طلبة نيوز- الدكتورة أريج محمود ياسين*

هناك إجماع على ضرورة توجيه عدد اكبر من الشباب نحو التدريب المهني والتقني وذلك لأهمية الدور الذي يلعبه في نزع فتيل أزمة البطالة والازدياد المضطرد لأعداد المتعلمين من حملة الشهادات الجامعية. ولا يمكن إغفال الجهود التي تقوم بها المؤسسات الأردنية وعلى رأسها مؤسسة ولي العهد بمشروع إنشاء جامعة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني التقنية الذي تمت الموافقة عليه مؤخرا للدفع بهذا الاتجاه. وعلى الرغم من تنوع برامج وزارة العمل ومؤسسة التدريب المهني ومؤسسات القطاع الخاص المعنية بالتدريب والتأهيل وبناء قدرات الشباب الأردني إلا أن الثقافة المجتمعية السائدة تبقى العائق الأكبر أمام تعظيم الاستفادة من هذه البرامج وزيادة أعداد المنتسبين لها.

فما هي الجهود المبذولة لمساعدة الأهل والطلبة لتخطي الحاجز النفسي والإقبال على مهنة متسمة ضمنيا بالفشل وقد يصنفها البعض، مخطئا، في أدنى سلم المكانة الاجتماعية للمهن؟

يفضي العرف الاجتماعي السائد بان من يتجه نحو التدريب المهني والتقني هم الأشخاص متواضعي القدرات ممن لم يحالفهم الحظ في امتحان الثانوية العامة ولن يحظوا بشرف الدراسة الجامعية. علما بان هناك إجماع على أن امتحان الثانوية العامة بصورته الحالية لا يقيس قدرات ومهارات الطلبة. بالإضافة إلى أن العديد من المهن التقنية تحتاج إلى إبداع وحرفية عالية  ومهارات وقدرات لا تقل بأي شكل من الأشكال عن المهارات والقدرات المطلوبة لباقي التخصصات الجامعية.

وعليه لماذا لا يتم إنشاء كليات للتدريب المهني والتقني في الجامعات الحكومية الرسمية بحيث تمنح الجامعة شهادة البكالوريوس في النجارة، الحدادة والألمنيوم، مكانيك المركبات وغيرها من برامج التدريب المهني والتقني بحيث تكون الخطة الدراسية مماثلة لباقي التخصصات من حيث متطلبات الجامعة وتكون متطلبات الكلية والأقسام مخصصة للجانب المعرفي للبرنامج وللمشاغل والمختبرات؟ عندها يتاح للطالب فرصة دراسة هذه المهن المحورية الأهمية على أصولها وبنفس الوقت الانخراط في المجتمع والتفاعل مع نظرائهم من الطلبة في مختلف التخصصات ضمن بيئة جامعية صحية غير معزولة.

اعتقد أن توطين مثل هذه الكليات في الجامعات الحكومية الرسمية يسهم في الإعلاء من شأن هذه المهن ومساواتها بباقي التخصصات والذي بدوره سيحد من ظاهرة رفض المجتمع لها بحيث يشعر الأهل بالفخر بأبنائهم ويزيد هذا بدوره من احترام الخريجين لذاتهم وتقديرهم لأنفسهم ومن احترام المجتمع وتقديره لهم.

الدكتورة أريج محمود ياسين

قسم نظم المعلومات الإدارية

كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب

جامعة اليرموك