طلبه نيوز

تؤشر الزيارة التي قامت بها مؤخرا إلى النرويج، الشخصية الرئيسية في هرم الحكم السوري الدكتورة بثينة شعبان، على أن الفرصة باتت مواتية أكثر، هذه الأيام، للتحدث عن «نمو تدريجي» في التطبيع السياسي والدبلوماسي، بين النظام السوري والدول الفاعلة في الإتحاد الأوروبي.
هذا النمط من التطبيع البطيء، يغير وقائع المشهد السوري، خصوصا أن نظيره العراقي يخطف الأضواء هذه الأيام، ويمكن النظر له كاستحقاق لتداعيات الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي كرست بشار الأسد رئيسا للفترة المقبلة، في الوقت الذي تراجعت فيه عمليا مقترحات ومشروعات إطاحة النظام الحالي في دمشق.
حسب المعطيات المعلوماتية تم ترتيب زيارة خاصة جدا لـ شعبان، التي قادت عمليا الوفد السوري في مسار جنيف الثاني، وتم ترتيب لقاء بينها وبين وزير الخارجية النرويجي، وبما ان اوسلو هي المحطة الأبرز للتفاهمات والصفقات السياسية باسم القارة الأوروبية، يمكن الاستنتاج أن الإطلالة النرويجية على النظام السوري، تحظى بالغطاء، خصوصا بعدما سبقها «تواصل دبلوماسي» بين الخارجية الإيطالية والسفير السوري في العاصمة اللبنانية بيروت.
تترافق هذه التطورات مع التقارير التي تتحدث عن إستعداد المحور العربي المعتدل الجديد لقبول الأمر الواقع في سورية، عبر الأفكار التي يطرحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على السعودية ودول الخليج، بعنوان قبول الأمر الواقع في سورية والاستعداد لمرحلة جديدة، خصوصا في ظل تنامي مظاهر تفكيك المعسكر المعادي للنظام السوري بوضوح في المنطقة.
في السياق برز التفاهم الإيراني التركي في معركة كسب السورية، التي لم يكن نظام بشار يستطيع حسمها لولا المساندة التركية تحت لافتة «محاربة الإرهاب»، وقبل ذلك تقدمت دولة قطر بمبادرات، في وقت تراجعت السعودية عن شعار إسقاط بشار الأسد، ويبدو أنها تركت الملف السوري للمطبخ التنسيقي الذي يضم كلا من القاهرة وأبو ظبي تحديدا، التي حرصت بدورها من البداية على مسافة آمنة في الموقف من الأزمة السورية طوال الوقت.
بهذا المعنى يمكن إعتبار محطة اوسلو حيث تلتقي الدكتورة شعبان مسؤولين نرويجيين، تعبيرا عن نمو مباشر في فكرة التعايش مع نظام الأسد، على الأقل، على المستوى الأوروبي.