء المسؤولين لظهورهم ويسمون ذلك موالاة وتأييد للمسؤول يا ترى هل هذه وطنية برأيكم؟ ناقشنا بعضهم فلم نجد مادة لديهم الا استخدامهم للآية الكريمة" يأيها الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" ويستخدمون ما جاء في الأثر عن الخليفتين عثمان بن عفان وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما (إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن) .والحقيقية أن الآية الكريمة ربما لا تنطبق على معظم حكام العالم العربي اليوم حيث يتحالفون مع الأعداء واليهود والأمريكان ضد المسلمين ويستبدون بشعوبهم وينهبون مقدراتها وثرواتها وكنوزها وكثير منهم لا يتقن الصلاة ويهاجم المتدينين ويحاصرهم ويقعد لهم كل مقعد فأي من أولي الأمر هؤلاء ينبغي على الناس طاعتهم ؟ أما ما يتصل بالقول إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فينبغي أن يفهم منه بأنه متعلق بتطبيق العقوبات على ضعاف الإيمان والذين لا تردعهم عقوبات القرآن مما يجيز استخدام عقوبات يقررها السلطان لردعهم.
يا ترى هؤلاء الذين يزينون الامور للسلطان والمسؤولين ويدعون الوطنية هل هم حقا وطنيونّ!!! وكيف يمكن أن يقتنع العقل البشري أن حسني مبارك وعبدالفتاح السيسي وزين العابدين بن علي وبعض حكام الخليج المتحالفين مع اسرائيل ضد الإسلام والمسلمين في غزة وليبيا وسوريا ومصر وفلسطين واكناف فلسطين واليمن والصومال وتركيا والعراق هم وطنيون وينطبق عليهم مصطلح أولي الأمر الذين يجب طاعتهم؟؟؟ وهل الوطنية تعني موافقة المسؤول وتأييده كما وصف رب العزة طغيان وجبروت فرعون "ما أريكم إلا ما أرى"؟. إذا كانت الوطنية تقاس بمؤشرات التضحية والمساهمة من أجل رفعة الوطن فهل وطنية سمير الرفاعي وعبدالله النسور ومعروف البخيت ومهندس السياسة الخارجية الأردنية ناصر جودة قدس الله سره والسيدة دينا قعوار الفرنسية الجنسية مندوبة الأردن في المنظمة الدولية ومن هو على شاكلتهم تعادل وطنية معلم المدرسة في جديتا والكته والنعيمة والربه والقطرانه والغريغره والمخيبة الفوقا؟وهل وطنية إمام الحضرة الهاشمية وتضحياته من أجل الأردن تساوي تضحيات الجنود المرابطين على الحدود أو المخلصين من أساتذة الجامعات والشرفاء من موظفين الجمارك والأمن العام والبحث الجنائي؟ من يقيم الوطنية يا ترى ومن يحكم أن كان هذا وطني أو ليس وطني؟ نقول بأن المعيار هو العمل من أجل الوطن والإخلاص في تأدية المهام والصدق فيها واحترام المواطنين والمراجعين والطلبة .. الوطنية فعل وليست كلام وبهرجات ... لقد قيل أحسن الشعر والنثر في الوطن وحبه لحيدر محمود والسيد صلاح أبو زيد وغنى للوطن أجمل المطربات وأفضل المطربين وأبرق وأرعد وطبل المطبلون وزمر الزمارون ولكن ذلك كان مقابل الثمن والدراهم أو المناصب .حب الوطن لا يحتاج الى شعر أو نثر كما لا يتطلب كمنجة أو ربابة فشعوب الدول الغربية المتقدمة تحب أوطانها حبا جما ولا يوجد أغاني وأهازيج "ودبكات" ولا يوجد تبرق وترعد وسيفين وتاج مع احترامنا للفنانين الأحياء عمر العبدالات ومتعب السقار والمرحومين توفيق النمري وعبده موسى .حب الوطن لا يلزمه قرع طبول وهز خصور وأهات ومواويل..حب الوطن يجسده الفأس والمعول والإنجاز والقرطاس والقلم.. حب الوطن يسطره الموظف المخلص والمهندس البارع وليس بعض الوزراء والسفراء والأعيان والقادة الإداريين المفذلكون الذين يشكلون عالة على الوطن وعبئا على المواطن... تابعنا ما يقوله بعض من يطلق عليهم مفكرون وقادة رأي ،وغيورون على الوطن، وساسة منتمون، وحزبيون متحذلقون، وكتاب مطواعون يكتبون حسب المناسبة وبقدر ما يشنف آذان أولي الأمر والمسؤولين أو حاشيتهم ،وأكاديميون صامتون مرعوبون من الإبداء بآرائهم فيما يجري في بلدهم الأردن وأكناف الأردن فوجدنا أن قدرا كبيرا مما يعبرون عنه هو حبا لأنفسهم ومصالحهم وليس حبا في الوطن ..نعم وجدناهم يتسابقون ويتهافتون على من يكون في الصف الأول، ويتنازعون على من يتكلم أولا ،ويتخاصمون على مقابلة محطة إعلامية لا يراها أحدا ،أو صحيفة مغمورة ليس لها قراء.. هؤلاء يحبون الوطن بقدر ما تتحقق مصالحهم ومصالح أبنائهم المباشرة فتجدهم ينقلبون على مبادئهم والأفكار التي كانوا يدعون الناس للإيمان بها والعمل بموجبها. بعض هؤلاء أخطر على الوطن من الفاسدين المستبدين لأننا نعرف الفاسدين ونستهدفهم بكرة وأصيلا في حين أن الذين يتصنعون حب الوطن منافقون ينحروا الوطن وينهبوه حيثما أتيح لهم ذلك ويصعب الاستدلال عليهم لأنهم يسيرون معنا ويتجسسون علينا ويتهالكون على تأكيد حبهم الصوري المصطنع للوطن.. مسكين هذا الوطن الذي يتسع صدره ورقعته ليستوعب محبيه وأعداءه ،الثائرين عليه والثائرين من أجله، ناسكيه وفاسقيه، شهداءه وسراقه، مخلصيه وخونته أو خوانه . حب الوطن عقيدة وسلوك وتضحية وليس تكلفا وتصنعا وتسحيجا . حب الوطن جزء من حب الله أما المنافقون المتزلفون فقد أنبئنا رب العزة بحالهم عندما قال في سورة التوبة" المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون " .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)