TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أوباما يتعهد بقصف "داعش" في العراق
10/08/2014 - 1:15am

طلبة نيوز-

 تتفاقم معاناة الأيزيديين المحاصرين في منطقة جبل سنجار في شمال العراق مع تأكيد أبرز ممثليهم أمس أنه لم يبق سوى يوم أو يومين لإنقاذ أبناء الطائفة العالقين هناك، في حين أكد الرئيس الأميركي باراك اوباما مواصلة توجيه ضربات جوية للمتطرفين السنة.
في حين ارتفعت حصيلة قتلى الجيش اللبناني في المعارك التي استمرت خمسة ايام بين الجيش ومسلحين جهاديين في شرق البلاد قرب الحدود مع سورية، الى 18 قتيلا، إثر وفاة جندي متأثرا بجروحه، بحسب الجيش أمس. 
الى ذلك، قالت النائبة عن الطائفة الأيزيدية فيان دخيل "اذا لم نستطع فعل شيء يمنح أملا للناس على جبل سنجار فسينهارون خلال يوم او يومين ويحدث موت جماعي".
ودعت "قوات البشمركة والامم المتحدة والحكومة (المركزية) الى القيام بشيء ما" لإنقاذ عشرات آلاف المحاصرين.
ودفع دخول مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الى سنجار، شمال غرب العراق، معقل الأيزيديين نحو 200 ألف شخص على مغادرة منازلهم كما أعلنت الأمم المتحدة.
وأشارت دخيل، من الحزب الديمقراطي الكردستاني، الى "وفاة خمسين طفلا يوميا في جبل سنجار".
لكن لم يتسن الحصول على تأكيد لذلك من مصادر اخرى.
وأشادت بالضربات الجوية الاميركية واصفة اياها بـ"التحرك الايجابي والجيد، لا مانع لدينا بالقصف الاميركي حتى لو اوقع ضحايا (...) فإنقاذ البعض يبقى افضل من خسارة الكل".
في غضون ذلك، تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس مواصلة الغارات الجوية على المقاتلين المتطرفين "اذا اقتضت الضرورة" لحماية الدبلوماسيين والمستشارين العسكريين الاميركيين.
وأكد أنه أجاز بذل "جهد انساني" لمساعدة آلاف المدنيين الذين فروا من مدينة سنجار بسبب هجوم الجهاديين ولجأوا الى الجبال.
وقال ان "آلافا وربما عشرات الآلاف من الرجال والنساء والاطفال ممن فروا الى الجبال مهددون بالجوع والعطش. ان الغذاء والمياه اللذين قدمناهما سيساعدانهم في الصمود".
ومساء الجمعة، اعلن البنتاغون إلقاء مساعدات غذائية للمرة الثانية لـ"آلاف المواطنين العراقيين" المهددين بالجوع والموت بأيدي الجهاديين في جبل سنجار.
وتابع اوباما "سمحت أيضا بتوجيه ضربات جوية محددة الهدف لمساعدة القوات العراقية على كسر الحصار وإنقاذ هذه العائلات".
وأشار الى أن "عددا كبيرا من الأبرياء مهددون بالقتل ونحن قادرون على منع حصول ذلك، فإن الولايات المتحدة لا يمكنها ان تغض النظر. نحن اميركيون. نتحرك. وهذا ما سنقوم به على هذا الجبل".
وفي وقت لاحق أمس، اكد الرئيس الاميركي ان النزاع في العراق لا يمكن ان يحل "في بضعة أسابيع"، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة عراقية جديدة تكون قادرة على مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال الرئيس الاميركي في مؤتمر صحفي عقده غداة توجيه أولى الضربات الاميركية ضد اهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق "لن اضع جدولا زمنيا محددا" لإنهاء هذه العمليات، الا انه شدد على اهمية تشكيل حكومة تتمتع بمصداقية في بغداد.
واضاف "انا واثق بأننا سنتمكن من منع الدولة الإسلامية من الذهاب الى الجبال وذبح الذين لجأوا اليها الا ان المرحلة التالية ستكون معقدة على المستوى اللوجيستي: كيف نؤمن ممرا آمنا لتمكين هؤلاء الناس من النزول من الجبال، والى اين يمكن ان ننقلهم حتى يكونوا في مأمن؟ هذا من الامور التي يجب ان نجري تنسيقا بشأنها على المستوى الدولي".
وتابع الرئيس الاميركي "ان الجدول الزمني الأهم بنظري هو الذي سيتيح تشكيل حكومة عراقية، لأنه بدون هذه الحكومة سيكون من الصعب جدا على العراقيين الوقوف بوجه الدولة الإسلامية".
وأضاف "لا أعتقد أننا سنتمكن من حل هذه المشكلة خلال بضعة اسابيع (...) الامر سيأخذ وقتا"، مشددا على ضرورة تشكيل حكومة "يثق بها الشعب والجيش العراقيان".
وتابع "سنقدم مساعدتنا في هذا المجال. وما نقوم به الآن جزئيا هو تمهيد الطريق امامهم لإنجاز هذا العمل الضروري" مضيفا "الا ان هذا سيكون مشروعا طويل الأمد".
كما اوضح ان الولايات المتحدة دفعت الى التدخل لأن تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كان "أسرع" مما توقعته اجهزة الاستخبارات الاميركية.
واستبعد الرئيس الاميركي مجددا إرسال اي قوات اميركية الى الاراضي العراقية مشيرا الى "العبر التي استخلصت خلال الحرب الطويلة والمكلفة" في العراق.
كما اكد الرئيس الاميركي إثر اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ان فرنسا وبريطانيا ستدعمان الجهد الانساني الذي تقوم به الولايات المتحدة في شمال العراق.
وقال اوباما "عبر الاثنان عن دعمهما لتحركاتنا وموافقتهما على دعمنا في المساعدة الإنسانية التي نقدمها الى الاكثر معاناة من العراقيين".
واضاف "ان اميركا تفخر من جديد بالعمل الى جانب اقرب حلفائها واصدقائها".
وأصدر قصر الإليزيه بيانا بشأن الاتصال بين اوباما وهولاند جاء فيه انهما "أشادا بالمواقف التي اتخذها مجلس الأمن واعلن الرئيس هولاند دعمه للمواقف والتحركات التي قررت الولايات المتحدة القيام بها. وقد ناقشا معا تفاصيل تعاونهما لمساعدة القوات التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية وتقديم مساعدة عاجلة الى السكان المهددين".
وتستعد القوات العراقية والكردية لشن هجوم مضاد لاسترجاع الاراضي التي فقدتها في شمال العراق.
ورحبت النائبة بقيام مروحيات بإجلاء عدد من العالقين في الجبل ولكنها طالبت بـ"تحرك أسرع لأن العملية بطيئة".
وأكدت دخيل التي تحدثت والدموع تتساقط من عينيها، ان احدى النساء من المحاصرين ابلغتها أمس بأنها "فقدت احد ابنائها الخمسة في حين ينازع الآخر بحيث قد تكون مرغمة على تركه في الجبل لإنقاذ الثلاثة الباقين" من اطفالها.
كما ذكرت ان متطرفين سنة خطفوا ما بين 520 الى 530 امرأة وفتاة، بعضهن مع اطفالهن، من اهالي سنجار يحتجزونهم حاليا في سجن بادوش في الموصل (350 كلم شمال بغداد).
وأكدت أن "المسلحين يختارون من وقت لآخر عددا منهن قائلين ستذهبن الى الجنة ولا نعرف ماذا يفعلون بهن بعد ذلك".
ولفتت دخيل الى ان المعونات الإنسانية لا تصل الى جميع المناطق في جبل سنجار، ربما لأن بعضها مجاور لمسلحي الدولة الإسلامية.
ووفقا لبعض أهالي سنجار الذين تحدثت اليهم، فقد تباينت فرصهم في النجاة.
واستطاع بعضهم الانتقال الى سورية ثم تركيا فيما وقع غيرهم في قبضة المتطرفين فقتلوهم فيما ما يزال آخرون عالقين في الجبل، وفقا لاحدهم.
وقامت قوات سورية واخرى تركية بفتح طريق بهدف اخلاء المدنيين لكن ما يزال عشرات آلاف عالقين في جبل سنجار حتى الآن، بحسب مصادر من الأيزيديين.
من جانبها، اعلنت الامم المتحدة الجمعة عن السعي لفتح ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين العالقين في جبل سنجار.
بدورها، قامت لجنة الانقاذ الدولية "اي ار سي" بتوفير الرعاية والطوارئ لحوالي اربعة آلاف من الذين تمكنوا من العبور الى شمال شرق سورية.
وقالت سوزانا تكاليس "انهم يعانون الجفاف وضربة شمس وبعضهم مصاب بصدمة" مشيرة الى ان العديد منهم سار طوال النهار لمدة ايام.
ونبهت الى ان مساعدات ألقتها الحكومة جوا لم تكن دائما "موفقة لانهم لم يستخدموا مظلات كما ان بعض اكياس المياه انفجرت" عند ارتطامها بالارض.
وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان نحو 200 الف شخص فروا عندما اقتحم مقاتلو الدولة الإسلامية سنجار وانسحبت قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليها.
وعلى المواجهات قرب الحدود اللبنانية السورية، فقد ارتفعت حصيلة قتلى الجيش اللبناني في المعارك التي استمرت خمسة ايام بين الجيش ومسلحين جهاديين في شرق البلاد قرب الحدود مع سورية، الى 18 قتيلا، اثر وفاة جندي أمس متأثرا بجروحه، بحسب الجيش.
واندلعت السبت الماضي مواجهات بين الجيش ومسلحين جهاديين هاجموا حواجزه على اطراف عرسال وفي محيطها. كما اقتحم المسلحون فصيلة لقوى الامن الداخلي داخل البلدة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية، والتي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين.
وما يزال المسلحون يحتجزون 19 عنصرا من الجيش و17 عنصرا من قوى الأمن الداخلي، إثر انسحابهم الاربعاء الى المناطق الجردية المحيطة بعرسال والمتصلة بمنطقة القلمون السورية حيث تدور معارك مع القوات النظامية السورية مدعومة بحزب الله اللبناني.
وكان مصدر عسكري افاد وكالة فرانس برس قبل ايام ان المعارك التي استخدم فيها الجيش المدفعية والطيران، أدت الى مقتل "عشرات المسلحين".
وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، أدت المواجهات وأعمال القصف التي طالت بعضها احياء في عرسال ومخيمات للاجئين السوريين، الى مقتل 38 شخصا وجرح 268 على الأقل.
وكان مصدر عسكري اكد الجمعة ان الجيش دخل عرسال وأقام حاجزا له في غرب البلدة.
ونفذ الجيش امس دوريات في داخل البلدة، بحسب مصدر أمني.
وقبل اندلاع المعارك السبت الماضي، كان الجيش يقيم حواجز على مداخل البلدة وفي محيطها، ويسير دوريات بدون اقامة حواجز ثابتة.
ويقطن عرسال نحو 35 ألف نسمة، اضافة الى نحو 47 ألف لاجئ سوري هربوا من النزاع المستمر في بلادهم منذ منتصف آذار (مارس) 2011. وتعرضت البلدة مرارا لقصف من الطيران السوري.
وشهد لبنان سلسلة من التفجيرات واعمال العنف على خلفية الأزمة السورية، أدت الى مقتل العشرات. وينقسم اللبنانيون بشكل حاد حول النزاع، بين متعاطف مع المعارضة أبرزهم "تيار المستقبل" بزعامة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ومؤيدين للنظام ابرزهم حزب الله الشيعي الذي يشارك في المعارك الى جانب القوات النظامية داخل سورية.-

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)