TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم التقني بحاجة لدعم على غرار دعم الجامعات!
03/07/2016 - 9:00am

طلبة نيوز- د. مفضي المومني

التعليم التقني او الفني هو مرحلة تعليمية مهمة ومحط تركيز الدول المتقدمة والنامية، لان مخرجاتها من الفنيين أو التقنيين المؤهلين الذين يشكلون عماد الصناعة والانتاج وبالتالي رافعة للاقتصاد في كل البلدان المتقدمة، وفي خضم كثرة الحديث والتنظير والاشفاق على التعليم التقني في الأردن، حتى انك تحس احيانا ان بعض المسؤولين أو المتحدثين، يظنون انه لا يوجد تعليم تقني في الاردن، اما لانهم لا يعرفون او انهم يتجاهلون عن قصد لامر في نفس يعقوب!! والحقيقة انه موجود وتمويله وتشرف عليه جامعة البلقاء التطبيقية من خلال كلياتها والكليات الخاصة وغيرها، ويحضرني ما يدلل على أهمية التعليم التقني ودوره الكبير في التقدم الصناعي بمخرجاته من إنتاج و خدمات، إذ عندما غزت أمريكا الفضاء وهبط رائد الفضاء نيل ارمسترونق على سطح القمر وكان التنافس على اشده بين القوتين العظميين في حينه كان ذلك مصدر فخر للامة الامريكية وجاب (نيل ارمسترونق) الولايات الامريكية واحتفى به الشعب الامريكي كبطل قومي، وقف الرئيس الامريكي في حينه وخطب قائلا ( وراء هذا الانجاز مجموعة من المهندسيين والتقنيين وهم الأبطال الحقيقيون) وأعاد الفضل إلى أهله، ونحن في الاردن من اوائل الدول العربية في مجال التعليم التقني ولنسال أنفسنا، من يدير كل هذه الحركة الصناعية والانتاجية في بلدنا؟ ونحن في البدايات كنا عندما نستورد ألآت أو أجهزة يأتي خبير أجنبي معها، ليشغلها ويشرف عليها واليوم اجزم انه لا يوجد اجنبي واحد يعمل في هذا القطاع في الاردن بفضل جيوش من الفنيين والتقنيين خريجو الكليات الهندسية والتقنية في الاردن، ولا ننسى الآلف الفنيين الأردنيين العاملين في دول الخليج والدول الاخرى، صحيح ان السياسات التعليمية غير الحكيمة وبالذات سياسات القبول، أدت إلى تراجع الاهتمام بالتعليم التقني لحساب التعليم الجامعي وهذا يسأل عنه راسمو سياسات التعليم العالي في الاردن في السنوات الماضية، وما اريد ان اوضحه واسأل عنه كل من يبدي غيرة على التعليم التقني ويريد له ان يكون الافضل بحسن او سوء نية، آسفا أن أقول ذلك لأنه في السنوات الماضية كانت هنالك هجمة شرسة من ثلة من أباطرة التعليم الخاص الربحي في الأردن، على دور جامعة البلقاء التطبيقية التي تعمل بصمت في تطوير التعليم التقني وتتحمل وحيدة عبء تمويله، ونحن نعرف انه تعليم مكلف جدا يرهق الحكومات، لا جامعة منفردة كجامعة البلقاء، اسأل كل من يهمه امر التعليم التقني ويشبعنا تنظيرا باهميته، هل سألتم أنفسكم من يمول التعليم التقني في الاردن؟ وما هو مصدر تمويله ؟ الاجابة بسيطة ومتاحة لكل من يريد، جامعة البلقاء التطبيقية تقوم بذلك نيابة عن ميزانية الدولة الاردنية من خلال اجتهادها والسياسات التقشفية والبرامج الجامعية في ظل واقع شح الدعم الحكومي المقدم لها لا بل حجبه كليا في بعض السنوات الماضية.
ويثار تساؤل مشروع هنا وبكل تجرد، لماذا يحمل عبء دعم وتمويل التعليم التقني على جامعة البلقاء التطبيقية، إذا علمنا أن القيم النقدية للكلفة السنوية للتعليم التقني فقط تقترب من 20 مليون دينار، والدخل المتأتي منه لا يتجاوز 3% في أحسن الأحوال مما يصرف عليه،والتعليم التقني ايضا يجب ان لا يكون مسؤولية حكومية فقط بل يجب ان يساهم به القطاع الخاص الذي يحصل على كوادر فنية تقنية مدربة دون كلفه، لذا يجب ان توضع تشريعات تعمل بصورة او بأخرى على إشراك القطاع الخاص ليتحمل جزء من دعم التعليم التقني وقد لا يكون ذلك بالتشريع فقط بل بالتشاركية المصلحية.
واما بالنسية للدعم الحكومي للجامعات والذي تم الإعلان عنه فيجب أن لا تعامل جامعة البلقاء التطبيقية كغيرها من الجامعات الاردنية الرسمية،إذ يجب أن تأخذ خصوصيتها ومسؤوليتها عن التعليم التقني وتمويله بعين الاعتبار، وان يكون دعم جامعة البلقاء من ناحيتين، الأولى دعم الجامعة وبرامجها الجامعية التطبيقية وبنسبة وتناسب مع اعداد طلبتها الكبير وانتشار كلياتها، بالمقارنة مع الجامعات الاردنية الأخرى، والناحية الثانية ان يكون هنالك دعم منفصل حقيقي ومدروس موجه للتعليم التقني الذي تتولاه وتشرف عليه جامعة البلقاء من خلال كلياتها التقنية أو من خلال الكليات الخاصة وغيرها التي تشرف عليها، والموجود فعلا والمتطور والذي يخضع سنويا الى دراسات علمية في طرح وتعليق تخصصاته وخططه بما يتناسب والتطور التكنولوجي وحاجات سوق العمل المحلي والاقليمي، ولكن ما ينقصه تمويل سخي للنهضة به وتطويره إلى مستويات عالمية متقدمة، اذا علمنا ان الجامعة تمارس ذلك فعلا من خلال شراكات عالمية ولكن الطموح دائما اكبر، واذا علمنا ايضا ان الجامعة تزخر بخبرات هندسية وتقنية على سوية عالية، ما ينقصنا فقط تمويل سخي لجامعة البلقاء التطبيقية مخصص حصراً للتعليم التقني لمتابعة دورها في تزويد سوق العمل بتقنيين وفنيين على سوية عالية تواكب متطلبات سوق العمل والتطور التكنولوجي المتسارع، لان التعليم التقني ومخرجاته في النهاية حجر الاساس الذي يشكل النقلة النوعية والرافعة الحقيقية لاقتصاديات الدول، ولنا في تجارب الدول المتقدمة والأسيوية منها مثل سنغافورة و كوريا الجنوبية في هذا المجال خير مثال،ولا ننسى ضبط السياسات التي تحكم التعليم التقني وتعمل على إعطاءه دوره الحقيقي وتفعيله وتطويره، وكما اعرف فاللجنة الوطنية لتنمية الموارد البشرية وضعت يدها على الجرح بانتظار التنفيذ، مؤكدا مرة أخرى على وجوب وجود دعم حقيقي مخصص وموجه للتعليم التقني من خلال جامعة البلقاء التطبيقية......حمى الله الاردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)