طلبة نيوز - ا د هاني الضمور
تشهد الساحة السياسية الأردنية تحولات مهمة، خاصة بعد نتائج الانتخابات الأخيرة التي أبرزت تغيرات في توجهات الناخبين وأظهرت مدى الحاجة إلى إصلاحات شاملة. وبالتزامن مع هذه التحولات، تجد الأحزاب السياسية، وعلى رأسها حزب جبهة العمل الإسلامي، أنفسهم أمام مسؤولية كبيرة. المرحلة القادمة تتطلب منهم اعتماد خطاب سياسي ناضج، يعتمد على العقلانية والتوازن، في ظل تحديات إقليمية وداخلية معقدة.
إن الرهان على العودة إلى الأساليب التقليدية أو الدخول في مواجهات غير مدروسة لن يجلب إلا المزيد من التراجع. فالمطلوب الآن هو تقديم برامج سياسية واقتصادية متكاملة تستجيب لتطلعات المواطنين في العدالة والتنمية وتحقيق الاستقرار. فالشارع الأردني يتطلع إلى مستقبل أفضل، وهو على استعداد لدعم من يقدم الحلول الواقعية ويطرح رؤية شاملة للإصلاح.
يعد الإصلاح السياسي، الذي يتماشى مع المتغيرات الوطنية والإقليمية، الخيار الأمثل لمواجهة التحديات. والمرحلة القادمة تتطلب تركيز الجهود على بناء الثقة بين المؤسسات والشعب، وتعزيز المشاركة الفاعلة لجميع الأطراف السياسية. حزب جبهة العمل الإسلامي، بصفته أحد الأطراف المؤثرة، عليه أن يقود هذه المرحلة بعقلانية ويقدم خطاباً يتماشى مع متطلبات المرحلة، بعيداً عن التجاذبات التي قد تؤدي إلى الوقوع في مصيدة الصراع السياسي غير المجدي.
في الختام، يمكن للأردن أن يكون نموذجًا يحتذى به في المنطقة، إذا ما استطاعت القوى السياسية، بما فيها جبهة العمل الإسلامي، تبني خطاب إصلاحي ناضج يخدم المصلحة الوطنية ويعزز من قوة الدولة ومكانتها.
اضف تعليقك