TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإدارات الأكاديمية بين النجاح والفشل!
10/12/2018 - 10:15am

طلبة نيوز-
د. مفضي المومني

مرة أخرى تتلوها مرات سأكتب عن الإدارات الأكاديمية في بلدي،وأؤكد أنني لا اكتب عن شخص بعينه ولا اسقط على احد يعينه…الا اذا انطبق مثلنا الشعبي على احدهم(يكاد المريب يقول خذوني) لأنني اكتب بالشأن العام وكتبت ذلك سابقا، ولان مشكلة الإدارات الأكاديمية في جميع مستوياتها معضلة تنتشر في كل جامعاتنا ،ولأنني أؤمن أن مشكلتنا على مستوى الوطن مشكلة إدارات، واعتقد جاِزما أن الإدارات الأكاديمية في التعليم العالي وفي جامعاتنا تسهم بقدر كبير من هذه المشكلة، وتتحسر وأنت تسمع دائما أن مصدر إحباط الأكاديميين في جامعاتنا في الغالب إداراتهم الجامعية بكل مستوياتها، وأنا اقصد هنا الإدارات السلبية التي لا تمتلك الكفاءة والخبرة في أي من درجات ومواقع الإدارة من رئاسة القسم الى العمادة الى رئاسة الجامعة، لأنها تؤثر بشكل كبير في المسيرة الأكاديمية وفي صناعة الإحباط لدى العاملين وتعزيز ظاهرة الانسحاب بحيث يصبح هم عضو هيئة التدريس إعطاء محاضرته والانصراف إلى بيته، لكي لا يدخل نفسه في ترهات إدارية وتصفية حسابات يمارسها البعض لأسباب شخصية او من قبيل الغيرة أو الحسد أو المناكفة، ولو قدر لعلماء الإدارة إعادة النظر بنظرياتهم الإدارية واخذوا إداراتنا كنموذج لخرجوا علينا بنظريات جديدة في الإدارة مثل(الإدارة بالتياسه، والإدارة بالتناحه، والإدارة بالمناكفة، والإدارة بالعباطه) وكلها نماذج نراها كل يوم سواء في جامعاتنا او في الإدارات الحكومية، فالبعض عندما يسوقه القدر بالواسطه او المحسوبية او النفاق لتولي أمور الناس ينسى نفسه، ويتصرف بشخصنة ومزاجية في إدارة أمور الناس ويتصرف بعقلية المزرعة وهنا لب المشكلة، وبنفس الوقت نتمنى ان تكون الإدارات في جميع المستويات الأكاديمية على قدر كبير من التأهيل والايجابية لأنها تبعث الدافعية في الأكاديميين والعاملين وتزيد من نشاطهم وحبهم لمؤسستهم وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف النظام التعليمي، وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن، ولأنني اعرف كما تعرفون ان غالبية من يتسنمون مراكز الادارة العامة في الاردن وفي بلداننا العربية وصلوا الى كرسي الإدارة عن طريق الواسطة اوالمحسوبيةاو الوصولية او الوراثة او النفاق او الخداع وحدث ولا حرج القائمة طويلة، الا من رحم ربي ممن وصلوا للمنصب الاداري عن طريق الجدارة والكفاءة، وهم قله عندنا وغالبا ما يحاربوا ولا يصمدوا طويلا امام تغول المحسوبية ومراكز القوى الفاشلة والمتنفذة، ولان علم الإدارة يخبرنا ان اسوأ انواع الإدارات هي الإدارة بالسلطه، وأن محور العملية الادارية هو التاثير على المرؤوسين ونظرية (Y, X) وقضية تاثير المدير على المرؤوسين وتحويلهم من X الى Y اي من عاملين ليس لديهم رغبة ودافعية للعمل ولا يعملون الا بمراقبة الى عاملين لديهم رغبة ودافعية ذاتية للعمل ودون مراقبه، هذا باختصار شديد، واظن ان الكثير ممن اتت بهم الواسطه لمنصب اداري لا يدركون ذلك، وهم سبب في تخلف مؤسساتنا واحباط الافراد المتميزين وانسحابهم وظهور الأفراد الطفيليين الإمعات الذين تعوزهم الكفاءة والقدرة على الإدارة(الرويبضات) عديمي الخبرة ليتولوا أمور الناس، مما يؤدي الى ضعف وانحطاط في النتاجات والأهداف وتدنيها، لان فاقد الشيء لا يعطيه، وعندما تتكرر هذه النماذج في مؤسساتنا الأكاديمية وغيرها، نصل في النهاية الى تخلف على الصعيد الوطني والجهد العام.
واعجبني اثناء مطالعتي لاحد المواقع هذا العرض لصفات المدير الناجح والمدير الفاشل صادر عن معهد غالوب الامريكي انقله للفائده وليقراه من يريد من الإداريين وليعترف فقط لنفسه انه ناجح ام فاشل وعليه إما ان يتعلم كيف يكون ناجحا او ان يعرف قدراته ويتنحى ولا اظن ان هنالك من سيفعل....ففي تجاربنا العربية وعلى مستوى الرؤساء لا يوجد رئيس متقاعد، رؤسائنا بعد عمر طويل اما في القبر او في السجن او رئيس للمره الرابعة ولو على كرسي المقعدين!!
وكشف استطلاع الرأي الذي أجراه مركز "غالوب" الأمريكي ايضا أن المدير الفاشل هو السبب الرئيس في ترك الموظفين والعمال المتميزين للعمل، وأن أكثر الموظفين والعمال المتميزين عندما يتركون وظائفهم فإن هدفهم ترك المدير وليس المؤسسة وعرضت الدراسة بعض الفروقات بين المدير الناجح والمدير الفاشل أوردها كما يلي:
1. المدير الناجح يسعى لتثبيت أقدام المؤسسة وتقويتها.. والمدير الفاشل يسعى لتثبيت قدمه في المؤسسة وتقوية مكانته.
2. المدير الناجح يحترم آدمية الموظف وإنسانيته.. والمدير الفاشل لا يعترف بآدمية الناس ولا يراعى إنسانيتهم.
3. المدير الناجح يقول: "أنا أعتقد كذا... فما رأيكم؟" والمدير الفاشل يقول: "أنا قررت كذا.. فنفذوا".
4. المدير الناجح يُرقّي من يتقن عمله ويتفانى فيه، والمديرالفاشل يرقّي من يتقن مدحه والنفاق له(اي هز الذنب ومسح الجوخ).
5. المدير الناجح يضع خطة تتناسب مع قدرات مرؤوسيه، والمدير الفاشل يضع خطة دون النظر إلى إمكانات مرؤوسيه.
6. المديرالناجح يثق بالأفراد الأكْفَاء والعاملين معه، والمدير الفاشل لا يثق إلابنفسه.
7. المدير الناجح يرغب في أن تقول له: "أنا أقترح". أما المدير الفاشل فيرغب في أن تقول له: "أنا أؤيدك.."
8. المدير الناجح يحقق مكاسب للشركة او المؤسسة من أجلك، والمديرالفاشل يريدك أن تحقق مكاسب من أجله.
9. المديرالناجح يتخذ القرارات بسرعة بعد تفكير، والمدير الفاشل يتخذ القرارات ببطء قبل التفكير، ويتراجع عن القرارات بسرعة دون تفكير ومتردد.
10. المدير الناجح يبادر بمكافأتك، والمدير الفاشل ينتظر أن تكافأه أنت أو تقدم له هدية.
11. المدير الناجح يراقب العمل ويتابعك، والمدير الفاشل لا يعبأ بسيرالعمل، ويتجسس عليك.
12. المدير الناجح يراعي حالتك النفسية، والمديرالفاشل يعاملك حسب حالته المزاجية.
13. المدير الناجح يعتبر عمله متعة ورسالة، والمدير الفاشل يعتبر عمله ثقلاً ورئاسة (شيخه وشوفوني) .
14. المدير الناجح يعمل وينجز بنجاح تحت ضغط الوقت، والمدير الفاشل يستسلم للظروف فييأس ويقعد.
15. المدير الناجح صادق في وعده، وفيّ بعهده، والفاشل مُخلف لوعده،ناقض لعهده.
16. المدير الناجح منضبط في سلوكه ووقته، والفاشل غير منضبط في سلوكه ووقته، ويطالب الآخرين بالانضباط.
17. المدير الناجح صبور ذو نفس طويل. والمدير الفاشل عجول ذو نفس قصير.
18. المدير الناجح يحرص على أن يعيش العاملون معه في جوٍّ مأمون، حتى يعطوا ويبدعوا، والمدير الفاشل متسلط يتصور أن في إرهابهم وتخويفهم دافعاً لمضاعفة جهدهم.
يقول "روي فلمان" وهو المسؤول التنفيذي للعلاقات الداخلية بشركة "أمريكان موتورز": "قد يأتيني الموظف إلى مكتبي غاضباً، فأقابله مقابلة حسنة، أجلسه في مجلس كريم قبل أن أجلس أنا، وأطلب له كوباً من العصير، وبعد ذلك أطلب منه أن يحكي لي ما بداخله دونما أدنى مقاطعة مني، حتى يُخرج جميع ما بداخله، وأهم شيء في نظري هو أن يجد هذا الموظف من يستمع إليه، وأعرض عليه اقتراحاً لحل تلك المشكلة،فأراه وقد تبدلت حاله، من مشحون بالغضب كان يريد أن يقتلني، إلى صديق وجد من يستمع إليه.. المهم عندي هو أن يخرج من مكتبي وهو راض، فيخرج وقد حلت محلَّ شحنات الغضب شحنات الدافعية والرغبة في العمل"!!
هذا بعض مما فكر فيه غيرنا ونسيناه نحن في خضم البحث عن الكرسي باي ثمن ونقول لهم(الواسطة والمحسوبية والوصولية والنفاق،قد توصلك للمنصب لكنها لن تضمن لك النجاح) نتمنى ان ترقى جميع الإدارات في بلدي إلى أفضل المستويات، ولنتعلم من تجارب الاخرين وهي كثيرة ومتاحة لمن يريد ان يتطور ..فليس في قاموس نجاح الادارات النجاح بالتسحيج ولا استجداء الولاء الكاذب ولا عبارات المدح مدفوعة الثمن، اساليب عفى عليها الزمن، عملك الحقيقي هو من يتحدث عنك ونجاحك الفعلي،كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)… . .حمى الله الاردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)