طلبة نيوز
د.عبدالمهدي السودي
يفترض ان تكون الجامعة مؤسسة علمية تربوية ومدرسة تبني نموذجا اخلاقيا وحضاريا وتؤؤس لمناهج علمية وسلوكية تكون قدوة لبقية افراد المجتمع.والاصل ان تجري الانتخابات الطلابية بالصورة الحضارية التي تؤسس لسلوك انتخابي في المجتمع يحتذى به في الانتخابات البرلمان والبلدية من حيث دقة التنظيم وسلمية الحملات الانتخابية والتنافس الشريف واعتماد اساليب انتخابية تعتمد على تقديم برامج وخطط لخدمة الجسم الطلابي تنشر من خلال النشرات المطبوعة التي توزع على الطلاب ومن خلال المحاضرات والندوات والنقاشات التي يشارك فيها المرشحون والناخبون وان يقوم الطلاب انفسهم بالاشراف على الفملية الانتخابية من الالف الى الياء دون تدخل ادارة الجامعة. وكان من المفترض ان انتظام الاساتذة والطلاب في محاضرتعهم واعمالهم كالمعتاد وان تجري الانتخابات بكل هدوء وسلام.
ولكن الذي لاحظته خلال يوم الانتخابات الطلابية في الجامعة الاردنية يوم الخميس الماضي اثار في نفسي الحزن والالم عندما قدمت في سيارتي قاصدا مكتب من البوابة الشمالية فوجدتها مغلقة بمتاريس وعدد من سيارات الشرطة والحرس الجامعي وبدت وكانها مخيم اعتقال او سجن كبير لا يسمح بالاقتراب منه . وبعد ان تمكنت من الدخول لحرم الجامعة وجدتها شبه فارغة فالاساتذة اوقغوا سياراتهم بعيدا عن المواقف المعتادة قرب كلياتهم والطلاب لم ينتظموا في محاضراتهم والكردورات مليئة بالهرج والمرج والصياح والمشادات الكلامية امام القاعات التي يجري فيها التصويت في وغرقت الكردورات بصور المرشحين المصقة على الجدران والحيطان والاوراق الممزقة والصور التي كانت تغطى جدران مباني كاملة وحبال من الصور على اسوار الجامعة وداخل شورعها الداخلية. انها مظاهر تحاكي المظاهر التي نشاهدها بالقرب من القاعات التي جرت فيها الامتخابات البرلمانية بكل ما فيها من مخالفة للذوق والمنطق وبعيدة من المظاهر الحضارية التي نتمناها لجميع الانتخابات الطلابية والبرلمانية والبلدية.
هذا الى جانب اسبوع الدبكات والتجمعات ومظاهر الازعاج التي يمارسها بعض المرشحين واعوانهم والتي تفرز المجتمع الطلابي وتقسمه على اسس جهوية ومذهبية واقليمية لا يجوز السكوت عنها في مؤسساستنا التعليمية.
وانا اقترح ان تقوم الجامعة الاردنية في خطوة اصلاحية للانتخابات الطلابية وان تقلص عدد مقاعد مجلس الطلاب الى مرشح واحد عن كل كلية وان تتم عملية التصويت بصورة الكترونية بحيث يفتح باب الترشيح للطلاب من خلال صفحة على موقع الجامعة تظهر فيه صور وبرامج المرشحين وتسمح لكل طالب ان يشارك بالتصويت من هاتفه الخلوي ومن بيته ومن مختبرات الجامعة ومن اي مكان تتوفر فيه الانترنت وان يتم التحكم في هذه العملية بان لا يسمح لاي طالب الاالتصويت مرة واحدة بحيث يعطى الطلاب اسم مستخدم وكلمة سر يستخدمونها لمرة واحدة ويمكن ان يستخدم الطلاب ارقامهم الجامعة وكلمات السر الخاصة بهم ومن ثم يتم الاعلان عن اسماء الفائزين تحت اشراف لجنة من الطلاب في مركز الحاسوب واذا ما نجحت التجربة ان يصار تجربتها واعادتها في الانتخابت البرلمانية القادمة
نحن نريد ان تكون جامعاتنا منبرا للعلم والتربية يتخرج منها الطالب بعلم وخلق يتخرج وهو يتحلى بالوعي والوطنية وقادر على تحمل المسؤلية والمشاركة في خدمة الوطن والمواطن بعيدا عن التعصب والاقليمية والجهوية