طلبة نيوز-د. عبدالله عزام الجراح
تلعب المناهج الدراسية دورا كبيرا في تحقيق اهداف الامم والشعوب، اذ انها الاداة التي ينقل من خلالها الخبراء ومتخذي وصناع القرار اهداف وافكار وتوجهات دولهم الى جيل الشباب من الناشئة ، لبناء الدولة الانموذج، ورسم خارطة الطريق لمستقبل الدولة.
وتحاول المناهج الدراسية بذلك محاكاة واقع الدولة بكل ما فيها من تحديات وتطلعات ، مستفيدة من تجاربها المحلية، ومن تجارب الدول الاخرى، خاصة تلك التي مرت او تمر بظروف مشابهة. فالنظام التعليمي لأي دولة كانت هو المسؤول الرئيس عن تلك الاخفاقات المختلفة التي تظهر، او النجاحات التي تتحقق هنا وهناك.
ولقد تغيرت الاهداف التي تسعى المناهج الدراسية الى تحقيقها، وفقا للآمال والتطلعات التي تسعى الدول الى الوصول اليها. ولعل من المفيد، ان نشير هنا، الى ان الدول الكبرى تراجع مناهجها الدراسية، كلما مرت بها ازمة او تفوقت عليها دول منافسة اخرى في أي حقل من الحقول. فالحرب الباردة التي استمرت لعقود بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي آنذاك، كان سلاحها الرئيس التقدم العلمي والتكنولوجي المستند الى التقدم المعرفي لكل دولة.
ويعد نقل المعرفة من الادوار التقليدية للمناهج الدراسية ، ويشيع هذا الدور في الدول الفقيرة الطموح والتطلعات، لا الامكانات المادية، فتنفق مليارات الدولارات على نقل المعرفة ، ويكون العائد من كل هذه النفقات، تخلف وتراجع، وانهاك للاقتصاد، واعتمادية طويلة الاجل، لا بل، ربما اعتمادية وتبعية مدى الحياة على الدول المنتجة للمعرفة.
المناهج الدراسية ينبغي ان يكون هدفها انتاج المعرفة الجديدة وتطويرها، فالمعرفة اصبحت اكبر ثروة يمكن لأي دولة ان تمتلكها ، وهي اكبر داعم للاقتصاد الوطني.
اضف تعليقك