TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإدارة المرعوبة
19/02/2020 - 4:45pm

بقلم: المهندس عامر عليوي، جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
أخطأ كثيرٌ ممن تم اجلاسهم على مقعد الإدارة العليا عندما تصوروا أن الادارة مجرد الإشراف والمراقبة! وتجاهلوا عشرات الفروع والمجالات الأخرى مثل التخطيط والتنظيم والتدريب والتوجيه ووضع الرؤى وقيادة الفريق واستراتيجيات اتخاذ القرار.
في الآونة الأخيرة بدأنا نشهد ونعاني في العديد من مؤسساتنا، من وجود ثقافات إدارية سلبية دفعت بهذه المؤسسات الى التراجع للخلف خطوة كلما تقدمت خطوة، هذا ان لم يكن يغلبُ التراجع للخلف على التقدم للأمام، ويعود ذلك الى أن الإدارة العليا لهذه المؤسسات إما مبنية حول شخص واحد فقط (المسؤول)، وهذا الشخص بصفته صاحب القرار في مؤسسته يصب كامل تركيزه ويجعل هدفه الأكبر الفائدة الشخصية وتلميع اسمه لعلَّ وعسى أن يدخل في دائرة الشخصيات المتداولة للمناصب الوزارية، او لأن هذه الإدارات تكون مرعوبة بذاتها، وهذا يشكلّ خطورة على نمو وتطور المؤسسات والدولة بأكملها، فالإدارات المرعوبة خالية من الخطط وتعمل فقط استجابة لمحفزّات تجبرها على الإنجاز، وهذه المحفزّات عادة يكون مصدرها إمّا سلطة أعلى منها، أو رهبة من ردة فعل الرأي العام على حدث معين.
نعاني اليوم وأكثر من أي وقت مضى من انتشار هذه الأنواع من الإدارات في مؤسساتنا وعلى أكثر من مستوى، هذه الإدارات تدور حول مصلحة أشخاص لا مؤسسات أو وطن. لقد باتت اغلب مؤسساتنا تعمل فقط استجابة لطارئ ما وعلى نظام الفزعة خوفاً من ضجيج يحدثه الرأي العام أو صورة تنشر على وسائل التواصل الاجتماع، فالمصلحة العامة لا تدار بهذه الطريقة، ولا يستطيع أحد ان ينكر ما تشهده مؤسساتنا من تراجع في الأداء بسبب تولية قيادات مرعوبة في المناصب الإدارية العليا كل ما تطمح إليه هو تأمين لقب وراتب، ويقيّم أداءها على أسس تسويقية تعتمد على وسائل الاتصال الاجتماعي فيما هي بعيدة كل البعد عن الإنجاز الفعلي، فشح الانجاز الحقيقي وأصبحت الإدارات استعراضية ابدعت في مجال الإنجاز الافتراضي اللاملموس، فأين هؤلاء من الشعار الجميل لقيادتنا الهاشمية الحكيمة (فلنبنِ هذا البلد ولنخدم هذه الامّة)؟!
وقبل ان انهي أحب أن أُذَكّر ان رئيس الحكومة والوزراء والبرلمانيين، وأصحاب العطوفة والسعادة في أي دولة كانت ليسوا كيانات تُبنى معهم علاقات محبة وكراهية وترابط وتعلق، هذه مناصب في أي دولة يُفترضُ فيمن يتولاها ويجلس على مقاعدها أن يقوم بواجبه على الوجه الأكمل، فمن أجل ذلك يستحق فقط راتبه لا حُبنا، فإن قصر في واجباته فيجب محاسبته ونقده ومعاقبته، وهذا لا يُعدُّ كُرهاً، كما أن التطبيل والتزمير لَهُ لا يُعدُّ حُبّاً.
للأسف لقد تَجاوَزَنَا الزمانُ.

صورة 1

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)