TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الأردن وإدارة الأزمات
14/04/2020 - 7:00pm

عُريب هاني المومني

ليست المرّة الأولى التي تنجح بها المملكة الأردنية الهاشمية في إدارة أزمة معينة، فقد سبق وأن تعرّض الأردن إلى العديد من الأزمات والأحداث التي تطلّبت التعامل معها بطرق غير اعتيادية ووفق استراتيجية وخطط معيّنة. فبعد تصنيف منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا جائحة ووصول الفيروس إلى الأردن، قامت الحكومة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بالعديد من الإجراءات واتخذت عدداً من القرارات التي تُعتبر لغاية هذا اليوم ناجعة في التعامل مع هذه الأزمة العالمية والتي تتطلّب الاستمرار بها للخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر الممكنة. 
عند العودة إلى الماضي ومراجعة بعض الأحداث السابقة التي مرّت بها المنطقة وتحديداً أحداث الربيع العربي وما رافقها من احتجاجات وثورات في بعض الدول المجاورة، يُلاحَظ أن هذه الأزمة والأحداث كانت ذروتها في الأردن في عام 2012م. ومن خلال دراسة وتحليل هذه الفترة الزمنية يتبيّن أن الأردن استطاع احتواء هذه الأزمة بنجاح في تلك الفترة على الرغم من ارتفاع سقف مطالب المحتجين آنذاك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات والتعامل الصحيح والسليم مع المحتجين، وهذا ما تمّ الإشارة إليه في رسالة ماجستير في تخصص فض النزاعات/ الجامعة الأردنية موسومة بعنوان: “Implications of Arab Spring on Political Reforms in Jordan: Constitutional Reforms as a Case Study”. وبالتالي، فإن الأردن أثبت نجاحه في إدارة واحتواء تلك الأزمة التي غَلَب عليها الطابع السياسي والاقتصادي والتشريعي.
أمّا اليوم، فإن الأردن -كما العالم أجمع- يواجه أزمة مختلفة عمّا سبق وهي أزمة صحيّة تم تصنيفها جائحة. ومن خلال متابعة ما تم اتخاذه من إجراءات كان أهمّها تفعيل قانون الدفاع رقم (13) لسنة (1992) وفرض حظر التجوّل الجزئي وأحياناً الحظر الشامل، وما ترتب عليها من تباعد اجتماعي وتمكين الكوادر الطبيّة من القيام بدورها المنشود، وما نتج عن ذلك من القدرة على السيطرة على انتشار الفيروس والتمكّن من حصره والدليل على ذلك هو عدم ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس وعدم انتشاره في اغلب مناطق الأردن. فإن الأردن أثبت مجدداً قدرته على إدارة الأزمات بالرغم من محدودية موارده وإمكانياته بالإضافة إلى قوة النظام الصحي لديه.
إنّ المُتابِع لآخر مستجدات فيروس كورونا في الدول الكبرى يُلاحظ فشل الكثير منها في مواجهة وإدارة هذه الأزمة، والتي كشفت عن ضعف الأنظمة الصحية في تلك الدول على الرغم من الموارد والإمكانيات المتاحة لديهم.
وهنا لا بدّ من التذكير بأن هذه الجائحة لم تنتهِ بَعْد وأنّ الأردن ما زال في مرحلة المواجهة ولم يتجاوز مرحلة الخطر بشكل تام، وبالتالي فإن الغاية المرجوة حالياً هي استمرار نجاح الأردن في مواجهة وإدارة هذه الأزمة. وَإِنَّ استمرار هذا النجاح يتطلّب من المواطنين والمقيمين بشكل رئيسي الالتزام التام بالقرارات والتعليمات الصادرة فهم اللاعبون الأساس في هذه المرحلة ولهم الدور الأكبر إما في انتشار او انحسار الفيروس في الأردن، وكما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين مؤخراً فإن "المعدن الحقيقي للأردنيين يظهر عند الصعاب"، فنجاح هذه المرحلة يعتمد على مدى التزام المواطنين.
وختاماً، يجب التأكيد على الدور الهام الذي يقوم به المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الذي كان وما زال الأنجح، وقد أثبت أنه الأكثر كفاءة في المنطقة والعالم من خلال وضع الخطط والاستراتيجيات بشكلٍ رئيسي لإدارة هذه المرحلة تحت إشراف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي حثنا على الصبر لتجاوز هذه المرحلة فقال: "شدة وبتزول، إن شاء الله". بالإضافة إلى الدور الهام للأجهزة الأمنية والجيش العربيّ والكوادر الطبية ولكل من يقوم بدوره لتجاوز هذه الأزمة بنجاح، فلمثلهم تُرفع القبعات. 
حفظ الله الأردن وطناً وقيادةً وشعباً من كل مكروه

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)