TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم العالي من يعلق الجرس!!
28/02/2016 - 10:30am

طلبة نيوز-

د. مفضي المومني.

اشبع موضوع التطوير والوجع الذي يعانيه التعليم العالي في بلدنا جعجعة لكننا لا نرى طحنا، فالكلام في التعليم العالي كثير، والمواضيع التي تؤرق التعليم العالي أكثر، والمشكلة أن التعليم العالي في بلدنا يمر بمرحلة تراجع وسكون أو بيات شتوي خريفي صيفي ربيعي، وحدث ولا حرج! الكل يعرف أننا نتراجع والكل ينظر، وتحتار من ينتظر من؟ هل ينتظر واضعو السياسات المبادرة من الجامعات؟ أم هل تنتظر الجامعات مبادرة صانعي السياسات؟ ويطول الانتظار ودخلنا في البيات ألفصولي طويل الأمد إن صح التعبير للأسف، ولا ترى في الأفق أي مبادرة جدية للخروج من النفق، ونحن نعرف أن عجلة التقدم تمضي بتسارع ولا تنتظر احد، والأمر المحزن ان الحكومة رفعت يدها كما يبدو عن التعليم العالي، ولم تعد قضيته من أولوياتها، ولا يعدو الأمر ذر الرماد في العيون، بحيث يقتصر الأمر من حين إلى حين للقاء يجمع رؤساء الجامعات مع رئيس الحكومة، ولا نعرف هل تكون اجتماعات بطولات وتجميل يحاول فيها كل رئيس جامعة نيل رضا الحكومي للإبقاء عليه رئيسا ولو (خربت مالطا)، أم اجتماعات يطرح فيها كل رئيس جامعة مشاكل التعليم العالي التي يعاني منها بجامعته، ونظرته الكلية واقتراحاته لتقدم التعليم العالي وتطوره على المستوى الوطني، وهل الحكومة جادة أم أن الأمر لا يعدو تحسين ألصوره والتأكيد على رؤساء الجامعات بتحويل جامعاتهم إلى مؤسسات ربحية، واختراع مسارات دراسية مثل الموازي والدولي لتحسين الدخل، وفي النهاية(تقطع الحكومة يدها وتشحد عليها) ويعود كل رئيس جامعة إلى جامعته بخفي حنين، وعليه أن يستجدي ويقترض لتدبير رواتب العاملين المتضخمة في بعض الجامعات والتي ساهمت الحكومات بتضخمها عندما كان التوظيف في الجامعات بطاقات ترضية تصرف هنا وهناك، ويبدو ان هذا الحال يرضي بعض رؤساء الجامعات الذين يخافون التغيير لان سجلهم لا يشير إلى أكثر من إدارات تقليدية عفا عليها الزمن، تسير باتجاه واحد لا تعرف غيره ولا تعرف أن المدارس الإدارية تقدمت كثيرا، وان دور الرئيس أصبح دورا فاعلا يعمل على رفعة جامعته ووضعها في مصاف المنافسة عالميا، وجلب المشاريع والهبات والدعم المالي لجامعته، وبث روح العمل والتقدم والتميز بين أعضاء الهيئات التدريسية، إضافة إلى وضع وتحقيق الخطط الإستراتيجية للجامعة،
القضية الآن من يعلق الجرس؟ وكيف نبدأ خطوة الألف ميل؟ وحقيقة الأمر أن التعليم العالي بحاجة لثورة بيضاء تضع الأمور في نصابها وعلى الحكومة أن تبادر،وان لا يقتصر دورها على الدعم المادي فقط بل يجب أن يربط الدعم المادي بما تحققه الجامعات من تطور وتقدم على المستوى المحلي والعالمي،وأؤكد هنا دور رئيس الجامعة لأنه الحلقة الرئيسية في تسيير الجامعات نحو التقدم، كما انه قد يكون سبب رئيس في إعاقة تقدم جامعته وتأخرها وبالتالي تأخر وتخلف التعليم العالي ككل عن ركب العالمية وهو المعيار الأهم لقياس تقدم أي جامعة ، وعليه يجب ان نتخلص من الإدارات الجامعية الرتيبة التي تعتمد الإدارة الإجرائية التنفيذية وتسيير الأمور فقط عنوانا لاستمرارها، وان نلجأ لإدارات جامعية إبداعية قادرة على التطور وخلق الفرص ومحفزة تشكل محور قيادة وإبداع تصنع الفرق، وريادية لا رتيبة روتينية، وان يتم وضع الأسس لقياس وتقييم الأداء بشكل منهجي وموضوعي ضمن أهداف وطنية واستراتيجية، ننشدها ونعرفها جميعا، وهذا جانب من المعادلة وجوانب المعادلة للتطور كثيرة ومنها أيضا ضبط مدخلات التعليم العالي من جهة الطلبة وأعضاء الهيئات التدريسية أيضا، ولا ننسى ثبات ورصانة الأنظمة والقوانين وفوق هذا كله الابتعاد عن التدخل في الشأن الأكاديمي، ولكن مع مراقبته، لان التجارب في جامعاتنا محزنة فكثر هم الأكاديميون اللذين لا يحسنون الإدارة ،واصبحوا مصدر احباط لزملائهم من اعضاء الهيئات التدريسية، وأصبح همهم التصيد لزملائهم ، والشخصنة في التعامل والتشبث بإجراءات عفا عليها الزمن، ولم يبقى إلا وضع دفتر حضور وغياب لعضو هيئة التدريس، حيث افقد مثل هؤلاء عضو هيئة التدريس هيبته، فهم لا يدركون أن عضو الهيئة التدريسية قامة تحترم، ولا أنسى المناهج والخطط الدراسية التي عفا عليها الزمن ولم يتم عليها أي تغيير أو تطوير منذ عقود، وغير ذلك من الأمور التي بحاجة لمعالجة وتطوير.
طبعا الأجندات وقرارات واقتراحات اللجان والمؤتمرات لتطوير التعليم العالي السابقة متعددة وموجودة وأظن انه يعلوها الغبار في مكان ما في أرشيف وزارة التعليم العالي، المهم في الأمر التطبيق والخطوة الأولى الجدية التي ستأخذ التعليم العالي بشكل متكامل لتدرس الواقع على حقيقته، وتضع خطط تنفيذية زمنيه بأهداف محددة ومن سيحقق كل هدف لكل محاور التطوير، للوصول إلى نهج تطور مقبول من الجميع ويدرك الجميع أيضا انه حاجة، وبخطا متزنة واثقة تريد التغيير والخير لقطاع التعليم العالي ولبلدنا والأجيال القادمة.
ننتظر من وزارة التعليم العالي ومن الجامعات و القيادات الجامعية أن تبدأ الخطوة الأولى، وان نعتمد على الطاقات الشابة المبدعة في الجامعات إلى جانب أصحاب الخبرات، وان لا ننسى القطاع الخاص ليكون جزءً من التغيير لا ديكور للاجتماعات كما تعودنا، لوضع استراتيجيات التقدم والتغيير فعجلة الزمن والتقدم التكنولوجي تمضي متسارعة ولا تنتظر أحد، وان تصل متأخراً خيرا لك من أن لا تصل أبداً. ....حمى الله الأردن.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)