TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
البلقاء التطبيقية... عند حسن ظن القائد مرة أخرى
15/05/2020 - 4:30pm

د. ناصر إبراهيم الشرعه
في مناسبات متعددة أكد جلالة الملك أهمية وضع الخطط العملية بإيجاد فرص عمل للشباب والحد من مشكلة البطالة باعتبارها الأولوية القصوى؛ فسعت جامعة البلقاء لتكون عند حسن ظن القائد بتقديم تعليم تطبيقي وتقني بتخطيط يستشرف المستقبل ويتواءم مع حاجات سوق العمل، بناء على مسوحات علمية؛ ليكون التعليم من أجل التشغيل، إذ قامت الجامعة بعقد اتفاقيات وشراكات مع القطاع الخاص، بحيث تقوم تلك الجهات بتحديد أعداد الأيدي العاملة التي تحتاجها والمهارات والكفايات اللازمة لهم، وبالمقابل تقوم الجامعة بفتح التخصصات وتدريب وتأهيل الملتحقين بها، وتعديل وتطوير الخطط الدراسية وطبيعة المهارات والنتاجات المستهدفة، وما يميز هذه التجربة أيضا الديناميكية المتغيرة، إذ أن التخصصات والخطط والمهارات تتغير بحسب الحاجات المتجددة لسوق العمل وخطط التنمية.
ونتيجة لهذا العمل المخطط المدروس جاءت النتائج مبشرة بقدرة جامعة البلقاء التطبيقية على تغيير العقلية الشعبية تجاه الالتحاق بالتعليم التقني، فقد تضاعف قبول الطلبة في التعليم التقني للدورة الشتوية 2018 بنسبة 300%، وهناك عديد من الطلبة التحقوا بالتعليم التقني (دبلوم) بعد حصولهم على درجة البكالوريوس بتخصصات أكاديمية مختلفة.
إن هذه الخطوات الجادة المتميزة أعادت الجامعة إلى مسارها الذي أُسست من أجله كجامعة تطبيقية فريدة بين جامعاتنا الأردنية، ونحن نقدر ونفخر بهذا؛ إذ أن معضلة البطالة لا سيما بين صفوف المتعلمين تؤرق مجتمعنا الأردني، من رأس الدولة إلى الأسرة، ولقد استمعنا بمناسبات مختلفة إلى توجيهات جلالة الملك -حفظه الله- بالتركيز على التعليم المهني والتقني، والذي يدر دخلا ويحظى بفرص أفضل للعمل.
واليوم وبعد جائحة فايروس كورونا المستجد، وتعذر استمرار العملية التعليمية بشكلها الاعتيادي، تكون جامعة البلقاء عند حسن ظن القائد مرة أخرى، وتستجيب لتوجيهاته السامية بأهمية استمرار التعليم، وتقديم تعليم عن بعد بجودة عالية، إذ شكلت خلية أزمة برئاسة رئيس الجامعة، لمتابعة التقارير التي ترفع يومياً من عمداء الكليات المنتشرة في مختلف المحافظات، بهدف التحليل والتقييم اليومي لمعالجة أي خلل، وضمان التطوير المستمر، واستحدثت بوابة خاصة على موقع الجامعة الإلكتروني لملاحظات الطلبة كي يتم متابعتها بشكل مستمر، من خلال الخوادم والسيرفيرات، المربوطة على الحوسبة السحابيه لتدعيم منظومتها وبنيتها التحتية، حتى تقدم خدماتها بجودة عالية لطلبتها وأساتذتها، وبنفس الوقت قامت بتدريب أعضاء هيئة التدريس من خلال شركة مايكروسوفت، كما عالجت مشكلة ضعف الانترنت وعدم قدرة بعض الطلبة على شراء حزم الانترنت بالتعاون مع شركات الاتصالات والمؤسسات الأخرى، وأنشأت استديوهات خاصة لعرض المواد التطبيقية التي تركز على الجانب العملي في بعض التخصصات، كما كانت الجامعة في طليعة المتبرعين لوزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية لمواجهة الجائحة.
وقام أعضاء الهيئة التدريسية بجهود جبارة ومتواصلة من خلال اعطاء المحاضرات بشكل مباشر وبحسب مواعيدها في الظروف الاعتيادية من خلال برمجيات مختلفة (moodle ) و (zoom) و (Microsoft teams) و مجموعات (watsapps) وغيرها من الوسائل والبرمجيات وبجهد مشكور تعاوان معهم به أعضاء الهيئة الإدارية، كما حرص الجميع على التواصل مع الطلبة واستقبال ملاحظاتهم واستفساراتهم في جميع الأوقات – في ليل أو نهار- عبر الوسائط المختلفة، وبصدور رحبة وقلوب محبة، حريصة على الطلبة باعتبارهم الأبناء وأمل المستقبل وعُدة الوطن، فما سأل الطلبة إلا كانوا لهم مستجيبين، وما طلبوا إلا كانوا لهم مجيبين، التزاما منهم بأخلاقيات المهنة وسمو الرسالة، وتوجيهات القيادة، وأكد ذلك نتائج استطلاع (مدى فاعلية التعليم عن بعد) الذي قامت به وزارة التعليم العالي، الذي احتلت فيه جامعة البلقاء التطبيقية المرتبة الأولى.
وبهذا الفعل الراقي والاستجابة العملية العلمية، تؤكد جامعة البلقاء سعيها الدائم لأن تكون عند حسن ظن قيادتنا الهاشمية وشعبنا الأصيل، وأن تكون عامل نهضة، تحرص على مواجهة التحديات التي تواجه الوطن، من خلال بناء الإنسان وتزويده بالمعرفة الحديثة والمهارة المتقنة والقيم الصالحة الفاضلة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)