طلبة نيوز-

د. ابتسام أبو محفوظ /جامعة القصيم

         إنه العيد يعود من جديد تحاول ذكرياته أن توقظ في داخلنا لحظات فرح كلما حاولنا الاقتراب منها تجددت المسافات بيننا حتى بتنا غرباء عنه فلا حلم يسكننا ولا أمنيات ،  مع أن الاصل فيه إظهار الفرح بعد إنهاء عبادة جعلها الله لنا قربة وطاعة وتعظيمًا للواحد القهار، ولكن أنّى لهذا الفرح أن يرى النور والأتراح جاثمة على صدورنا ، وكيف  لهذا الفرح  أن يعم وفي كل شبر من بلادنا مأساة تقع وامرأة تثكل وطفل يصرع ، وأمل يُغتال ؟

              وفي العيد إجماع للأمة واجتماع لها ، وفي الإجماع تصميم  وعزم على الأمور ، ألم يقل الله في محكم تنزيله : " فاجمعوا أمركم وشركاءكم ..." فأين نحن من العيد وهذا الإجماع ؟ وقد غادر الفرح  إخوانًا  لنا في غزة والعراق والشام وبقاع أخرى من عالما العربي ، ولسان حالهم يقول ما قاله المتنبي في مصر :

عيد باية حال عدت يا عيد        بما مضى أم بأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونــهم         فليت دونك بيدَا دونهم بيــــد

           وفي العيد اجتماع على الخير والسلام والطاعات ، وفيه ترابط واتفاق ، تتقارب فيه القلوب وتتصافى ، ليصدق قوله تعالى : " واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا " ،  فأين نحن من العيد وهذا الاجتماع   وفي كل شبر من هذا الوطن الكبير آلام وأوجاع وأوصاب ؟

               أخيرًا أقول تقبل الله طاعاتكم وأتم بالعيد فرحًا أتمنى ألا يتوارى ، واستشهد ببيتي عمر بهاء الدين الأميري الذي جعلت عنوان خاطرتي هذه شطرهما الأول :

يمر علينا العيد مرًا مضرجًـا        بأكبادنا والقدس في الأسر تصرخ

عسى أن يعود العيد بالله عزة       ونصرًا ويمحى العار عنا وينسخ