TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الإرشاد والتوجيه المهني والأكاديمي واجب الجامعات!
05/08/2019 - 9:00pm

د. مفضي المومني.

كل عام في مثل هذه الفترة ينتظر الأردنيون نتائج القبول الموحد للناجحين في امتحان الثانوية العامة التوجيهي، ونعلم جميعا ما يحمله ذلك من رهبة وخوف وقلق للأهل والطلبة، كون التخصص الذي ستحمله نتائج القبول الموحد هو المحدد لتخصص الطالب في الجامعة ودراسته المستقبلية وبالتالي مسيرته المهنية والحياتية اذا عرفنا اننا ندرس في الجامعات لنتمكن من تحصيل عمل فيما بعد، وبعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة منذ فترة، يجب التنويه إلى تقصير جامعاتنا في قضية إرشاد الطلبة للتخصصات التي تطرحها أي الإرشاد الأكاديمي والمهني.
الجامعات وبالذات الحكومية لا تقوم بتسويق تخصصاتها وشرحها وتوضيح كل ما يخص هذه التخصصات للطلبة، ولا تقوم بعمل ورش تثقيفية للناجحين، وتكتفي كل عام بتزويد التعليم العالي ولجنة القبول الموحد بأعداد المقاعد المتاحة لديها لكل تخصص، وترمي بالثقل على لجنة القبول الموحد لان قبول وتهافت الطلبة على المقعد الجامعي تحصيل حاصل، والقضية لا تعدو تعبئة شواغر لديها، وهذا مفهوم خاطئ ولا يبرره أن القبول للطلبة على التخصصات المختلفة يحدده معدل الثانوية العامة فقط، فإذا علمنا أن علم الإرشاد والتوجيه المهني يرتكز على ركيزتين رئيسيتين أولاهما الفرد وشخصيته وميوله واتجاهاته وقدراته، وثانيهما العمل وتحليله وخصائصه ومتطلباته، حيث يساعد الإرشاد والتوجيه المهني والأكاديمي الرصين على أن يمتهن الفرد مهنة تتناسب مع ميوله واتجاهاته وقدراته وسماته الشخصية، وعكس ذلك ذهاب الأفراد والطلبة إلى تخصصات لا تتناسب مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم، وهذا له مردود سلبي جدا على الفرد والمجتمع من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، ومن أهم انعكاساته، أفراد يفتقدون للطموح في مهنهم وتخصصاتهم، إنتاجهم متدني، محبطين، ليس لديهم طموح لتطوير ذاتهم وأعمالهم، وينعكس كل ذلك على منتجهم أو خدماتهم التي سيقدمونها عند انخراطهم في العمل بعد التخرج، ويتسبب أحيانا بضياعات وفواقد اقتصادية بحسابات اقتصاديات التعليم بسبب ترك المهن والتخصصات التي تم تأهيلهم لها، وانتقالهم إلى أعمال أخرى بسيطة غير التي تم تأهيلهم لها، وهذا يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني في المجمل، وكذلك على الفرد والمجتمع.
من هنا نتساءل ماذا عملت الجامعات لإرشاد الطلبة بالتخصصات التي تطرحها، وهل لديها دراسات ومنشورات رصينة متاحة لخريجي الثانوية العامة وأهاليهم عن كل تخصص، من حيث تعريفه ومجالاته العملية ومتطلباته وخصائصه، وكذلك دراسات مسحية للعرض والطلب عليه في سوق العمل، ازعم أن ذلك غير موجود، وان وجد فبشكل سطحي جدا لا يتجاوز مسميات التخصصات، ومن خبرتنا العملية نتعرض يوميا وخاصة في فترة ما بعد ظهور النتائج للسؤال عن التخصصات من الناجحين في الثانوية العامة وأهاليهم، وتكون الإجابات بسيطة وسطحية تفتقر للدقة والمعلومة، وعليه تنحصر اختيارات الطلبة أثناء تعبئة طلبات القبول الموحد، باختيارات عشوائية غير مدروسة لا ترتكز على علم التوجيه والإرشاد المهني والأكاديمي، وهذا يفسر فيما بعد تدني مستوى الخريجين في غالبية التخصصات، لأن اختياراتهم في الأصل غير صحيحة.
من هنا فالواجب على الجامعات أن تصل للطالب والأهل من خلال طرق التواصل المختلفة ومن خلال مواقع الجامعات على شبكة الانترنت، بحيث يستطيع الطالب والاهالي اخذ تصور كامل عن كل تخصص، ومتطلباته وخصائصه ومجالات العمل والتطور الأكاديمي والوظيفي فيه، مما يساعد خريجي الثانوية العامة على الاختيار الواقعي والأفضل الذي يلتقي مع ميولهم واتجاهاتهم وقدراتهم وخصائصهم الشخصية، وكلنا يعلم إخفاق الكثير من الطلبة في تخصصاتهم الجامعية سواء أثناء الدراسة، أو فيما بعد في حياتهم العملية.
أملنا أن تخرج جامعاتنا الرسمية من تغيبها عن مشهد التوجيهي وماربعده، لتساهم في إرشاد الناجحين في الثانوية العامة، وتؤمن لهم الإرشاد والتوجيه المهني والأكاديمي اللازم والمدروس، لمساعدتهم على الإختيار الصحيح، مما يسهم في رفع سوية العملية الأكاديمية، وسوية الخريجين ويساهم فيما بعد في رفع سوية الاقتصاد وسوية المجتمع، وتقليل الفواقد وعدم الكفاءة، وقد أدركت ذلك الدول المتقدمة وعملت عليه منذ زمن بعيد، وأملنا أن تدرك الجامعات لدينا وجميع المؤسسات التعليمية أهمية الإرشاد والتوجيه المهني والأكاديمي لرفع سوية الخريجين وبالتالي دعم وتطوير الاقتصاد والمجتمع. ....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)