TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
25 أيار ذكرى عز وفخار
28/05/2015 - 5:45pm

طلبة نيوز-

*عادل حواتمة

لا تقل تضحيات الاردنيين عن اشقائهم لنيل استقلالهم العروبي، بل على العكس فقد قدموا كل أنواع التضحية والفداء لوطنهم جهداً مقاوماً عسكرياً وسياسياً، حيث كانت تلك التضحيات موجهة للداخل الاردني والخارج العروبي وبالذات الفلسطيني، ضد العصابات الصهيونية والتي بدأت بالتسلل إلى قلب فلسطين لتقلب الحقائق على الارض مدعومة برعاية بريطانية وأمريكية وأممية، هذا فعلياً ما ضاعف نضالهم وتضحيتهم. فبغض النظر عن اختلاف المسميات كالانتداب، والوصاية، والحماية ، والاستعمار، التي حاولت الدول الكبرى تلطيفها لتكون مستساغة نوعاً ما، إلا أن جوهرهم واحد ومُختصر بتدخل دولة عظمى بإرادة وسيادة صغرى.
تستذكر الدول عادةً في أيام استقلالها محطة هامة من تاريخها وانتقالها من سن المراهقة إلى سن الرشد بكل ما يترتب على ذلك من جديد النضال الذي يعنى ببناء الدولة ككل مبتدئة بالإنسان صحة وتعليم وتنمية. حيث جاء 25 أيار 1946 كمرحلة جديدة من تاريخ الاردنيين ليحدد خياراتهم ويوجه طاقاتهم ، فطبعوا عروبيون حيث تدثروا برداء الفاتحين و حملوا كل صارم وحارق واتجهوا غربا نحو مقدساتهم واشقائهم فكانت موقعة فلسطين الاولى عام 1948.
بيوم الاستقلال تهتز الجينات الوطنية ألقاً وفرحاً في مرحلة إعادة التقييم الذاتي والقومي، بالاستناد إلى معايير نوعية تعبر عن حقيقة الاستقلال والابتعاد عن كل ما هو غير وطني بالمفهوم " التبعي "، ما يقرب من سبعة عقود في ظل انتصاب الهامات الأردنية خلال محطات مُفزعة وضاغطة تستدعي منا الاحترام ونحن نستعرض عملية بناء الانسان الأردني من خلال إسناده بمؤسسات نوعية تعليمية وصحية وحياتية بشكل عام.
قد يبدو الاستقلال بظاهره معنوياً، ولكن في حقيقة الامر لا مناص من اعتباره غائراً حتى الصميم كشاهد وحكم على مستوى التطوير الوطني والتشبيك القومي، فالتقييم الحقيقي للاستقلال يكون من خلال شواهد حية صلبة وراسخة، بعناوينها الرئيسة كإعمال الديمقراطية بمبادئها الرئيسة حريات وعدالة وتكافؤ فرص وحاكمية رشيدة، كما يعني القدرة على خلق أو محاولة خلق على الأقل قوة سياسية واقتصادية وعسكرية بمصادر ذاتية أو تعاونية مع شركاء المنبع والمصير والرأي، فهو بمثابة " جردة حساب" وطنية.
في ظل زحام العنف والتطرف والفوضى المنتشرة لدى الجيران، والذين للأسف ترغب أغلب الأطراف المتصارعة هناك على السلطة والقيم، أن تمتد لنا حالات الفشل النظمية التي أودت بهم إلى تلك المهالك تحت مبرر الثأر تارة، ومحاولة تعميم نماذج فشل قاصرة عن تشكيل حالة نضج سياسي ما يعكس هشاشة البنى السياسية والشعبية لتلك الأنظمة تارة أخرى، فلنعترف بفخر ودون نقيصة بأن الأردن بعيد استقلاله التاسع والستين يسير بخطىً واثقة وراشدة بقيادة جلالة الملك نحو مزيد من الديمقراطية و التنمية والكرامة.
adel.hawatmeh@gju.edu.jo

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)