طلبة نيوز-
منذ سنوات وانا مواظب على كتابة مقالات كاملة الدسم تتعلق في البطالة . واذكر انني بدأت بالتحذير من خطورتها في عام 2012 عندما كان عدد السكان في الأردن (6.993.000) الف نسمة ، ومعدل البطالة (12.9%)، وكان الهدف الرئيس للمقالة تسليط الضوء على قضية مهمة جدا وعواقبها خطيرة على الفرد والمجتمع والدولة . وخاصة بعد انهت اللجنة المكلفة بوضع استراتيجية التشغيل الوطنية (2011-2020 ) اعمالها واعلن رئيس الفريق الفني للاستراتيجية الدكتور عمر الرزاز اطلاق هذه الاستراتيجية في نيسان 2011 وكان من اهم اهدافها استيعاب المتعطلين عن العمل على المدى القصير في عام (2014) .
منذ ذلك التاريخ والعبد الفقير كاتب هذه السطور شارك بأزيد من (100) برنامج ولقاء تلفزيوني ، وكتبت العديد من المقالات والتحليلات وجلها كانت تؤكد على خطورة موضوع الفقر والبطالة ، وضرورة وضع حلول سريعه لمواجهة خطر البطالة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ، وكأن كتابتنا في واد واجراءات الحكومه وبرامجها في واد اخر ، ولا نلوم هذه الحكومه ولا الحكومات السابقة فقد كانت مشغولة في مشاريع اهم للأردن ويبدو ان انفاق الملايين على تنفيذ ( الباص السريع ) في اجندة الحكومات السابقة والحالية اهم من انفاقها على تنفيذ مشاريع تنموية حكومية لتشغيل ابناء البلد ومساعدتهم على شراء رغيف الخبز. ويبدوا ان الحكومة تعتقد ان رؤية المتعطلين عن العمل للباص السريع تغنيهم عن الاكل والشرب وحتى عن الاستحمام ( ههههههه) ،اكتب هذا المقال واتحسر على وفاة ربع مليون اردني منذ بدء تنفيذ المشروع قبل عشر سنوات وحتى كتابة هذه السطور ولم ينعموا برؤية الباص السريع .
بتاريخ 29 كانون الثاني 2019 اطلقت صرختي المدوية عبر قناة الأردن اليوم ضمن مشاركتي في برنامج عين الحدث ، والذي يقدمه الصحفي المتألق فارس الحباشنة، وانتشر الفيديو بشكل كبير جدا في الاردن وخارجه ، وصرخت بالم شديد واشرت إلى موضوع البطالة بين فئة الشباب، وقلت موجه كلامي الى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز : ( كيف ينام رئيس الوزراء ، كيف ينام الدكتور عمر الرزاز ،كيف ينام وزير العمل ويوجد ( 370) الف طلب في ديوان الخدمة المدنية ، كيف ينامون و (25%) من المتعطلين عن العمل متزوجين ،وتابعت بصوت اعلى لم نعد نستطيع السيطرة على اولادنا ، الابناء تخرجوا من الجامعات ويريدون ان يشتغلوا ، اذهب يا رئيس الوزراء الى ديوان الخدمة المدنية واطلع على عمل الديوان وضع الحلول ) . الحكومه تحركت وقامت باجراء سريع هو تعيين رئيس جديد لديوان الخدمة المدنية بدون ان تفتح المنافسه بين الأردنيين مع احترامنا الشديد للشخص الذي قامت بتعيينه ضاربة عرض الحائط الدستور الاردني الذي يساوي بين الأردنيين ، ومتجاهلة اذا كان يوجد مؤهلين جديرون بهذا المنصب، وكان مبرر رئيس الحكومه انه يعرف الشخص الذي اختاره بانه جدير وقدير، ويا له من كلام مضحك واستغرب ان يخرج من رئيس وزارء اذا ان الجامعات الأردنية والوزارات والدوائر كلها ( كخ ) ولا يوجد بهم من حصل على وسام الشرف الكبير واصبح صديقا لرئيس الوزراء لينعم بمنصبا من الفئة العليا وقد يكون افضل لأدارة هذا المنصب من صديق رئيس الوزراء..
وجع البطالة وعدم قيام الحكومات السابقة بوضع حلول لمواجهتها مستمر وهذه الحكومه تتحمل المسؤولية الأكبر ، هذه الحكومه التي انطلقت في شعارات ( العقد الاجتماعي ، النهضه ، العدالة المساواه، تخفيف العبء المعيشي على المواطن الأردني ، هيكلة الأقتصاد ) ، اقول هذه الحكومه ورئيسها تتحمل المسؤوليه ولا تتذرع بمبرر ان المشاكل رحلت اليها من الحكومات السابقة ، هذه الحكومه رئيسها الدكتور عمر الرزاز هو الذي وضع استراتيجية التشغيل الوطنية ، والتي بالمناسبة هي افشل استراتيجية وضعت في تاريخ الأردن اذ ان احلام الاردنيين كانت بحل مشكلة البطالة ستنتهي في عام 2014 حسب هذه الاستراتيجية ولم يتحقق شيء ، وهذه الحكومه عند تشكيلها احتفظت في (16) وزيرا من حكومة الملقي يعني اصحاب خبره، وضمت خمسة وزراء كانوا اعضاء في مجلس الاعيان منهم من كان في حكومة الملقي ومنهم من استقال من الأعيان وتسلم حقيبة وزارية في حكومة الرزاز منهم المخضرم الدكتور رجائي المعشر والذي كان رئيس اللجنة المالية في مجلس الأعيان و يفترض انهم خبراء وإلا لماذا يتم نقلتهم من الاعيان الى الحكومة !!! ، وهذه الحكومه عملت تعديل مرتين إذا ما هي مبرراتها ؟! للاسف يكتشف المواطن الأردني أن هذه الحكومه انهت العقد الاجتماعي والغت المساواة والعدالة والمنافسة الشريفة بين الأردنيين عندما عطلت الدستور الأردني الذي يؤكد على تكافؤ الفرص بين الأردنيين ، هذه الحكومه اجلست الاردنيين العزاب والمتزوجين على- خازوق- قانون الضريبة وفرجتهم نجوم الظهر . هذه الحكومه حركت مسيرات المتعطلين عن العمل من العقبة ومعان وباقي المحافظات وما زالت مسيرات المتعطلين متواصلة باتجاه الديوان الملكي وليس الى مقر الرئاسة في الدوار الرابع وهي رسالة خطيرة بانها حكومه مرفوضه من الشعب الأردني ، حتى ان الاستطلاعات أشارت الى ان (66%) من قادة الرأي وعامة الاردنيين يرون انها غير قادرة على تحمل المسؤوليات الوطنية.
من يتابع مقالة عالم السياسة الامريكي توماس فريدمان الكاتب في جريدة النيويورك تايمز التي نشرها مؤخرا ، يشير فيها الى ان مليكنا وعنوان فخرنا وعزوتنا الملك عبد الله الثاني خلال لقاء جمعه مع مجموعة من الضباط العسكريين الامريكيين اثناء زيارتهم لجلالته ابلغهم انه يبقى مستيقظا طوال الليل لوجود(300.000 ) أردني عاطلون العمل (87%) تتراوح اعمارهم بين (18- 39) سنة . سؤال يجول في خاطري للمرة الثانية والمرة الألف كيف ينام رئيس الوزراء ؟! وكيف ينام وزير العمل الذي كان عضوا في مجلس الاعيان ونظرا لخبرته الطويلة في اسواق العمل سلموه وزارة العمل ؟!!!!!!
وبعد ،،،، الارقام الحديثة جدا المتعلقة في البطالة والعمل والتي رصدتها امس من نتائج الجولة الرابعه لمسح العمالة والبطالة الصادر عن دائرة الاحصاءات العامة تشير إلى ان معدل البطالة (18.7%) ، وتبين ارتفاع نسبة البطالة بين المتزوجين الى (27.1%) بدلا من (25%) في الجولة الثالثة ، ونسبة البطالة للذين بدون عمل لفترة تجاوزت السنتين (24.7%) اما الذين من سنة الى سنتين فبلغت (35.7%) ، نسبة الذكور في فئة العمر (15-24) سنة تبلغ (41.7%) ، اما نسبة الأناث في نفس الفئة العمرية ( 58.3%)، وبلغت نسبة الذين لم يسبق لهم بشكل عام (43.8) ، والارقام الاخطر تتمثل بارتفاع عدد المتقدمين الى ديوان الخدمة المدنية إلى 390 الف ، وارتفاع نسبة الذين تقل رواتبهم عن 200 دينار إلى (5.7%) حيث كانت (4.4%) وهذه يعني ان 113 الف جائع في الاردن، وارتفاع الذين دخلهم من (200 – 300 دينار ) الى (20.5% ) وهذه.يعني أن ازيد من (500) الف جائع او على حافة الجوع .
مسك الكلام ،،، هل عرفتم لماذا لا ينام الملك عبد الله أمد ألله في عمره ، لأنه مشغول في متابعة قضايا وهموم ابناء بلده . وتأمين العيش الكريم لهم . بالرغم من كل التقلبات والعواصف والمؤامرات الدولية والعربية التي تحاك ضد الوطن العزيز الغالي، حفظك الله مليكنا الانموذج. وللحديث بقية .
الكاتب : بروفيسور تخصص علم اجتماع
اضف تعليقك