TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
ارتيريا قاعده للارهاب الايراني في الشرق الاوسط
06/02/2014 - 1:45am

طلبة نيوز-بقلم : عيدي بن حور ترجمة : مناف عبدالغني

برزت ارتيريا في وسائل الاعلام الاسرائيليه مؤخرا بشكل خاص حول ظاهرة المتسللين غير الشرعيين . وليس عبثاً ان تكون وحسب بيانات سلطة الهجره الاسرائيليه نسبة المتسللين الارتيريين قد بلغت لغاية اكتوبر من عام 2013 حوالي 67% من اجمالي المتسللين الى اسرائيل . ماذا يحدث في داخل ارتيريا ؟ . القليل في اسرائيل يدرك حقيقة ان هذه الدوله اصبحت تعمل كلاعب اساسي في دفع السياسه الخارجيه الايرانيه الى امام ومنح ملاذ لتنظيم شيعي ارهابي هو ليس الا ذراع عملي لنظام آيات الله في طهران . ان هذه النقطه تلقي بضوء جديد على مسألة المتسللين من زاويه امنيه بالتحديد .
تستضيف ارتيريا على اراضيها ومنذ سنوات تنظيم زيدي - شيعي متطرف يسمى " انصار الله " ومقره في اليمن . ويعرف ذلك التنظيم بشكل اكثر باسم " الحوثيين " نسبة لاسم زعيمه حسين بدر الحوثي الذي قامت السلطات اليمنيه بتصفيته في ايلول عام 2004 بعد ان حاول السيطره على الحكم بالقوه في حزيران من ذلك العام . واندلع في اليمن آنذاك ما يسمى ب " التمرد الحوثي " . ان ذلك التمرد المستمر لغاية اليوم وبتمويل ودعم فعال جدا من ايران يتسبب في اراقة دماء غزيره .
كان حسين الحوثي ناشط شيعي بارز , مكث في ثمانينيات القرن الماضي ولعدة سنوات في قم في ايران وتأثر بمنهج الخميني بشكل كبير جدا وابدى اعجابه الكبير به ايضا . قام حسين الحوثي في عام 1993 وبعد عودته الى اليمن بتشكيل حزب وعمل كعضو في البرلمان اليمني لغاية عام 1997 . اصبح الحوثي بعد اغتياله شهيدا شيعيا مهما ورمزاً للصراع ضد الولايات المتحده الامريكيه واسرائيل . قام الحوثيون في عام 2002 بأول استعراض لقوتهم في مسجد قديم في صنعاء حيث هتف الالاف منهم بالشعار الذي وضعه الحوثي وهو : " الله واكبر , الموت لامريكا , الموت لاسرائيل , اللعنه على اليهود والنصر للاسلام " .
وليس عبثاً ان يطلق المتحدث باسم حزب الله الشيخ حسن عزالدين على الحوثيين تسمية " الدرع المنيع لفلسطين والقدس " . ان الكراهيه لاسرائيل هي ركن اساسي في الايديولوجيه الحوثيه . وتجمع آلاف الحوثيون في العاصمه اليمنيه صنعاء في شباط عام 2008 في اجتماع سنوي لهم حيث القى احد قادتهم وهو عبدالملك الحوثي , وهو شقيق حسين بدر الدين , كلمه وكأنه قد كتب تلك الكلمه خامنئي بنفسه .
قامت ارتيريا في عام 2008 , بعد اربعة اعوام على فشل محاولة الحوثي الانقلابيه , بالتوقيع على مجموعة اتفاقيات تعاون مع ايران حصلت بموجبها على قرض أو كمنحه بقيمة 35 مليون دولار من اجل تعزيز العلاقات بين البلدين . ان هذا التعاون قد جعل من ارتيريا فعلا بلد ملاذ للحوثيين الذين يحاربون نظام الحكم في اليمن . وهكذا تم افتتاح محور باتجاهين بين اليمن ولبنان وسوريا وان ارتيريا تعمل كوسيط , محور تمر من خلاله الاسلحه , التمويل , المقاتلين وكل شئ باشراف ايران . وعلى ضوء ذلك فقد اصبح من السهل الفهم لماذا بدأت السلطات اليمنيه وابتداءا من عام 2008 فصاعدا بالقاء القبض على سفن اسلحه قادمه من ايران ومتوجهه الى ارتيريا بشكل خاص والى قارة افريقيا بشكل عام .
ان العالم العربي يعرف هذه الظاهره منذ زمن بعيد . بدأت تظهر في وسائل الاعلام العربيه بين الاعوام 2009 و 2010 تصريحات حول العلاقات بين الحوثيون وبين لبنان وحزب الله وتظهر ايضا بأن مقاتلين حوثيون قد تدربوا في لبنان على عمليات التخريب . واظهر احد التقارير عن مقتل ثلاثة خبراء متفجرات من حزب الله في المنطقه التي تقع تحت سيطرة الحوثيون وكذلك هنالك تقارير تفيد عن حدوث لقاءات بين الحوثيون وحزب الله ومسؤولون ايرانيون . وفي غضون ذلك استمرت حركة الحوثيون باتجاه سوريا : لقد كشفت وكالة انباء " العصر " في حزيران عام 2013 بأن حوالي 200 حوثي قد غادروا اليمن باتجاه سوريا للقتال في صفوف جيش بشار الاسد بتنسيق وتمويل ايراني ولبناني .
الاتصالات الايرانيه بين الحوثيون وسوريا قد ساعدت ذلك التنظيم في الحصول على الاسلحه الكيميائيه . ففي كانون ثان عام 2014 ابلغ مصدر دبلوماسي رفيع صحيفة القدس العربي اللندنيه بأن ارتيريا قد اصبحت مستودعا لاسلحة الحوثيين والتي تصلهم من ايران لاستخدامها في نشاطهم في اليمن وسوريا واماكن اخرى . لقد تم الكشف عن نوعية تلك الاسلحه في تشرين ثان عام 2013 عندما كشف قائد لواء سوري سابق ومسؤول عن الاسلحه الكيميائيه بأنه تم بيع الحوثيون اطنان من الاسلحه الكيميايه عن طريق قاده كبار في الجيش السوري .
وبعد شهر من ذلك كشف موقع صحيفة " الوطن " السعوديه قضية وجود قواعد تدريب للحوثيين على الاراضي الارتيريه باشراف حزب الله وايران . ان هدف الحوثيون بعد التدريب هو اليمن وسوريا . ولا يزال غير واضح ما اذا كانت الاسلحه الكيميائيه ومصدرها سوريا قد جرى نقلها الى الحوثيين ام لا ولكن أمر مؤكد واحد وهو انه في اللحظه التي تخرج فيها تلك الاسلحه من الحدود السوريه فأنه سيتم تخزينها في ارتيريا التي هي القاعده الام الجديده للحوثيين . ان ايران تحاول ان تجعل من التنظيم اليمني المحلي الا وهو الحوثيون امتداد شيعي دولي .
ويظهر من دراسه تقرير سلطة الهجره الاسرائيليه في كانون ثان عام 2012 بأن عدد المتسللين الى اسرائيل قد بلغ حوالي 20 ألف شخص تبلغ نسبة الارتيريون بينهم اكثر من 60% . وفي هذا الموضوع نلاحظ ان فلسطينيان اعتادا على نقل اموال من غزه الى كوادر حماس في مناطق السلطه الفلسطينيه عن طريق وسيط ارتيري كان يعمل في المحطه المركزيه القديمه في تل ابيب . وحسب شهادتهما انه في اعوام 2011 و 2012 استغلا خدمات متسللون ارتيريون للعمل كوسطاء لنقل الاموال من غزه الى كوادر ارهابيه مختلفه في مناطق السلطه .
ان عامل الخطر الامني الذي يشكل تحديا لاسرائيل في الفتره القريبه يأتي من حقيقة ان ارتيريا تساعد ايران ومن حقيقة ان العمال الارتيريون يشكلون عبء اقتصادي قوي جدا وان على اسرائيل ان تبدي رأيها بهذا الخصوص .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)