TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
«الدولمنز» حضارة تتعرض للتخريب الممنهج وبريطانيا تجني منها الملايين
08/07/2014 - 10:30am

طلبه نيوز\
ضارة «الدولمنز» في بلادنا، وفي بريطانيا اسمها «ستون هينجز»، في الاردن وبلادنا عرضة للتخريب والنهب والتكسير الممنهج، وفي بريطانيا احد مصادر الدخل السياحي والاثري العالية القيمة، وقد دخلت في بريطانيا على قلتها لعجائب الدنيا السبع بينما في مدننا وقرانا الاردنية عرضة للتخريب الممنهج.
والدولمنز كلمة أثرية قديمة تطلق على الطاولة الحجرية التي تتألف من أربع كتل حجرية منصوبة بشكل عمودي تغطيها من الأعلى كتلة حجرية ضخمة وأحيانا توجد في هذا الشكل الأثري الصخري فتحة ضيقة عند أحد طرفيه للولوج من خلالها لداخل نصب الدولمنز.
حضارة «الدولمنز» هي طاولات حجرية بعضهم يعيدها الى العصر الحجري، غير ان احد المهتمين بها يعيدها لعصر النبي هود عليه السلام، الذين امتازوا بضخامة الاجسام، هذه الحضارة يعبث بها المواطنون بحثا عن الذهب، لكنها في الحقيقة لا تعدو الا بناء حجريا، وارثا تاريخيا.
حقول الدولمنز، يعتبرها الباحث في شؤون الاثار احمد الملاعبة ارثا تاريخيا يجب المحافظة عليه، لانها اثار طبيعية، لكنها حسب الملاعبة، يتم تدميرها ويوجد تخريب ممنهج، وتحتاج الى توثيق وحماية اكثر»، لكنه يتابع» للاسف لا نعمل على حمايتها.
ما هي «الدولمنز»، تعتبر هذه الظاهرة التاريخية والحضارية، حسب رئيس جمعية أصدقاء الآثار في لواء الكورة طارق بني ياسين طاولات حجرية ضخمة، منتشرة في العديد من مناطق الأردن لكنها متميزة في أشكالها وكثرة وجودها على سفوح تلال قرى وبلدات محافظة اربد، فقد حملت العديد من التسميات المحلية فمنهم من أطلق عليها القلاع المتراكبة ومنهم من سماها التصاريف ومنهم من سماها أيضا بيت الغولة ومنهم من أطلق عليها اسم النصب التذكارية.
لكن استاذ الاثار الملاعبة يرى ان هذه الحقول موجودة ليس في الاردن فقط بل في بريطانيا وكوريا، وفي الاردن موجودة من منطقة اليرموك حتى وادي رم جنوبا، واكثر وجود لها في منطقة وادي الموجب جنوبا».
ويوضح الملاعبة» حقل داميا يعتبر من الحقول النادرة لانه مصنوع من صخور الترفترين المكونة من طبقات الاملاح من المياه الساخنة، مشيرا الى وجود احصاء شعبي اكثر من الاحصاء الرسمي لعدد هذه الحقول، فيقدر في الزرقاء بحوالي 300 دولمنز، وحوالي 10 الاف دولمنز في المزار الشمالي وجحفيه، حيث يبلغ عمرها حوالي 5 الاف سنة.
وحول القيمة التراثية والتاريخية للدولمنز يقول الملاعبة، قيمتها التراثية والتاريخية والعملية كبيرة، ولكن حتى الان ما زالت تجري عليها البحوث والدراسات والفحوصات المخبرية في المانيا، لكشف اسرارها وقيمتها العملية والتراثية.
ويختلف الباحثون حول هذه الحضارة فمنهم من يرى انه لا يوجد عليها اي كتابات او رموز او نقوش ومنهم من يرى انه يوجد رموز عليها لكنها تحتاج الى فك لشيفرتها لمعرفة حقيقتها.
ويعتبر بني ياسين هذه الحجارة الصماء وتسمياتها لم تأت من الفراغ، فمنهم من حلل وجودها بأنها عبارة عن إشارات للاتصال فيما بينهم ومنهم من قال بأنها أقيمت كمذابح خاصة يذبح عليها فوق الطاولة كشعائر دينية يتقربون بها إلى الله ومنهم من قال عنها بأنها مدافن وبعضهم ربطها بالديانات القديمة أمثال العالم الانجليزي «رايت» الذي حاول ربطها بأناس ورد ذكرهم في التوراة أو ما يذكر بجيل العمالقة أو الزمزميين الذين وجدوا في السعودية والأردن.
من علماء الآثار في البحث والتنقيب في أسرارها ومعرفة العمر الزمني لها، الذين بحثوا في هذه الظاهرة الدكتور زيدان كفافي أستاذ علم الآثار في كلية الآثار بجامعة اليرموك أكد أن تاريخ الدولمنز يعود إلى بداية العصر البرونزي المبكر 3500ق م، وقد أجرى مسحا لمعظم حقول الدولمنز الموجودة في الأردن وتحديد أماكنها، وقد بين ستة أشكال للدولمنز، حيث أشار إلى أن حجارة الدولمنز التي بنيت في كل من الجولان وطبريا على سبيل المثال تختلف في تصميمها عن تلك التي بنيت في مناطق اربد، وكذلك حال التي بنيت في منطقة داميا والتي تختلف عنها جميعا في شكلها وتصميمها.
دائرة الآثار العامة حددت «101» موقع من حقول الدولمنز المنتشرة في الأردن، ويعتبر لواء الكورة من أهم المناطق التي تنتشر فيها هذه الظاهرة، فنجدها في كل من جنين الصفا وشعب الدخان شرق دير أبي سعيد وحوض الديري والحاجزة في كفر الماء وخلة الخرفيش في جفين ودير قيقوب وخربة منوه إلى الغرب من الأشرفية وكفرعوان وكفرابيل، وهام وجحفية وبيت يافا وناطفة فهي متعددة الأحجام والأشكال.
ويقول الدكتور كفافي إن الأردن من أكثر المناطق تأثرا بهذه الظاهرة، علما ان وجود الدولمنز في محيط حفرة الانهدام يبدأ من شمال سورية حتى معان جنوب الأردن وان وجدت في مناطق أخرى مثل لبنان والسعودية والبحرين واليمن وشمال وجنوب أفريقيا وكذلك بريطانيا، حيث اهتم البريطانيون بهذه النصب التي أطلقوا عليها ستون هينجز وعملوا قصة كبيرة من حقل صغير موجود هناك يدر عليهم دخلا عاليا من المال لقاء ما يجنونه من مرتاديه من السياح ، وقد كان من ضمن أهم المواقع التاريخية المشهورة على مستوى العالم التي نافست بان تكون إحدى عجائب الدنيا السبعة لعام 2007.
يقول الدكتور كفافي إن مداخل الدولمنز بنيت حسب طبيعة الأرض وجيولوجيتها وعادة ماتكون باتجاه الوادي،
وهو ما دحض به نظرية بعض الذين أشاروا إلى أنها بنيت باتجاه الشمس، كما أنه دحض أيضا الفكرة السائدة بين بعض المهتمين بأنها كانت عبارة عن مدافن كونه لم يعثر تحتها أو بداخلها على أي آثار لعظام بشرية.
جمعية ألادلاء السياحيين أطلقت حملة وطنية لحماية حقول الأنصاب الحجرية التاريخية «الدولمنز» قبل عامين لوقف الخطر عليها من عمليات التعدين التي تجري في مناطق وجودها أو بسبب الإهمال، وقالت الجمعية حينها «حقل ليفياس في وادي الأردن أكبر حقول بلدان حوض المتوسط من ناحية احتوائه على الأنصاب الأثرية وهو ما يدعو لتوفير حمايته بأقصى سرعة ممكنة».
يشار إلى أن نحو 185 نصبا من نصب «الدولمنز» الأثرية المتبقية من أصل 312 عنصرا أثريا تعرضت للتخريب في حقل «داميا» في الأغوار الوسطى، معرضة لأخطار تهدد بقاءها.وكانت دائرة الآثار رفعت لمجلس الوزراء دراسة تتضمن حلولا لإنقاذ أنصاب الدولمنز الأثرية من حملة أعمال التعدين في حقل داميا في الأغوار الوسطى.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)