دعا الدكتور محمد تركي بني سلامة استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك إلى اعتماد المواجهة القومية المنطلقة من استراتيجية مائية شاملة قائمة على أسس علمية استشرافية بهدف ترشيد عمليات استهلاك المياه وإقامة السدود المشتركة. وذالك خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي الخامس عشر للموارد المائية والذي نظمته جامعة آل البيت بالتعاون مع المنظمة الاوروعربية لأبحاث البيئة و المياه والصحراء والذي عقد في مدينة انتاليا في تركيا خلال الفترة من ٢٤_٢٨ تشرين اول ٢٠١٩.
حيث قدم الدكتور بني سلامة ورقة علمية بعنوان : أزمة المياه والصراع في الشرق الأوسط ، تناول فيها ابعاد أزمة المياه ودوافع الصراع على المياه.
وبينت الورقة أن المياه أصبحت سلاح جديد يستخدم ضد العرب وان الأزمة المائية العربية ستتفاقم لأن معظم مصادر المياه العربية تأتي من أنهار خارجية وان دول الجوار المثقلة تاريخيا بالعداء للعرب تستطيع التحكم في مجراها ومنسوبها وإقامة السدود والتأثير في الحصة العربية وذالك على النحو الذي تقوم به إثيوبيا اليوم والذي يعد بمثابة إعلان حرب على مصر والسودان، وما فعلته تركيا عند إنشاء سد اتاتورك عام ١٩٩٢ ما تقوم به إسرائيل من نشأتها عام ١٩٤٨ حتى اليوم من استيلاء بالقوة على المياه العربية ،
ودعا بني سلامة إلى إنشاء هيئة عربية شبيهة بمنظمة أوبك للنفط لمعالجة موضوع المياه في الشرق الأوسط
وأكد على ضرورة تكوين وتطوير القدرات الذاتية العربية حيث قال : اننا نعيش في منطقة يسودها منطق غريب وهو سياسة الأمر الواقع والقوة لاحتواء جميع المصادر المائية لصالح دول منابع النهر دون الأخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية المكتسبة للدول الأخرى المتشاطئة ، وحذر من أن الاتفاقيات التي تنظم الحقوق المائية للدول المتشاطئة تبقى مجرد حبر على ورق، وأنه في عصر يسود فيه منطق القوة ، فالسيف كان دائما اصدق انباء من كل الصفقات و التسويات والاتفاقات .
اضف تعليقك