TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاردن ينتخب ..... البرلمان الذي نريد
30/10/2020 - 10:15am

د عمر نايل العزام

في العاشر من الشهر القادم سيقول الاردنيون كلمتهم، ويختارون ممثليهم في مجلس النواب الجديد المجلس التاسع عشر ، بعدها سينعقد المجلس لتبدأ فصول جديدة في مسيرة الحياة النيابية بالاردن ، وعليه فيجب على كل اردني المشاركة بالصوت الانتخابي وفي ظل شفافية التصويت ونزاهته أن يضع المرشح المناسب في مكانه المناسب، ويقطع الطريق على أي محاولة لشراء الأصوات أو دخول المال السياسي لحلبة المنافسة الانتخابية.
المقاطعة سلاح العاجزين ؛ وهي فوق ذلك سلبية تتنافى مع أدنى متطلبات الديموقراطية؛ و إذا كنا نرفض تزوير الانتخابات وشراء الأصوات بالمال فليس أقل من أن نرفض بالدرجة ذاتها الدعوة لمقاطعتها مادامت تجري وفق ضوابط دستورية ارتضيناها ، لا يرقى إليها أدنى شك في نزاهتها ومصداقيتها.
ويحدونا أمل عريض أن يدرك مجلس النواب الجديد جوهر تحديات الوطن وعمق مشكلاته ، وأن يعرف طريقه لقلب المواطن وعقله، ويحترم إرادته ووعيه، ويحرص على رعاية مصالحه، ويصغي لنبضه ويحنو عليه، ويسارع إلى الاستجابة لتطلعاته وطموحاته.
المواطن يرجوه برلماناً يحترم سيادة القانون، ويعلي مبدأ الفصل بين السلطات، برلمان يتبنى قيم الإدارة الرشيدة والديمقراطية الحقيقية، فلا تستهويه سطوة الهيمنة ولا أطماع النفوذ، ويسمع للجميع داخل البرلمان وخارجه، ويعدل بينهم، ويشاورهم في الأمر، ويؤمن بدور العلم وأهمية التعليم الجيد والنقد الهادف، ويقف على مسافة واحدة من جميع فئات الاردنيين ؛فلا ينحاز لفئة على حساب الأخرى، الضعيف عنده قوي حتى يأخذ له الحق، والقوي ضعيف عنده حتى يستخلص منه الحق، يملك القدرة على الرقابة والتشريع واتخاذ القرار السليم في وقته المناسب ، برلماناً يستلهم رؤية جلالة الملك الهادفة لإنجاز الخدمات في أسرع وقت وبأقل كلفة حماية للمواطن من بيروقراطية الموظفين وفساد الفاسدين..برلماناً يحتضن أهل الكفاءة والخبرة ويعتمد عليهم.. يؤمن بالمواطنة وانسجام المجتمع، يملك رؤية علمية للمستقبل تقوم على التخطيط السليم والإدارة بالأهداف والعلم وشفافية المقاصد ووجوب المشاركة الشعبية في القرار وتقييم أداء الحكومة وأجهزتها المختلفة التي تتعامل معه وتقدم له ما يحتاجه من خدمات.
نريده برلماناً يؤمن بأن البشر هم ثروة هذا الوطن وعدته وعتاده وظهيره في السراء والضراء ورأسماله الحقيقي الذي لا تقدم لأي دولة إلا عبر تنميته ،
برلماناً يعرف جيداً الأهمية القصوى للتعليم المنتج والبحث العلمي المثمر والصحة العفية للمواطن،
المواطن يتوق إلى برلمان ينهض بدوره في دعم الدولة لأداء دورها الإقليمي والدولي، ويؤكد على حقوقها الثابتة، ويقطع الأيدي التي تتآمر عليها أو تسعى للنيل منها .
ونرجو أن يكون البرلمان الجديد قويا متماسكا فعالا مؤثرا في مجري السياسة،
المناصب في كل الدنيا ليست لحصد المنافع ولا صكوكاً على بياض توهب لهذا المسؤول أو ذاك النائب بلا ضوابط ولا مساءلة أو تقييم للأداء أو محاسبة حقيقية؛ فالشعب هو الرقيب الدائم ، والمسئول أو النائب جاء بإرادة هذا الشعب وتكليفه لصون مصالحه ورعاية مصالح الدولة العليا ..وفي كل الأحوال فإن المنصب تشريعياً كان أو تنفيذياً أمانة سوف يسأل عنها صاحبها.. للدستور- خادم للجميع وفي عنقه أمانة سوف يسأل عنها أمام الله.
وللحق فقد طالب جلالة الملك رئيس الحكومة بشر الخصاونه وحكومته منذ حلفت اليمين بضرورة التواصل مع الاردنيين وإطلاعهم على ما يجابه دولتنا من تحديات.
يحدونا الأمل أن يأتي البرلمان الجديد معبراً بحق عن الناس حائزاً رضاهم بعد أن كسب ثقتهم وأصواتهم.
حفظ الله الاردن بقيادة جلالة الملك وبوركت سواعد الاردنيين

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)