TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
احتفال خاص بذكرى ملك الرومانسية عبدالحليم حافظ
07/04/2014 - 10:15am

طلبه نيوز
– اختلف الاحتفال بذكرى عبد الحليم حافظ هذه المرة، ففي ظل انشغال التلفزيون المصري الرسمي والفضائيات الخاصة بالأحداث الجارية وبرامج ‘التوك شو’ لم يغفل نشطاء ‘الفيس بوك’ وبدأوا مبكرا في وضع صور وفيديوهات لذكريات حليم وحياته وأغانيه العاطفية والوطنية.
الاهتمام دفع بعض القنوات إلى تخصيص فقرات من برامجها السياسية للحديث عن مرور 37 عاما على رحيل العندليب الأسمر أشهر المطربين المصريين والعرب على الإطلاق، وربما لأن بعض الفضائيات ذات طبيعة إخبارية فقد اكتفت بالتنويه عن الدور الوطني لمطرب ثورة يوليو ومشواره مع رموز الإبداع في الشعر والموسيقى والسينما والصحافة وهم كثر.
لقد رافق عبد الحليم في رحلته محمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي وصلاح جاهين وعبد الرحمن الأبنودي وحسين السيد ومحسن الخياط وجلال معوض وآمال فهمي وسامية صادق، فكل هؤلاء أحاطوا به وصنعوا مجده الغنائي، فضلا عن وجود صحافيين كبار مثل مفيد فوزي وجليل البنداري ونبيل عصمت ومصطفى أمين وعلي أمين وغيرهم من الأساتذة الكبار في بلاط صاحبة الجلالة.
ركز موقع التواصل الاجتماعي ‘فيسبوك’ ومعه النوافذ الإعلامية الأخرى وبالأخص المحطات الإذاعية على كنوز حليم الوطنية فقد وضع المهندس عبد الحكيم عبد الناصر نجل الزعيم جمال عبد الناصر على صفحته الشخصية اغنية ‘يا جمال يا حبيب الملايين’، التي غناها في احدى حفلات أعياد الثورة في إشارة ذكية للإعراب عن مكانة عبد الحليم حافظ المتميزة فنيا وسياسيا وتاريخيا، فهو ليس مجرد مطرب عادي انتهت مرحلته بانتهاء حياته، ولكنه احد رموز المرحلة الناصرية بتراثها الثقافي وزخمها الوطني.
عاش نجم الأغنية الأسمر ثمانية وأربعين عاما فقط ولكنه مثل كل المواهب الفذة التي رحلت مبكرا ترك رصيدا وفيرا من الأغنيات والأفلام حوالي 750 أغنية ما بين العاطفي والوطني واثني عشر فيلما.
لم يتمتع المطرب الراحل الكبير بالشهرة داخل الوطن العربي فقط، بل تجاوز المحيط العربي إلى منطقة الشرق الأوسط مما ازعج القوى الاستعمارية المعادية لمصر وكان لموقف إسرائيل منه دلالة واضحة على ما يسببه من صداع مزمن فهو صوت ثورة يوليو وأحد مؤثراتها القوية والداعم لحكم جمال عبد الناصر عدوها اللدود. لقد أذاع راديو إسرائيل خبر وفاة عبد الحليم في 30 آذار عام 1977 طول اليوم كأنها البشرى يزفها لشعب الله المختار.
وقد منعت بعض الدول الأجنبية دخوله عواصمها في أعقاب نكسة يونيو 67 بحجة أن أغانيه معادية لها وتحرض على كراهية إسرائيل وحلفائها وكان حينئذ يغني أغانيه الوطنية الشهيرة ‘خلي السلاح صاحي – ابنك يقولك يا بطل – أحلف بسماها وبترابها – بالدم – راية العرب – الاستعمار – روح الأمة العربية – ناصر يا حرية – فدائي – البندقية ‘ وغيرها الكثير من أغانيه القتالية المهمة.
لقد أقام عبد الحليم في مبنى الإذاعة أياما وأسابيع يغني ما يكتبه جاهين الأبنودي ويلحن الموجي وبليغ حمدي والطويل ويذاع في نفس اليوم لتردده الجماهير العريضة من المحيط إلى الخليج.
سنوات 67 و 68 و 69 هي سنوات الثراء والعطاء الفني الوطني في حياة المطرب الاستثنائي الأهم بين أبناء جيله والأجيال السابقة واللاحقة فلم تشهد الساحة الفنية موهبة لها ذات الحضور والتألق سوى سيد درويش، الذي ارتبط أيضا بثورة 19 وغنى للزعيم والبطل الشعبي سعد زغلول ومات في سن صغيرة بعد تجاوزه الثلاثين بقليل.
الاحتفال السنوي بذكرى عبد الحليم على هذا النحو لم يأت من فراغ وإنما هو محض انعكاس لتفاعل حقيقي وعلاقة وطيدة وعميقة بينه وبين جمهوره المنتشر والمتزايد في كل أرجاء الأمة العربية قاطبة.(

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)