هل نجح المجتمع الهندسي الاردني في التغلب على العاطفة الدينية وتغيير القناعات بأن الإلتزام ليس شرطا من شروط حسن الإدارة ؛ ليكون الشعب الهندسي الأردني -الذي هو جزء لا يتجزا من الشعب الاردني - الأول عربيا في كسر حاجز الإنقياد اللاواعي خلف كل ما هو مغلف بغلاف ديني ، وهل سيدرك الجميع في يوم من الأيام أن السلطة والمال يغيران النفوس ، وأن لا أحد معصوم ، وأن إدارة الناس والموارد أمانة وأنها يوم القيامة حسرة وندامة .
فقد حذر سيد الأولين والآخرين كل من استرعاه الله أمرا من أمور المسلمين قائلا عليه الصلاة والسلام : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة». متفقٌ عليه.
وان المجتمعات إن أردنا أن نحكمها بالعنف -وهذا شر كله -فلا يمكن ان نحكمها بالعاطفة ، وهذا ما استنتجه المفكر التونسي (الغنوشي) في تجربة الإخوان المسلمين في قيادة الجمهورية التونسية فكان له هذا الاستنتاج الذي احببت أن أسوقه لكم ، والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل :
**المفكر التونسي راشد الغنوشي في كلام عقلاني محللا التجربة الإسلامية القصيرة في الحكم :
* عندما أخذنا معظم السلطة أخذناها على قراءة خاطئة، على أساس أننا أخذنا الأغلبية، دون أن ننتبه لميزان النخبة الذي نحن ضُعفاء فيه.
* الذين انتخبوا الرئيس مرسي 51% فارغة من ميزان القوة، والذين عارضوه 49% مليئة بالقوة الصلبة (المال، الإعلام، القضاء الشرطة، الجيش، الإقتصاد، الفن، أصحاب المصالح والنفوذ ...إلخ).
* جبهة الإنقاذ في الجزائر حصلت عام 91 على 80% من الأصوات العاطفية الناعمة، في حين كانت النخبة والقوة الخشنة مع ال20% والحصيلة 250 الف قتيل، ورجوع للخلف عشرات السنين.
* لا يمكن أن نحكم مجتمعا رغم نخبته، إلا إذا مارسنا قدرا عاليا من العنف وهذا أثاره كارثية..
* نحن الإسلاميين فقراء من حيث القوة الصلبة، فقراء في النخب، لأننا لم نأخذ وقتنا، خرجنا من السجون وعدنا من المهاجر واختارتنا الناس بالعواطف، فكيف لنا أن نحكم بهذا الغثاء العاطفي ، فالنخب هي التي في أيديها كل شيء؟!.
-إنتهى كلامه-.
وهذا لا يعني أن العلمانية أو النظرة اللادينية للإدارة يمكن أن تكون حلا للأزمات فها هو خليفة المسلمين عمر الذي نشر العدل في أنحاء المعمورة يقول :(تَفقَّهُوا قَبْلَ أن تُسَوَّدُوا) فمن تزين علمه بالأيمان صدقت نيته وحسن عمله .
والله ولي التوفيق .
م.معتصم الحوراني
اضف تعليقك