TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
احداث كبيرة مقبلة على الأردن
27/07/2015 - 3:30am

طلبة نيوز-البروفيسور أنيس الخصاونة
تتواتر الأنباء الصحفية التي تتناقلها صحف ومواقع إعلامية متعددة عن خطط تعد، وتقسيمات ترسم ، وخرائط جديدة تصمم لمنطقة الشرق الأوسط والتي على ما يبدوا أن دول مثل الأردن والعراق وسوريا وربما لبنان ستكون هي الأكثر تأثرا بهذه الترتيبات الجديدة. مدير وكالة المخابرات السابق مايكل هايدن أكد على اختفاء دولتين هما سوريا والعراق من على خريطة الشرق الأوسط قريبًا. وقال "هايدن"، في تصريحات لصحيفة "لوفي جارو" الفرنسية "لنواجه الحقيقة: العراق لم يعُد موجودًا ولا سوريا موجودة، وأن لبنان على الطريق وليبيا باتت هكذا هي الأخرى".
أما الأردن فإن الأحداث على حدوده الشمالية والشرقية جعلته في عين الإعصار حيث يعاني من إغلاق شبه تام لمنافذ وشرايين اقتصاده مع سوريا وتركيا وعبرهما الى أوروبا وينطبق الأمر ذاته على الوضع في العراق مما أرهق اقتصاد المملكة المرهق أصلا علما بأن أكثر من خمس سكان المملكة أصبح من المهجرين السوريين والعراقيين مما دفع بالاقتصاد الأردني إلى حافة الانهيار والإفلاس.
أما من الناحية الأمنية فقد بات الهاجس الأمني يخيم على المحافظات الشمالية المتاخمة لسوريا حيث تصل القذائف إلى التجمعات السكانية الأردنية وسقط بعض القتلى ودمرت بعض الممتلكات وانتشر الهلع والتوتر بين السكان . في ظل هكذا ظروف يسافر الملك عبدالله الثاني في جولة أمريكية تستغرق شهرا كاملا في وسط أوضاع إقليمية ملتهبة ويتم استدعاء بعض كبار المسؤولين لمقابلة الملك في اجتماعات مغلقة في أمريكا فما هو الخطب الجلل الذي يستأهل سفر هؤلاء المسؤولين إلى أمريكا للتباحث مع مليكهم عن أوضاع الأردن؟ ألم يكن بالإمكان أن ينتظر الملك لحين عودته إلى بلاده للتباحث مع المسؤولين بخصوص قضايا تهم الدولة الأردنية؟
نعم يشعر الأردنيون أن هناك تعتيم واضح من قبل حكومتهم حول ما يخطط لبلدهم خصوصا في ظل تسريبات تتحدث عن احتمالات باختفاء دولتين جارتين هما العراق وسوريا وإمكانية ضم إقليمي الأنبار العراقي ودرعا السوري الى الأردن .تداعيات كثيرة يشعر كثير من الأردنيين بأنها ستحدث لإعادة الترسيم وضم أراضي ومحافظات جديدة للمملكة علما بأن هذه المحافظات الفقيرة ستفاقم الأوضاع الاقتصادية في الأردن وستسهم في انتقال ثقافة العنف والتفجير وسفك الدماء التي ألفها سكان هذه المحافظات إلى المجتمع الأردني ،كما أن مثل هذا التوسع سيعني بالضرورة الدخول في صراعات مزمنة مع دول الجوار.
الملك يستدعي كبار المسؤولين ورؤساء الوزراء السابقين في الوقت الذي لا يعلم نواب الشعب شيئا عما يدور ويخطط لبلدهم وهم يستقون المعلومات مما يسمعوه ومما تتناقله وكالات الأنباء العالمية!!!
يتساءل عدد معتبر من الأردنيين فيما إذا كان هؤلاء الذين يستدعيهم الملك للتباحث حول الأردن ومستقبله يمثلون الشعب الأردني ونبضه ووجدانه وتطلعاته؟؟ بعض رؤساء الحكومات السابقين، إن لم يكن جميعهم، لا يتحدثون باسم الشعب وهم في حالة انفصال كبير عن هموم الأردنيين ومشورتهم لا تقدم ولا تؤخر حيث أن آرائهم وأفكارهم لم تعد ذات صلة بما يفكر به السواد الأعظم من مواطنيهم.
غياب شهر كامل لملك البلاد في الولايات المتحدة الأمريكية وعدم قدرته على انتظار العودة لربوع الوطن ،واستدعاء شخوص لجلسات مغلقة من المباحثات كلها تشير إلى أن الأمر جلل وأن الرؤى والمخططات الأمريكية لإعادة ترسيم المنطقة بما يتفق ومصالحها ومصالح حليفتها الكبرى إسرائيل بطريقها الى الترجمة التنفيذ على أرض الواقع ونستبعد أن يكون موضوع التغيير الحكومي ، وزيادة صلاحيات ولي العهد هي محور هذه المباحثات فهذه الموضوعات لا تستدعي صفة الاستعجال والاستدعاء لشخصيات لمقابلة الملك على الاراضي الأمريكية لبحث شأن أردني ناهيك عن أن التغيير الحكومي لم يعد شأنا يأبه له الأردنيون كثيرا. الشعب الأردني ينتابه قلق بالغ على مصير بلده وأبنائه واقتصاده وممتلكاته ومؤسساته وللأسف فإن الأردنيون يشعرون بالتهميش وعدم التأثير في صياغة مستقبل بلدهم وأبنائهم.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)