طلبه نيوز
بالتوازي مع سعي التحالف الوطني الى تعزيز وحدة البيت الشيعي استباقا لاعلان نتائج الانتخابات، شهد الوسط السني حراكا مماثلا لمواجهة المعطيات السياسية الجديدة التي ستعقب الانتخابات، باعادة الروح الى القائمة العراقية بمسمى جديد اطلق عليه التحالف العراقي، فيما اكتفى الاكراد بارسال وفد تفاوض موحد الى بغداد.
وتسعى اطراف المعادلة السياسية السنة والشيعة والكرد الى اعادة ترتيب اولياتهما خلال المرحلة المقبلة من خلال جس نبض الاطراف السياسية حول افق المشهد السياسي، الذي سيتشكل من جديد، وتحديدا توزيع المناصب السيادية بينهم.
مصادر سياسية تتابع مسار الحراك السياسي، لاحظت استباق التحالف الوطني نتائج الانتخابات باجتماع مكوناتة، والحديث عن اعادة الروح له، هو رسالة للسنة والاكراد، مفادها ان القوى الشيعية موحدة في التعاطي من متغيرات الساحة السياسية.
وشكل حضور المالكي لاجتماع التحالف الوطني رغم عزوفه عن المشاركة في اجتماعاته النادرة ،مشهدا تزويقيا، رغم تصدعه خلال المرحلة الماضية.
وكشفت مصادر قريبة من اجتماع التحالف ان زعيمه ابراهيم الجعفري ابلغ المالكي برفض رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تجديد ولايته،
وطبقا لذات المصدر فان الجعفري ابلغ المالكي بموقف مرجعية النجف الداعية للتغيير، في اشارة فسرها مراقبون برفض مراجع الشيعة الاربعة ، التجديد للمالكي، مؤكدا ان مكونات التحالف الوطني ستلتزم برأي المرجعية.
وفي قرار فسره مقرب من المالكي بانه يقطع الطريق على طموحات المالكي بولاية ثالثة، اتخذ التحالف الوطني قرارا بطرح مرشحي التحالف لمنصب رئيس الحكومة للتصويت عليه في البرلمان المقبل، في حين كان العرف السائد في الترشيح ذهاب التحالف الى البرلمان بمرشح واحد.
وتوافقت مكونات التحالف الشيعي على وضع آليتين لاختيار المرشح لرئاسة الوزراء من قوى التحالف الوطني طبقا لذات المصدر الذي اوضح ان الآلية الاولى هي ان يصوّت التحالف الوطني (بجميع اعضائه) على مرشحي الكتل السياسية من قوى التحالف، ويتم اختيار من يحصل على اكثرية الاصوات.فيما تضمنت الثانية قيام التحالف باختيار مرشح الكتلة الاكبر داخل التحالف الوطني ليكون مرشحا وحيدا للتحالف لرئاسة الحكومة المقبلة.
واوضح المصدر ان الرأي السائد داخل التحالف الوطني هو ترجيح الخيار الاول في عملية اختيار المرشح لرئاسة الحكومة المقبلة باعتبار ان حزب الدعوة الذي يراسه المالكي اخذ اسحقاقه مرتين.
ويقابل الحراك الشيعي حراكا في الوسط السني ممائلا من حيث النوايا والاتجاهات للتعاطي مع استحقاقات المرحلة المقبلة، باصطفاف جديد يعيد للقائمة العراقية، دورها من خلال تشكيل تكتل سياسي كبير باسم التحالف العراقي، الذي يرجح محللون ان يكون النواة الحقيقية لحالة التوازن السياسي في العراق.
وكشف مصدر على اطلاع بالحراك السياسي لتشكيل التحالف العراقي الجديد، ان الائتلاف الجديد سيكون مبادرة لاجل اعادة لملمة القوائم والتحالفات التي تشظت من القائمة العراقية سابقا تحت مظلة واحدة تستطيع ان تخوض مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة مع الكتل الاخرى بموقف ورؤية موحدة.
واوضح ان القائمة العراقية السابقة تشظت الى تحالف متحدون للاصلاح بزعامة رئيس البرلمان اسامة النجيفي، والقائمة العربية بزعامة صالح المطلك، والوطنية بزعامة أياد علاوي، وإن التحالف الجديد يعمل على إيجاد صيغة مشتركة توقف التشظي والاختلاف في وجهات النظر، من خلال إيجاد قيادة مركزية فاعلة لادارة المفاوضات مع الكتل الاخرى وتشكيل الحكومة المقبلة.
وبين ان تشكيل التحالف العراقي لن يسمح لبعض الاطراف باثارة التناقضات داخل القوائم الرئيسة ومحاولة سحب كتلة على حساب اخرى كاشفا عن تشكيل لجنة سباعية داخل إئتلاف متحدون للاصلاح برئاسة القيادي رافع العيساوي للتفاوض بأسم القوائم الثلاث مع الكتل الاخرى. وتوقع المصدر ان يرى التحالف العراقي النور خلال الفترة المقبلة واعلان تشكيله رسميا
ويعتقد محللون ان اعادة لملمة اطراف العراقية تكتنفه معوقات لاسيما اسم رئيسه وتوجهاته لاسيما وان هناك تسريبات تشير الى ان بعض اطرافه فتح خطا تفاوضيا مع المالكي لتجديد ولايته.
ومن شأن التحالف السني المحتمل ان يمسك بقوة تفاوضية معتمدا على نحو 80 مقعدا في البرلمان هي حاصل نتائج اولية لفرز الاصوات مايضعه في موقف مريح في عملية المساومة السياسية على المواقع السيادية وعملية التوازن في العملية السياسة.
ويبدو ان حال الانقسام واختلاف الرؤى وتوحيد المواقف لم تقتصر على السنة والشيعة وانما شمل الاكراد الذين يحاولون ان يحافظوا على المكاسب السياسية التي حصلوا عليها خلال المرحلة الماضية لاسيما رئاسة العراق وحقيبة الخارجية ووزارات اخرى من خلال توافقهم على تشكيل وفدا تفاوضيا موحدايمثل مكونات التحالف الكردستاني لطرح وجهة نظرهم ازاء الوضع السياسي الجديد وتقاسم السلطة مع الشركاء العرب.