تخلو الحكومة الاردنية في نسختها الجديدة ، بعد التعديل الرابع ، من أبرز رموز الحرس القديم وأيضا من ابرز رموز الجيل الشاب المؤمن بالإصلاح والديمقراطية في مفارقة غريبة سجلها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز.

المفاجأة الأبرز في التعديل المعلن رسميا بعد ظهر الخميس تمثلت في مغادرة نائب رئيس الوزراء المخضرم الدكتور رجائي المعشر وبصورة تخلي موقعه في رئاسة الطاقم الاقتصادي لوزير المالية الجديد الدكتور محمد العسعس الذي انتقل للمالية من وزارة التخطيط بعدما اضطرت متطلبات المحاصصة لتعيين وزير شاب وجديد من القطاع الخاص للتخطيط ،وهو وسام الربضي حتى يمثل الكوتا المسيحية في الحكومة بعد مغادرة الدكتور المعشر .

في الأثناء سجلت قفزة مفاجئة جدا لوزير البلديات المهندس وليد المصري الذي اصبح نائبا لرئيس الوزراء والحكم المحلي وبالتالي سيتراس المجلس الوزاري المصغر .

خرج بالتعديل الوزاري في المفاجأة الثالثة، وكما توقعت “القدس العربي” في تقرير سابق لها،  صديقان مقربان من الرزاز ومحسوبان على التيار الشاب وهما وزيرة الاتصال جمانة غنيمات و وزير الثقافة والشباب الأسبق محمد ابو رمان .

واستعان الرزاز بأحد خبراء القطاع الخاص لتعيينه وزيرا للنقل وهو خالد سيف لكن ضمت الحكومة بعد التعديل شخصيتين بارزتين تحملا حقائب وزارية لأول مرة، حيث اصبح السفير الاردني في روسيا امجد العضايلة وزيرا للإعلام وعين الدكتور باسم الطويسي وهو مدير سابق لمعهد الاعلام وزيرا للثقافة .

واصبح الباحث الاستراتيجي الدكتور فارس بريزات بموجب التعديل الاخير وزيرا للشباب، وعاد الدكتور تيسير النعيمي الى وزارته القديمة في التربية والتعليم ولم يصل التعديل الى وزارتي السيادة في الداخلية والخارجية  حيث احتفظ سلامة حماد وايمن الصفدي بموقعيهما.

وعين وزير جديد للأوقاف هو الشيخ محمد الخلايلة ،ووزير جديد للبيئة كان وزيرا للطاقة في الماضي هو صالح الخرابشة .

عمليا وبهذه الطريقة لم يأت التعديل الوزاري بجديد ويخلو من نكهة سياسية اصلاحية ومن الواضح ان ثلاثة اعتبارات شاركت في هندسته هي حصريا تحالفات الرزاز وبصمات القوى النافذة خارج الحكومة ومتطلبات المحاصصة المناطقية والعشائرية .

 دون ذلك لا جديد يعتد به ولا رسالة ينتج عنها اي اختراق .

القدس العربي