TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أمريكا والغرب.. من الرهان على الإخوان.. إلى مغازلة القاهرة
27/04/2014 - 9:45am

طلبه نيوز
تطورات جديدة على صعيد العلاقات المصرية ـ الأمريكية الأوربية، سبقت زيارات غير مسبوقة، تتم حاليا لكبار المسؤولين المصريين إلى واشنطن، سواء وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أو رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء محمد فريد التهامي، والدكتور مصطفى حجازي، مستشار الشؤون السياسية والاستراتيجية لرئيس الجمهورية.
والتطورات والتغييرات في المواقف لحقت باتصالات كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم جون كيرى وزير الخارجية، وتشاك هاجل، وزير الدفاع الأمريكي، وأيضا عقب الزيارة الأخيرة للقاهرة، لمفوضة الشوون الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، كاترين آشتون.. التطورات الجديدة كشفت عن تغيير بوصلة الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، من الرهان على الإخوان، إلى مغازلة القاهرة، بالإعلان عن تسليم مصر 10 طائرات مروحية من طراز «أباتشي»، واستئناف المساعدات الأمريكية المجمدة لمصر منذ شهر تشرين أول الماضي، وبشكل جزئي، والإفراج عن 650 مليون دولار من إجمالي المساعدات المخصصة لمصر، والمقدرة بنحو 1.3 مليار دولار، كما أعلنت اليونان، التي تترأس الاتحاد الأوروبي حاليا، دعمها الكامل لجهود مصر من أجل تنفيذ خارطة الطريق التي دشنتها ثورة شعبية في 30 حزيران 2013، وجهودها في التصدي للإرهاب.. وهي متغيرات فرضت نفسها على تحليلات الدوائر السياسية في القاهرة، وعلى اهتمامات الدوائر الإعلامية والشعبية.. ويؤكد دبلوماسيون مصريون، أن التطورات الإيجابية في الموقف الأمريكي والأوروبي تجاه مصر، كان متوقعا، وهي نتيجة الاتصالات والتحركات الدبلوماسية والسياسية المصرية، التي عرضت حقيقة الأوضاع في مصر بعد ثورة 30 يونيو/ حزيران، ثم جاءت موجات الإرهاب من تنظيم الإخوان ومن معه من التنظيمات والجماعات الإرهابية، لتضيف توضيحا آخر أمام العالم، بأن الجماعات الإرهابية تسعى لعودة الإخوان إلى السلطة بالتفجيرات الدموية، وأن ثورة الشعب في 30 يونيو كانت دعوة واستدعاء للجيش المصري لحماية الوطن من حكم جماعة إرهابية تساندها جماعات إرهابية، وأن ما يحدث في مصر الآن معركة في مواجهة الإرهاب الذي يهدد المنطقة بأسرها ودول الجوار الأوروبي، وأن استقرار مصر يصب في مصلحة المنطقة، وبالضرورة مصالح الغرب وأمريكا في منطقة حيوية واستراتيجية..
عودة الامريكان
وقال سفير مصر السابق في واشنطن، سامح شكري، ان التغيير الملموس في سياسات ومواقف الولايات المتحدة تجاه مصر، يعد تطورا إيجابيا، ويؤكد على أن الولايات المتحدة مازالت حريصة على علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحفاظ على مصالحها في المنطقة، وهذا التطور الإيجابي سيعيد الأمور إلى نصابها، خاصة بعد اتخاذ مصر خطوات جادة في تحقيق المسار الديمقراطي، ثم أن الولايات المتحدة الأمريكية أدركت خطورة الإرهاب الذي تواجهه مصر، ويؤثر في المنطقة من قبل جماعة تهدف لتحقيق أهدافها التي تصدت لها ثورة 30 يونيو.
ما حدث في سورية اعاد التوازن للامريكان
التغيير في المواقف والسياسات الأمريكية والأوروبية تجاه مصر وأوضاعها الداخلية بعد ثورة 30 يونيو، كان متوقعا، وكانت المؤشرات تتداعى لتؤكده، من وجهة نظر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.. وقال: هناك تغييرات أساسية في التفكير الأوروبي الأمريكي، وبعد أن كانوا يتصورون أن الإخوان المسلمين البديل الطبيعي لنظام مبارك، أو الأنظمة التسلطية، لكنهم اكتشفوا أن الإخوان لم يستطيعوا أن يحكموا، ووجدوا أنهم في كثير من البلاد قد يكونوا صالحين للقتال، وليسوا جاهزين للحكم، والشيء المهم أنهم بدأوا يرون بعض آثار ما فعلوا، وفي حقيقة الأمر فإن فشل الإخوان وخروجهم بهذا الشكل مثل صدمة لهم في أمريكا وأوروبا.. وأضاف الأستاذ هيكل: بشكل أو بآخر، أدرك الغرب أن الرهان على التيار الإسلامي ليس مأمونا، ثم أن التيار الإسلامي وما حدث في سورية أقلقهم جدا، وأعتقد أن « كاترين آشتون» وغيرها، أصبحوا أكثر تفهما، والقضية أعقد من ذلك، وهم لديهم طلبات وقد لا يكون القائم في مصر حاليا حائزا على إعجابهم، لكنهم وجدوا المشكلة أن المصريين ل يقبلون العودة للوراء .. وفي توضيحه لماذا لا يعجبهم القائم في مصر ؟! قال هيكل: لأنه لأول مرة، تجد أمريكا نفسها تأمر فلا تطاع، وفي زيارة «كيري» الأخيرة طلب من السيسي التحدث لدقيقتين، وسأله مباشرة: هل سترشح نفسك في الانتخابات الرئاسية؟ فقال له، هناك مطالب في الشارع من بعض الناس، ولم أتخذ قراري بعد، فقال له كيري: نصيحتنا لك ألا تفعل !! ورشح السيسي نفسه ولم يقل للأمريكان شيئا، وقد تعودوا في المنطقة أن يأمروا فيطاعوا، أما الآن فأصبحوا يسألون، ويقال لهم: ماذا تريدون بالضبط !!
رفض الوصاية والتبعية
وما قال به الأستاذ «هيكل» يؤكده سياسيون وقادة أحزاب، بأن صلابة وثبات الموقف المصري، كان يترجم أهم أهداف ثورة 30 يونيو بالخروج من دائرة التبعية المذلة، ورفض أية وصاية خارجية على الإرادة المصرية، ومع وضوح ثبات الموقف المصري الجديد، كان له تأثير بالطبع في الموقف الغربي بصفة العموم، والموقف الأمريكي بصفة الخصوص ، التي تقبلت الأمر الواقع طالما لا يهدد مصالحها في المنطقة، فضلا عن التأثر النافذ لموقف السعودية ودول الخليج الداعم للموقف المصري، ولم يكن أمام الإدارة الأمريكية، إلا إعادة حساباتها مع الواقع الجديد في مصر..
التوجه الى موسكو ارعب واشنطن
وفي حين يرى خبراء عسكريون، أن التوجه المصري بإعادة تعزيز العلاقات مع روسيا، كان بداية التحرك الأمريكي للحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، وبدأت تتخلى عن الضغط على مصر، واقتنعت أخيرا ــ كما يقول الخبير العسكري، اللواء عبد المنعم سعيد ــ بأن ما حدث في مصر ليس انقلابا، وأنها ثورة شعبية خلعت نظام الإخوان.. وأضاف اللواء سعيد: حينما لجأت مصر إلى روسيا، أدركت أمريكا أنها الخاسرة، فوجدت من مصلحتها إعادة العلاقات وتصدير الطائرات الأباتشي لمصر..
وأكدت مصادر سياسية في القاهرة، رفيعة المستوى، أن التحركات المصرية والاتصالات الجارية مع الولايات المتحدة، شهدت انطلاقة نوعية، الأسبوع الماضي، بتزامن زيارات وزير الخارجية، ورئيس المخابرات العامة، والمستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور، ومن الواضح أن هناك دورا لكل مسؤول مصري، إعلاميا وسياسيا، ففي حين يلتقي وزير الخارجية عددا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وأعضاء بارزين من الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب، إلى جانب مجموعة من قادة الفكر والرأي بمراكز الأبحاث والفكر المؤثرة، ولقاءات مع عدد من وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، لنقل صورة تعكس حقيقة التطورات على الساحة السياسية المصرية، ورؤية مصر للقضايا الإقليمية والدولية، وفي الوقت نفسه يلقي مستشار رئيس الجمهورية سلسلة من المحاضرات الأكاديمية بمدينتي نيويورك وواشنطن، مع عقد لقاءات مع عدد من المسؤولين في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، وبهدف تدعيم الرأي المساند لموقف الإدارة الأمريكية الجديد تجاه مصر.. وقالت المصادر، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، سيدلي بشهادته قريبا أمام الكونغرس، وسيؤكد فيها أن مصر تحافظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، وأنها ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل، وهي الشهادة المطلوبة لإقرار أموال المساعدات للحكومة المصرية في السنة المالية الحالية. وكشفت المصادر، أن وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» أكد لرئيس المخابرات المصرية، خلال مباحثاتهما في واشنطن، دعم أمريكا لمصر، ومساعدتها على إتمام التحول الديمقراطي، وأن اللواء تهامي رئيس المخابرات العامة، كان صريحا وواضحا خلال لقائه مع عدد من المسؤولين الأمريكيين، في البنتاجون، ووزارة الخارجية الأمريكية، بأنه لا تصالح مع تيارات الإرهاب، ومصر مستمرة في حربها ضدها، ولن تسمح لدولة أخرى بالتدخل في شؤونها الداخلية ــ على حد ما ذكرته المصادر ــ وأن مصر في طريقها لبناء ديمقراطية حقيقية، تسير وفق استحقاقات خارطة الطريق، والشعب المصري وحده سيختار رئيسه والبرلمان المصري، وشأننا المصري الداخلي خط أحمر.. وفي المقابل أكد وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هاجل» أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بإطلاق صفقة تسليم مصر 10 طائرات أباتشي المجمدة، يأتي لدعم عمليات مكافحة الإرهاب في مصر، ومكافحة المتطرفين الذين يهددون أمن الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)