TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أ.د حسين الخزاعي يكتب: اللهم ارفع سعراتنا الحرارية
17/03/2019 - 6:45am

أ. د . حسين الخزاعي 

الأرقام والاحصاءات المؤرشفة تشير الى ان المواطن الأردني كان في عام 2002 يستهلك بالمتوسط يوميا(3209) سعره حرارية وكان - يبرطع ويخمخم ويتلذذ وينتعش- في استهلاكها ، انخفض هذا المتوسط الى ( 2340) سعره حرارية في عام 2006 استنادا الى دراسة الفقر التي كشفت ان عدد الفقراء في الأردن بلغ (706) الاف فقير، يعني بالمفتوح المواطن الأردني فقد (1000) سعره حرارية في اربع سنوات، أما في عام 2008 واستنادا الى مسح الفقر فان عدد الفقراء ارتفع الى (781403) الف فقير، اي بزيادة (75) الف فقير خلال سنتين، يعني بالمفتوح دخول 3500 فقير إلى خط الفقر شهريا، والحديث بالحديث يذكر فالاردن يستخدم منهجية السعرات الحرارية في قياس مؤشرات الفقر ( الغذائي وغير الغذائي )، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد جيوب الفقر من (20) جيبا في عام 2006 الى (32) جيبا في عام 2008 ثم الى (35) جيبا في عام 2017 استنادا الى بيانات وزارة التخطيط الدولي والتعاون. 
في عام 2010 كشفت بيانات مسح نفقات ودخل الأسرة أن عدد السكان في جيوب الفقر ارتفع الى (826,700) الف نسمه ، اي بنسبة (14.4%) في الوقت الذي كانت فيه نسبة الفقر (13.3%) ومعدل البطالة في مناطق جيوب الفقراء كانت 29% مقابل 13% في مناطق الاخرى غير الفقيرة ، وخاصة يوجد مناطق تزداد فيها نسبة الفقر عن (50%) وكانت هذه اخر دراسة عن الفقر تنفذ في الأردن وتعلن نتائجها للرأي العام . وفي عام 2013 كشف المسح الميداني لدخل ونفقات الأسرة ارتفاع نسبة الفقر إلى (20%) اي بوجود مليون و 200 الف تحت الفقر ،اي بارتفاع (5.5%) عن عام (2010)، وهذا مؤشر خطير كون الدراسة اظهرت أن ربع مليون اردني كانوا يتقاضون رواتب اقل من 200 دينار ، اي - جيعانين وممسوحين وماكلين روح الخل -. بعد ذلك العام (2013) لم تعلن نتائج مسوحات او دراسات تتعلق بالفقر ولكن كانت هناك اشارات تعلن في - القطارة - عن الفقر كان اهمها ان الاسرة التي تنفق اقل من (6000) دينار سنويا تعتبر من الطبقة الفقيرة وهذا يعني ان (82% ) من الاسرة تصنف من الطبقة الفقيره كون دخلها اقل من 500 دينار استنادا الى متوسط رواتب الاجور في القطاعين العام والخاص والذي لا يتجاوز ال (450) دينار شهريا. 
اذا كانت سعراتنا الحرارية المسؤولة عن الطاقة انخفضت 1000 سعره حرارية في عام 2006 عن استهلاك عام 2002 ، واذا كانت معدلات الفقر والبطالة بارتفاع مستمر ، واذا كان المواطن يتبع في حياته ادارة ( التعشيق ) ، فجسمه الذي كان يفقد 1000 سعره حرارية يوميا في تلك الايام ولا نعرف كم يفقد هذه الايام والتي من خلال نظرة عابره في وجوه الاردنيين تستطيع حسبتها ، فهذا يعني انه سيعاني من الامراض الخطيرة كفقر الدم والخمول والكسل وعدم القدرة على العمل بسبب نقص في الفيتامينات بسبب سوء ونقص التغذية. ولعل اخطر هذه الامراض التي يعاني منها طلبتنا في الجامعات والمدارس تتمثل في نقص الحديد وبي تولف وفيتامين د.
وبعد ،،، نتائج مسح الفقر جاهزة وموجوده في ادراج المسؤولين العباقرة في رئاسة الوزراء، الحكومة تؤجل عملية الاعلان عنها ، خوفا من النتائج الصادمه التي ستضع الحكومه في ارباك واضطراب وقلق في مواجهة ابناء الشعب الأردني المكبوت الذي يتذوق طعم المرارة من فشل الحكومات السابقة والحكومه الحالية التي نعتب على رئيسها الدكتور عمر الرزاز كونه كان رئيسا للفريق الفني الذي وضع الاستراتيجية الوطنية للتشغيل والتي اعلنها في نيسان 2011 ، وبشرنا فيها الرزاز بانها ستتصدى لحل المشاكل الاقتصادية في الأردن وخاصة البطالة وتنظم سوق العمل وتنعش الاقتصاد من خلال ضع حلول لمشكلة البطالة واحلال العمالة المحلية مكان الوافدة واعادة هيكلة الاقتصاد الأردني ، وساكون في قمة الصراحه لأقول بانها افشل استراتيجية توضع في تاريخ الأردن ولم يتحقق من وعودها كلمة واحده. ولا ادري كيف ستقنع الحكومه المجتمع بانها كانت محقه عندما اقرت قانون الضريبة الأسود قبل اعلان نتائج مسح الفقر ودخل الاسرة، وعلى الحكومه ان تعرف جيدا باننا متشوقين لأعلانها لنتائج مسح الفقر فسنرصدها ونحللها ولن نجامل في اي معلومه تصدرها الحكومه تتعلق بالفقر ، فنحن من سنوات نحذر ونحذر من خطورة الفقر والبطالة حتى جاءكم العاطلين عن العمل الى العاصمة ولن ينفع التخدير والوعود معهم لان البطالة يرافقها جوع واقصاء وتهميش وظلم، والخطورة الاكبر تتمثل في قيام الحكومه شهريا برفد سوق العمل بمئات من الموظفين المتقاعدين المدنيين والعسكريين وهم في عز العطاء والحيوية والخبرة والحاجة للمال بسبب تقدم الابناء في العمر وتعدد المسؤوليات الملقاة على معيل الاسرة . 
مسك الختام ،،، نحن متشوقين لنعرف كم هي سعراتنا الحرارية التي نستهلكها يوميا وكم انخفضت عن عام 2010، ونحن ننتظر بشوق الى معرفة خط الفقر الجديد وكم عدد المنخفضين من الطبقة الوسطى للطبقة للفقيرة ( الممسوحه ) والتي بالتأكيد ستكون مرعبه. اللهم ارفع سعراتنا الحرارية.
ohok1960@yahoo.com
اكاديمي، بروفيسور، تخصص علم اجتماع

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)