طلبة نيوز- د. مفضي المومني
منذ فترة اطلق احدهم مقولة ان العالم يتقدم تكنولوجيا وصناعيا وان دورنا يتلخص في تحليل وتحريم منتجات وخدمات العالم المتقدم! في ظل العجز والتأخر لبلداننا التي لم نفلح عبر عقود من اخراجها من نادي دول العالم العاشر لا بل الثالث واحيانا المتخلف!
تعجبت واستوقفني قرار حكومي بفرض ضرائب على التجارة الألكترونية غير التجارية التي تمارس بشكل فردي من قبل الناس وافتتاح منصة حكومية للتسجيل للتمهيد لدفع الضريبة والعكس مضاعفة الضريبة لحدود كبيرة، ما يؤرق ويجعلنا في حيرة من امرنا هذه المعالجات التي لا تدخل الا في باب الجباية العمياء… وهل تم دراسة الموضوع؟ للعلم وعلى سبيل المثال ابنتي وأبني يشترون من خلال النت ومواقع البيع بعض الملابس او قطع الاكسسوارات او غيرها بمبالغ بسيطه تصل لدولار او اقل لبعض القطع وقد تصل 5 دولارات او اكثر وبقيم لا تتجاوز 100دولار حد الجمارك المسموح فيه، وللعلم اسعار هذه القطع في الاردن ان وجدت تتجاوز خمسة الى عشرة اضعاف السعر عبر الانترنت، طبعا حجة الحكومة احتجاجات التجار! وأقول هل نحن في عالم التقدم التكنولوجي؟ هل وزاراتنا الرقمية (قد الاسم) هل نحن في بلد مغلق اقتصاديا ام في عالم التجارة الحرة التي تعتمد المنافسة وليس الحمايات الاغلاقية! التاجر الذي يريد ان يحد من التجارة الألكترونية يجب ان يوفر نوعيات جيدة واسعار مناسبة ونحن نعرف ان بعض التجار تصل مرابحهم اكثر من عشر اضعاف القيمة السوقية للمنتج، ايضا باب التجارة الألكترونية مفتوح محليا وعالميا ، ومن يمنع هؤلاء التجار من اخذ وكالات او ممارسة هذا النوع من التجارة محليا او عالميا؟ من منعهم من المنافسة بنفس الطريقة؟ لو كان لديهم رؤيا وحس للتقدم التكنولوجي لنافسوا من خلال ذات السوق لا اللجوء للتباكي امام الحكومة وطلب الحمايات الأغلاقية، وطبعا الحكومة ما كذبت خبر! وخبراء الضرائب جاهزون، واريد ان افهم عندما استورد قطعة بخمسين سنت على سبيل المثال لماذا علي دفع 5 دنانير او 15 دينار اذا لم افصح… .الموضوع سيكون إعدام للتجارة الإلكترونية، واللجوء للتهريب وغيرة ولن تعدم الناس الحيلة، وكان الاحرى بالحكومة اذا كان ولا بد من الجباية، ان تضع نسب مئوية بسيطة وحسب قيمة المشتريات، دون الحاجة لمنصة الإفصاح… لا أعرف اين تعلمتم وضع الاعاقات والتعقيدات وتصعيب الأمور على الناس ؟ والعالم المتقدم وأساس العلم هو تسهيل الحياة وتسهيل الأمور على الناس! لا اظن ان ما يجري صحيح… ولا اعرف السياسة التي تشجع الشراء التقليدي على الشراء الالكتروني في العالم الرقمي الذي لا نعرف منه الا الأسم ! ولكن يذهب العجب اذا عرف السبب في ظل التشجيع على التدخين واستهلاك الوقود حتى لا يزداد عجز الموازنة العتيدة… اكتب من وجع يختلجنا في ذاتنا الوطنية… .ومن خوف يداهمنا كل ذات قرار… نحب بلدنا بكل مكوناته ونتمنى له الأفضل… .فاعملوا ان يكون الأفضل او ارحلوا لعل الله يقيض لنا من يستطيع إصلاح الإقتصاد والمجتمع بطرق غير طرقكم العتيدة!… .حمى الله الأردن.