TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الاسلاميون...النموذج التركي!!
13/04/2014 - 1:45pm

طلبة نيوز-د. مفضي المومني.

نتسائل دائما لماذا لم تنجح الاحزاب والاتجاهات الاسلامية في البلدان العربية؟ وحتى لا افهمُ خطأ بانني ضد الاسلاميين فالقناعة الراسخة لدي اننا في بلد مسلم وكلنا مسلمون والاقرب الى الله منا بتقواه وعمله، لا باسماء يلبسها مرة ويمتطيها مرة ويتستر فيها مرة اخرى، وايضا تتساوى الاحزاب الاسلامية الايديولوجية مع الاحزاب الاخرى يسارية او وطنية او سمها ما شئت في السعي نحو السلطة سواء كان ذلك لتطبيق برامجها او حباً في السلطة لذاتها وهنا تنتفي الايديولوجيا لانك في النهاية باحث عن السلطة والقضية في النهاية ان تنجح في الإدارة سواء على مستوى الحكومات او النقابات ولو ربطنا الدين بالإنتخاب وكانت التجربة الادارية فاشلة فهل يسمح لنا الاسلاميون ان نقول ان السبب الدين؟ ونذكرهم اننا اذا انتخبناهم لدينهم فعلى ماذا نلومهم في فشلهم؟ والقاعدة القرآنية في قول الله تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِين} (القصص: 26) فالمعيار القوة والامانة على قاعدة اننا كلنا مسلمون.
والمشاهدُ للتجارب الديموقراطية في الوطن العربي والتي حملت الإسلاميين الى السلطة في اجواء الربيع او الخواء العربي لا يجد تجربة واحدة ناجحة لا على مستوى الحكومات ولا على مستوى النقابات ويعود ذلك لأسباب كثيرة منها:
1- يلجأ الغالبية منهم الى الارهاب الفكري وتكفير الآخر عند اي نقاش.
2- ينسى الاسلاميون في السلطه انهم لكل الناس ويعملون لذاتهم ولتنظيماتهم.
3- هم اقصائيون الى ابعد الدرجات ولدي مثال بسيط (في نقابة المهندسين الاردنيين التي يسيطر عليها الاتجاه الاسلامي والذين يفوزون لحسن تنظيمهم في ظل تقاعس اللآخرين عن التصويت، فقلَ ان تجد لا بل من النادر ان يتم تعيين اي شخص من غير تنظيمهم في الادارات المختلفة لمقرات النقابة مع انهم يفوزون بنسب لا تتعدى ال 5% من مجمل اصوات من يحق لهم الاقتراع فتصبح الكعكة لهم ويتم اقصاء الآخرين وهم الاغلبية باسم الديموقراطية المنقوصة والمغلوطة.
4- في كل بلدان العالم تعمل الاحزاب على حمل الوطن والدولة الا في تجاربنا العربية فالتنظيمات الاسلامية تريد من الوطن ان يحملها، ويتم تفضيل التنظيم على مصالح الدولة العليا اينما وجدت.
5- وصول الاسلامين للسلطة في بلداننا العربية ناتج عن حسن تنظيم ووازع ديني لدى العامة في ظل احباط لدى الشعوب من الطبقات الحاكمة والتي في اغلبها ينخرها الفساد فيكون الاختيار بين مُجرب وغير مُجرب.
6- تصل الحركات الاسلامية الى السلطة ليس لانها صنعت التغيير بل في الغالب لانها تركب موجات التغيير الذي لم تصنعه بالاصل بل لانها انتهجت انتهازية باي ثمن لتصل للسلطة.
7- تمارس التنظيمات الاسلامية في الغالب دكتاتورية الحزب او التنظيم وهي اسوأ الف مرة من دكتاتورية الفرد.
8- التغطية على الفشل الإداري ورعاية مصالح الناس بثوب الدين.
9- قوى الشد العكسي واصحاب المصالح والمتنفذين الذين يخشون على مصالحهم إذا وصلت التنظيمات الاسلامية للسلطة وهم يعرفون انهم تسكنهم روح الانتقام والغاء الآخر فقد لا يتشبثون بالسلطة لذاتها بل لانهم يسكنهم الخوف لعدم قدرة التنظيمات الاسلامية على استيعابهم وادماجهم في المجتمع.
10- القوى الغربية المتنفذة والمسيطرة وخوفها من المد الاسلامي وعلى مصالحها في ظل انعدام الذكاء السياسي في التعامل معها على اسس مصلحية متبادلة لا تكفيرية.
11- روح العداء للمجتمع ولكل ما هو ليس من انتاجهم حتى لو كان لمصلحة المجتمع.
12- تغليب الجوانب الروحية على اهميتها في الخطاب السياسي والتنفيذي على حساب بناء الاقتصاد والمجتمع فعليا.
13- انهم يصنعون لانفسهم اعداء كما يقولون بالعامية(ببلاش).
14- قصر النظر وانعدام التفكير الاستراتيجي.
هذا بعض مما اسعفتني به الذاكرة ومرة اخرى لا اسوق ذلك في باب العداء او الهجوم على الاسلاميين ولكن لأن الانسان لا يرى نفسه جيدا الا من خلال الآخرين ولأن نماذج اخرى مثل النموذج التركي نجحت ايما نجاح من خلال فهم اللعبة جيدا، ولان الناس اقتنعت بالتغيير، ومن فترة كنت اشاهد على احدى المحطات لقاء مع الشخص الذي يدير الملف الاقتصادي في تركيا في ظل حزب التنمية والعدالة الحاكم وادهشني حيث ذكر ان صادرات تركيا كانت تناهز ال 8 مليار دولار عند استلام الحزب للسلطه وان صادراتها بعد عدة سنوات من حكمه اصبحت 118 مليار دولار وان تركيا اصبحت الدولة رقم 8 على العالم في صادرات المنتوجات الزراعية اذا علمنا ان عدد السكان يقترب من الثمانين مليون، فأن تطعم شعبا بهذا العدد وتصدر فهذا قمة النجاح، فالحزب نجح في ادارة الدولة وجعل من تركيا رقما صعبا على المستوى الاقليمي والعالمي، ولاننسى استيعابه للجميع حتى العسكر الذين كانوا يقررون مصير البلاد، فلم يصنعوا لانفسهم اعداء وتصالحوا مع الجميع والاهم انهم قضو على الفساد وما الحملة الاعلامية الاخيرة الا صناعة غربية اسرائيلية ثبت فشلها عندما فاز الحزب بالانتخابات الاخيرة، القضية في النهاية ان تطرح نفسك بعملك لا بخطب عصماء تجافي المنطق وتصنع المعجزات ونحن نعرف ان معجزات الاشخاص انتهت مع آخر الرسل. فتركيا تشهد ثورة صناعية وزراعية وعلمية واقتصادية وفي كل المجالات الاخرى، ويتبنى الحزب الحاكم العديد من المشاريع التي تصل الى اخر قروي في حدود تركيا المتسعة، هكذا تقنع الناس لينتخبوك قبل ان تقنع السلطات بانك قادم لاقتسام كعكة الحكم والسلطه والجاه والمال، والحديث يطول عن تجربة الاسلاميين الناجحة في تركيا، وحرياً بالحركات والتنظيمات الاسلامية ان تقرأ المشهد التركي جيداً وتتمثله وان تخلع عباءة الماضي الذي يقودها دائما الى الاصطدام بالآخر. ....حمى الله الاردن.

التعليقات

أبو عامر غزلان (.) الاثنين, 04/14/2014 - 14:35

مقالة رائعه دكتور مفضي وقد وضعت عدة نقاط على أكثر من حرف من أهمّها:
1. الاقصائيّة المعروفة لدى الاسلاميين عموماَ والاخوان المسلمين خصوصاَ حتى في شتّى مناحي الحياة سياسيّة كانت أو اجتماعيّة حتى في مجال التعليم تلمسها.
2. كثير من الاتجاهات الفكريّة ومنتسبوها بل والمستقلون أيضاَ يلزمهم التنظيم في امور الطرح العام وعرض أنفسهم على العامة وهذا ما يحول دون وصولهم فيفسح المجال لغيرهم.
3. ممارسة الاسلاميين لدكتاتوريّة الحزب كما حصل في مصر مثلاَ.
4. عدائهم لما ليس من نتاجهم.
5. وصول السلاميين للسلطة هو لتعطّش الشعوب لمن هو نظيف وشريف أكثر من كونهم مجرّبون، وللأسف عند تجربتهم( وأنا لست ضدّهم طبعاَ با وأعتبر نفسي اسلامياَ ولله الحمد لكنني لا أتردد في قول الحق) أقول عند تجربتهم تواجه بالأخطاء القاتلة واما أسلفت ذكره.

لكنّي أختلف قليلاَ ففي الحركات الاسلاميّة العديد من الكفاءات التي بامكانها أن تغرّد من داخل السرب لا من خارجه ومثال ذلك مبادرة زمزم المعروفة في الاردن حيث كان الأولى احتواؤها واخراجها للعلن من رحم الاخوان أنفسهم، فلا يجوز التعالي والكبر بعد الذي حصل عالمياَ وأيضاَ لماذا لا نسبق الأحداث بخطوة؟؟؟؟!!!! .

من أكثر ما أعجبني : (( هكذا تقنع الناس لينتخبوك قبل ان تقنع السلطات بانك قادم لاقتسام كعكة الحكم والسلطه والجاه والمال، والحديث يطول عن تجربة الاسلاميين الناجحة في تركيا، وحرياً بالحركات والتنظيمات الاسلامية ان تقرأ المشهد التركي جيداً وتتمثله وان تخلع عباءة الماضي الذي يقودها دائما الى الاصطدام بالآخر)).

أخيراَ المقالة غنيّة جداَ شكراَ للأخ الدكتور مفضّي على الطرح وشكراَ لسعة صدره بافساح المجال.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)