طلبة نيوز - ان كثيرا ما يضعنى في حضنه ويهزني برفق وظاهر نيَته أنه يفعل ذلك لأنام ..ولكنني كنت أشعر أنه في داخله يتمنى أن لا أفعل ..فقد كنت أستمتع وأظنه كان يستمتع أكثر مني بأغانيه التي كان يهدهدني بها وربما كان يدري أو لا يدري أنه كان يسقيني بأغانيه حب الوطن .
يقول كلاما جميلا ربما لم أفهمه كلّه في حينه ولكنني حفظته ..ألحانه جميلة ويغنيها بصوته الحنون مرارا وتكرارا وكأنني أسمعها الان بصوته ..
نحن قومٌ أبيّون ..لا نقر الأذى فينا ....
لا نبالي منايانا ..في سبيل أمانينا
يا بلاداً ورثناها عن جدودٍ ميامينا
إن يهاجمك زرزور ...يلقى منا شواهينا
سمعتها بأذني... وعلى وقع كلماتها شعرت بدفء الوطن في حضن أبي ..وأحسست بأمان الوطن وذراع أبي يلفني ..فأحببت وطني قدر ما أحبني أبي وقدر ما أحبَ وطنه .. فقد كان يحبنا معا ..فلم يكن لديه إلا ابنة واحدة وليس لديه الا وطن واحد
كان يغني هذه القصيدة للسكاكيني ولم أجدها مغنّاة رغم البحث الطويل ..وكان يلحقها بدمت يا بلادي ما دام الزمن وطن المجد ومجدا للوطن.
كلما أنهى أغنية صمت قليلا ..وأنا مغمضة عينيَ متظاهرة بالنوم ..وعندما يطول صمته وأحسه ينظر إليَ ..أفتح عينيّ في خجل ..فينشد...دمت يا شبل الحسين قائد الجيش الأبيَ ..وارثاً للنهضتين ..حسن جيش يعربيَ ... ..وأظنه عكس كل الأباء في تلك اللحظة الذين تفشل جهودهم ويبقى أولادهم مستيقظون .. أظنه كان يكون سعيداً
وطني يعيش في وجداني كما يعيش أبي ..لا أعرف الفرق بينهما ..أحب وطني ولا أريد منه أي شيء ..أحبه فقط ... لأعطيه ...
كل عام وأنتم ووطننا الغالي وقيادتنا الهاشمية بألف ألف خير ورحم الله أبي الذي سقاني المكرمات وربَاني على العزَة والصدق والحب

الأستاذة الدكتورة منار اللواما