TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الأردن وحيدا في الدفاع عن المسجد الأقصى
19/03/2019 - 12:00pm

طلبة نيوز-
بقلم الدكتور عارف بني حمد
تحظى الرعاية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف بأهمية معنوية خاصة للعائلة الهاشمية، وسبق للملك عبدالله الثاني ان اعتبر بأن القدس والدور الاردني في رعايتها من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة . علما بأن القدس الشرقیة بما فیھا المسجد الأقصى المبارك ھي من ضمن الأراضي الفلسطینیة المحتلة عام 1967 ، وفقا للقانون الدولي وقرارات الشرعیة الدولیة، ولا تخضع للاختصاص القضائي الإسرائيلي .
وتتولى دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، الإشراف الرسمي على المسجد الأقصى( مساحته 144 دونما) بموجب القانون الدولي الذي يعد الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل عام 1967. وبموجب اتفاقية وادي عربة (اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة في 1994).
لكن منذ الإعلان عما يسمى صفقة القرن وإعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس، تحاول إسرائيل المساس بالوضع التاریخي والقانوني القائم في المدینة المقدسة، وتسابق الزمن لفرض واقع جدید بالقدس المحتلة وتحقیق ما تبقى من سیاساتھا التھویدیة ضد المسجد الأقصى، وفرض سيادتها بشكل كامل على المدينة ومحاولة تغيير معادلة الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة ، من خلال سلسلة إجراءات إستفزازية في الحرم القدسي الشريف ، الإقتحامات المتكررة وقرارالمحكمة الإسرائيلية بإغلاق باب الرحمة . إضافة الى تسريبات صحفية إسرائيلية بأن بنود صفقة القرن تتضمن تشكيل لجنة دولية تشرف على إدارة ورعاية الأماكن المقدسة في القدس تضم دولا عربية (السعودية والمغرب ودول أخرى ) في محاولة لسحب البساط من الأردن .
ويسعى الأردن للحفاظ على الوضع القانوني والسياسي القائم في القدس من خلال الجهود الدبلوماسية والسياسية مع دول العالم للضغط على إسرائيل ، وفي هذا الإطار لا بد من ملاحظة ما يلي :
1. يقف الأردن وحيدا في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية في ظل خذلان وتآمر عربي .
2. لم تعد معاهدة السلام الأردنية – الإسرائيلية والعلاقات الدبلوماسية بين الأردن وإسرائيل مهمة إستراتيجيا بالنسبة للجانب الإسرائيلي ، على ضوء تهافت العديد من الدول العربية وخاصة الخليجية لإقامة علاقات تطبيعية علنية وسرية مع إسرائيل . وبالتالي تراجعت أهمية الأردن لإستخدام هذه الورقة والعلاقة كورقة ضغط على إسرائيل ، ولم تعد إسرائيل بحاجة الى دور أردني وسيط مع دول الخليج . وأصبح الأردن متمسكا بمعاهدة السلام مع إسرائيل من جانب واحد لحماية الدولة الأردنية وكيانها وحدودها التي تم تثبيتها وفقا للإتفاقية .
3. إضعاف الدور الأردني في فلسطين بدخول أطراف خليجية على خط القضية الفلسطينية (السعودية) تنافس الأردن دور الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس ، وكذلك دخول سلطنة عمان كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين ( زيارة نتنياهو لمسقط) .
4. موقف فلسطيني غامض من الدور الأردني الراعي للأماكن المقدسة في فلسطين ، ولم يصدر أي موقف فلسطيني جديد داعم للوصاية الهاشمية ، كما يلاحظ غياب التنسيق بين الجانبين بهذا الخصوص على ضوء علاقة عدم الثقة والتنافس بين الأردن والسلطة الفلسطينية .علما بأن هناك تنسيق أمريكي – فلسطيني ،حيث تشير التسريبات الى قيام رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمد إشتيه بزيارة واشنطن قبل تكليفه بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ، وقبل زيارة الملك لأمريكا بأيام .
5. الدور التركي والإيراني الداعم للوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة موقف معنوي غير مؤثر وجاء مناكفة للسعودية .
6. الدور الأوروبي معنوي وغير مؤثر في ظل الدعم الأمريكي القوي لإسرائيل .
7. لا يستطيع الأردن القيام بأي إجراءات ضد إسرائيل كقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد السفير، لأن ذلك سيعرض الأردن لعقوبات أمريكية ووقف المساعدات الأمريكية ، في ظل وضع أردني صعب من الناحية الإقتصادية .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)