TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أبطال من بلدي : عطوفة اللواء المتقاعد عمر العمد 
23/03/2019 - 10:30am

بقلم الدكتور عارف بني حمد 
نواصل الكتابة عن ضباط مخابرات كبار سابقون مميزون، عملوا في الظل وبصمت ونكران الذات، وتركوا بصمات وقدموا الكثير للوطن والقيادة الهاشمية وحافظوا على أمن وإستقرار الوطن خلال خدمتهم، وغالبية أبناء الشعب الأردني لا تعرفهم . 
وبطلنا اليوم تشرفت بالعمل معه مباشرة حوالي عقد من الزمان ، وسافرت برفقته مرات عديدة في مهمات عمل سرية رسمية، رجل طيب المعشر وقمة في الأخلاق والتواضع والحكمة ، ذكي جدا ، هادئ جدا، مثقف ، رجل مهني محترف وعملي ومؤسسي ، لديه جلد وصبر في العمل ، كان يواصل الليل بالنهار، لديه رؤية سياسيه وإستراتيجية، عمل بهدوء وصمت بعيدا عن الإستعراضات، حظي بثقة ودعم من مصطفى باشا القيسي وسميح باشا البطيخي . بطلنا هو عطوفة اللواء المتقاعد عمر العمد / أبو أيمن ، الذي تسلسل بالعمل بالجهاز من رتبة ملازم وحتى رتبة لواء ، وجمع ما بين الجانب العملياتي والتحليل السياسي وأبدع في المجالين، وتولى مناصب قيادية مختلفة في الجهاز، وكان مساعدا للجنرال القوي سميح البطيخي وذراعه الأيمن ، وكان من أبرز المرشحين لتولي إدارة الجهاز، وتم تأهيله وتجهيزه لذلك، حيث كان الجهاز ذاتيا يصعد ضباطه المميزين ويجهزهم لتولي المناصب القيادية بالجهاز من دون تدخل من القيادات السياسية والحكومية، وعندما يصل الضابط المميز لمنصب نائب مدير يصبح في حكم المؤكد أنه المدير القادم، ويكون هذا الضابط محل إجماع ومبايعة من كل الضباط بأنه يستحق هذا الموقع ، لأن معيار التصعيد هو الكفاءة .....الكفاءة ....والكفاءة فقط ، ولم يكن بالجهاز أي صراع على السلطة بين كبار ضباط الجهاز ، لأن كل ضابط يعرف إمكاناته وحدوده ، وكنا نعرف من هم مدراء الجهاز القادمون لسنوات قادمة نتيجة هذه المعايير . 
لكن للأسف تغيرت المعايير وإمتدت خلال العقدين الماضين أمراض الإدارة العامة الأردنية والصراعات الوظيفية والشللية والمحسوبية وتدخلات مراكز النفوذ والقوى للجهاز، وكانت وراء تصفية كفاءات الجهاز وإحالتهم على التقاعد المبكر في عز العطاء والإنجاز نتيجة الصراعات بين المدراء السابقون والعاملون، مما دفع جلالة الملك لتعيين مدراء مخابرات من المتقاعدين، لعدم وجود من هو مؤهل ممن بقي من العاملين .
ومن إنجازات بطلنا الباشا العمد أنه في إحدى سنوات عمله في العمليات تمكن بنجاح وإقتدار من إحباط محاولة إحدى الجهات المعادية للأردن إسقاط طائرة جلالة الراحل الكبير الحسين بن طلال رحمه الله في العقبة ، وتم إعتقال الارهابيين ومصادرة الصاروخ المجهز لهذه الغاية .
وبطلنا من الكفاءات المميزة التي خسرها الجهاز، وتم إبعاده وإحالته على التقاعد مبكرا وتعيينه سفيرا في قطر ثم سفيرا في سوريا (على مبدأ أبعده وأسعده)، وأبدع في المجالين الدبلوماسي والسياسي ومثل الأردن ومصالح الأردن في البلدين خير تمثيل في ظروف سياسية وعلاقات أردنية بالغة الدقة مع قطر وسوريا . وأثبت السفير الباشا العمد مقدرة بالغة وكفاءة لافتة ودبلوماسية مليئة بالابداع والانجاز في التعاطي مع العمل الدبلوماسي والسياسي، وكان يستحق التسلسل في الخارجية وتولي منصب وزير الخارجية نظرا لكفاءاته وجمعه للعمل الأمني والسياسي والدبلوماسي، خاصة وأن معظم علاقات الأردن الخارجية ملفات أمنية وسياسية مزدوجة ، إلا أنه أيضا للأسف تم إحالته على التقاعد عام 2014 . 
هذا هو بطلنا رجل مخلص لتراب الأردن والقيادة الهاشمية، عمل وأنجز بصمت وخرج بصمت ويعيش بصمت وهدوء وراحة ضمير، هذا رجل من الكفاءات المعطلة، ولا تزال لديه القدرة على العطاء وخدمة وطنة وقيادته الهاشمية، ووطننا في هذه الظروف الصعبة بحاجة الى رجال وكفاءات مميزة .
فكل الإحترام والتقدير لعطوفة الباشا أبو أيمن وأطال الله في عمره

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)