TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التعليم عن بعد تجارب ونسب واختبارات
05/04/2020 - 1:15am

الدكتور خليل الرفوع

كانت جامعة مؤتة قبل ست سنوات قد بدأت في التدريس عن بعد ، وكان لرئيسها الحالي الأستاذ الدكتور ظافر الصرايرة فضل الريادة ، رؤية وتخطيطا وتنفيذا ، إذ يدرس الطلبة مجموعة من مواد الجامعة الإجبارية والاختيارية دون حضور في قاعات الدرس ويشرف عليهم الأساتذة متابعة ، وفي منتصف الفصل وآخره يقدم الطلبة اختبارات محوسبة ، وهي تجربة أثبتت الأيام نجاحها عمليا للطلبة (من خلال المصروف والجهد ) ، ووفرًا ماليا للجامعة ، ولم نكن نعلم أن الوباء سيجبر الجميع على ممارسة التعليم عن بعد ، وقد كانت المثلبة الوحيدة هي : عدم تقديم الاختبارات عن بعد كما هو تدريسها .
لقد تنبهت وزارة التعليم العالي في بدايات انتشار وباء الكورونا للتعليم عن بعد ليكون البديل ، وقد نجحت الجامعات في طرح التطبيقات التي من خلالها تدرس المواد ، وكان الأساتذة جميعا قد نهضوا بمسؤولياتهم كما لو كانوا في قاعات الدرس ، شرحا وحوارا وتفاعلا ، لكن عقبة شديدة ما زالت تعيق احتمالية النجاح يؤازرها أسباب هي :
أولا : أن بعضا من الأساتذة لم يختبر طلابه الاختبار الأول في مرحلة البكالوريوس ، وقد أغلقت الجامعات أبوابها مع نهاية الأسبوع السابع ، وفي ذلك مخالفة صريحة للتعليمات التي تحدد الاختبار الأول قبل هذا الموعد .
ثانيا : لقد طلبت وزارة التعليم العالي ألا يحاسبَ الطلبةُ على غيابهم التماسا لأعذار قد يكون ضعف النت من دواعيها ، وقد جعل ذلك التساهل كثيرا من الطلبة غير مبالين بالدراسة ، وترتب عليه أن نسب الحضور حسب إحصائيات وزارة التعليم من 40 إلى 90%.
ثالثا : وبناء على السبب السابق ونتائجه ، فلا يمكن معاقبة أي طالب على الغياب ، ولا يمكن كذلك إجراء أي اختبار مشافهة أو كتابة ، فغياب مجموعة من الطلبة عن حضور المحاضرات أو الاختبارات مشروع قانونيا ولا يمكن التغافل عنه في رصد العلامات.
رابعا : إن أعداد الطلبة في بعض المواد يزيد على مائة طالب ، فلا يمكن عمل اختبارات قصيرة أو سريعة، ويعمق من الاستحالة نسب الغياب والحرج الاجتماعي .
خامسا : إذا قررت الحكومة عودة الحياة إلى طبيعتها قبل موعد الاختبارات النهائية يمكن ضم عطلة ما بين الفصلين الثاني والصيفي منضافا إليها عطلة ما بين الفصلين الصيفي والأول من العام الجامعي 2020 /2021م ، لتعويض ما فات الطلبة وإعادة التدريس ولو كان للمرة الثانية وفي ذلك تضحية بجهد مضاعف مكرر من الأساتذة، وفيها تعقد الاختبارات الفائتة.
سادسا : إذا لم يؤخذ بالرأي السابق يمكن عقد الاختبار النهائي من 75% ، أي دمج الثاني مع النهائي ، ولوزارة التعليم العالي الرأي في : رصد العلامات كما حصلها الطالب، أو جعلها ضمن خانتي (ناجح / راسب)
سابعا : بالنسبة للدراسات العليا ، فإن حسابات اختباراتها مختلف وهي أسهل لطبيعة تقييمهم ولقلة أعداد الطلبة والتزامهم حضورا وتواصلا وتفاعلا .
وبعد،
فإن الأردن أثبت مقدرة فائقة على التأقلم مع ظروف خارجة عما ألفه العالم من صيرورة في الحياة ، وكان التعليم العالي أحد المكونات العلمية الناجحة ، ولو امتلكت الجامعات إرادة واقعية عملية من خلال أنظمتها المحوسبة وآليات التقنية الحديثة في عقد الاختبارات عن بعد لما انكشفت حيرتنا في كيفية التعامل مع عقد الاختبارات ، وأما تجارب الجامعات الخاصة فلا يمكن تطبيقها على الجامعات الحكومية لأسباب علمية وتاريخية ومالية وعملية .
أ.د. خليل الرفوع

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)