
طلبة نيوز-خليل قنديل
علينا ان نعترف جهارا اننا أمة تلقينية بامتياز. ان التلقين الببغائي هو احد واهم مراجعنا التربوية ففي مدارسنا يعتبر الطالب الذكي والشاطر هو من يملك موهبة اعادة سرد ما يسمع من تلقينات مدرسية وما يمكن ان تحويه مناهجنا وكتبنا المدرسية. ولعل السر في مثل هذا التمسك بمنهج التلقين هو ان مثل هذا النهج يمنع فكرة الابداع في الطرح !!
فالمدرس الذي تنتصب قامته في مساحة الدرس لا يريد من الطالب الا ان يعيد على مسامعه ما حفظ من نطق المعلم وما يمكن ان يحويه الكتاب المدرسي دون ان يتحمل الطالب مسؤولية الانخراط في النقاش والمحاورة.
وجامعاتنا تخرج سنويا الجيوش الطلابية سنويا دون ان يكون لهذه الاعداد الهائلة من الطلبة علاقة تشاجرية مع المادة العلمية التي درسها الطالب ولهذا صرنا نستعمل مصطلح أمية المتعلمين دون أي وجل!!
ان الطالب الذي عاش الخوف بكل اطواره لا يمكن ان يمتلك ناصية جرأة الابداع والخلق ونحت المعايير الجديدة، لا لشيء سوى ان موهبة يحرسها الخوف والوجل هي موهبة فاشلة وعرجاء وتظل تبحث عن عكاكيز اجتماعية يمكن ان تحمي الانسلن من جرأة المواجهة!!
ان جيلاً كامل الدسم يمكن حذفه من جينات الولادات العربية دون ان نشعر بالخسارة الفادحة بالفقدان ذلك ان الجيل الذي يحتمي بالتلقين كمرجعية هو جيل فاسد بامتياز ولا تعويل عليه!!
ولهذا يمكن الجزم بان آفة التلقين هي من أصعب ألآفات التي تسلمناها من الارث العثماني وما زلنا نقبض عليها بالنواجذ.
وكان الله في عون أمة لا تحاسب مرجعياتها ولا تقف على اسباب تخلفها!
اضف تعليقك