TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي بين الإدارة والقيادة
24/10/2020 - 10:30am

/الدكتور بسام محمد ابوخضير

التعليم العالي بين الإدارة والقيادة
على الرغم من محدودية الامكانات المادية والبشرية في المملكة ، الا أن التعليم العالي يقع ضمن اهتمامات واولويات الدولة ؛ لما له من دور بارز في الارتقاء بمستوى حياة المواطن الاردني الإقتصادية ، والإجتماعية ، والمعرفية.
والمتتبع لمسيرة قطاع التعليم العالي يلاحظ بجلاء تناوب ثلة ممن يسرت له خبراته وقدراته او علاقاته على توليه زمام هذا القطاع المترامي والمتداخل والاهم على مستوى الدولة....
وعلى الرغم مما تضمنته كتب التكليف السامي، من توجيه صريح وواضح نحو المفاصل الحيوية والجوهرية في هذا القطاع ، إلا ان الحراك الإداري عند بعضهم ظلَّ يراوح حول محاور إدارية غلب عليها طابع الإدارة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي والذي كان جُل اهتمامه ، تسيير أعمال الوزارة اليومية وتشكيل المجالس واللجان المأجورة من المعارف والاحباب والشركاء وذوي الخبرة، اضافة إلى إجراء التنقلات بين الموظفين على أسس هشة افتقرت إلى الثوابت والمؤسسية...
هذا لا يعني انه لم يكن هناك من هو ذو عزم وقدرة وتوجهٍ جاد نحو التغيير الهادف الذي يستند إلى الموضوعية والأصول، كما أن هناك من حرص على تطبيق أسس العدالة والموضوعية فكان من الناجحين في رأي الكثيرين بالرغم من انه اصاب الشكل واخطأ الجوهر...
أجزم أن هذا الطرح لا يهدف إلى التقليل من اهمية أدوار البعض او المس بها ولا الى إظهارٍ ادوارِ اخرين ، ولكنني أجِدُ فيه إضاءة نحو التخطيط الاجدى والأهم الذي يتجاوز الكلام المعسول الذي يروق للسامعين...
أشير هنا الى التخطيط الاستراتيجي الفعال الذي يستشرف المستقبل البعيد للتنبؤ بما سيكون عليه ، ليس للاستعداد له فحسب ولكن للتغيير فيه لجعل التكيف مع هذه التغيرات المتسارعة اكثر يسرا وتطبيقاً.
هذا التخطيط الذي يقوم على دراسة شاملة متعمقة للقطاع لتحديد عناصر القوة وعناصر الضعف فيه. وكذلك كشف ما في بيئة القطاع الخارجية من الفرص والتهديدات
وهناك بعض الدراسات التي أشارت إلى بعض التحديات والتهديدات التي تواجه التعليم العالي وقطاعاته والتي مازالت تتطلب
من المسؤلين الاهتمام والمعالجة ، من أبرزها ثقافة الشهادة الأكاديمية في المجتمع الأردني مما أدى إلى تعرض مؤسسات التعليم العالي للضغط المستمر الناتج عن تزايد اعداد الطلبة في برامج وتخصصات ، تتداخل في الجامعات الرسمية و الخاصة تحت مسميات مختلفة و مضمون واحد ، مما يشير إلى ضعف قدرة الجامعات على أحداث توجه استراتيجي متكامل على المستوى الوطني فيما يتعلق بالتخصصات الكثيرة لتتواءم بمرونة مع احتياجات العمل المتغير.
كما أن الكثير من القرارات على مستوى القطاع تقع ضمن ثقافة الإنجاز في آخر دقيقة او الإنجاز المرتبط بالضغط او الطلب أو الطوارئ ، و هنا نؤكد ان التعليم العالي ليس مرحلة منفصلة عن التعليم العام بل هو جزء متمم و مكمل له ، حيث إن التعليم العام هو الأساس و القاعدة لمنطلقٍ و بناءٍ صحيح لمنظومة تعليم عالٍ فاعلة.
ان قطاع التعليم العالي يتطلب بحق مهارات قيادية لا مهارات إدارية تنشغل بالروتين وتتجاهل الجوهر. مهارات تضع الأمور بنصابها بعيدة عن الشعبوية والتحالفات وتبادل المكاسب. فهناك جامعات تعاني نموا سرطانيا يمخر عظامها وجامعات فيها التخطيط الاستراتيجي مغيب عن الفعل والتطبيق وان وجد فهو على الورق وفي الإدراج .
فالخطب جلل والحمل ثقيل والأمل بالوجوه الجديدة كبير كبير .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)