
طلبة نيوز-ماجد توبة
مع انطلاق موسم مواكب الخريجين، واحتفالات التخريج، لطلبة الجامعات، والتي بدأت منذ أيام، تستوقفك مشاعر متناقضة ومتباينة، تجاه هؤلاء الخريجين، الذين تضخ أكثر من 20 جامعة رسمية وخاصة الآلاف منهم سنويا للسوق، وسط أزمة اقتصادية بنيوية، يعجز فيها الاقتصاد الوطني عن توليد فرص عمل كافية لهذه الأعداد الضخمة، ما يوسع رقعة البطالة ويفاقم من تداعياتها السياسية والاجتماعية.
تخرج طالب أو طالبة جامعة أمر يشيع الفرح والحبور، لكنه بات في الحالة الأردنية يذكر بالاختلالات الهيكلية في قطاع التعليم العالي، حيث تضخ هذه الجامعات مئات وآلاف الخريجين من بعض التخصصات، رغم إشباع السوق بخريجيها، ناهيك عن أزمة تراجع مستويات الخريجين في العديد من التخصصات، جراء ترسخ وتعمق أزمة التعليم الجامعي.
وبعيدا عن أزمات العنف الجامعي وعجز موازنات الجامعات الرسمية وتشوه بناها الهيكلية، والتي قيل ويقال فيها الكثير، فإن الثابت، الذي يمكن أن يستوقف المتابع في هذا السياق، هو تواصل غياب استراتيجية وطنية واضحة ومتكاملة للاشتباك مع أزمة التعليم العالي، وهي مشكلة لها أسباب متشابكة عديدة.
قد نستطيع تلخيص هذه الأسباب بالقول إن "طبخ" ووضع سياسات وقرارات التعليم العالي والجامعي، والاستراتيجات "المجتزأة" له، يتمان في مطبخ لا يقتصر طباخوه على الأكاديميين وأصحاب الاختصاص، بل ويضم طباخين من قطاعات سياسية وأمنية واجتماعية، هذا إن لم نقل إن الأخيرين هم من لهم السطوة والغلبة في المنتج النهائي للقرارات والسياسات!
هذا التشابك والتغول في وضع السياسات العامة والقرارات لقطاع التعليم العالي والجامعي، وتحت حجج وذرائع سياسية وأمنية واجتماعية، هو ما تركنا نراوح في مربع الأزمة، وتفاقمها يوما بعد آخر، وهو أمر قد يتفق الجميع على تشخيصه من ناحية المخرجات والوقائع على الأرض، وإن اختلفنا في تفسير دور تلك الأسباب.
ربما كان المدخل لمعالجة، أو بالأحرى البدء بالمعالجة، لأزمة التعليم الجامعي هو الاعتراف بشجاعة ومسؤولية بطبيعة الآليات والتداخلات المعقدة والمتشابكة التي تنتجها، وتمدها بعناصر الاستمرار والحياة والتفاقم، وذلك تمهيدا لتفكيك المشكلة ومطبخ إنتاجها، وتصويب أوضاع هذا المطبخ، بإعادته لأصحاب الاختصاص، وفق رؤية وطنية شاملة، وتمكينه من وضع السياسات والاستراتيجيات والقرارات المستقلة في إدارة هذا القطاع الحيوي.
سبق أن وضعت حكومات ووزراء تعليم عال استراتيجيات مهمة لهذا القطاع، لكنها بقيت على الرفوف، أو لم يطبق منها إلا النزر اليسير، وووجهت بعراقيل وحوائط صد، أفشلتها بالمحصلة، الأمر الذي نعتقد أنه يعود للتعقيدات المذكورة في المطبخ الفاعل في تحديد سياسات وقرارات هذا القطاع.
العلاج يبدأ من هنا، أما بشأن الاستراتيجية والرؤية الوطنية لإدارة قطاع التعليم العالي والاشتباك مع أزماته بمقاربات علمية وفاعلة، فنعتقد أن هناك من الأكاديميين وأصحاب الاختصاص الكثيرون، ممن يمكن لهم التكفل بوضعها والاشراف على تطبيقها، لانتشال التعليم الجامعي من كبوته التي طالت.
التعليقات
egtashat (.) الاثنين, 05/26/2014 - 11:04
التعليم العالي بازمة فعلا
اذا كان رئيس جامعة البلقاء يصرف اضافي ومكافات وهو يعرف انه لا يوجد رواتب
علما بانها تحسين اوضاع الاضافي والمكافات
غريب (.) الثلاثاء, 05/27/2014 - 00:06
يا قطيشات ...... شو بتخبص يا عمي
صار فينا معك مثل اللي قال
صامد لا تقشر ...... ومقشور لا توكل ............. وكل تاتشبع
هو التعليق لأجل التعليق بس ......... اتقي الله
اضف تعليقك