TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
التغلب على العاطفة الدينية (نقابة المهندسين مثالا)
06/05/2018 - 5:45pm

هل نجح المجتمع الهندسي الاردني في التغلب على العاطفة الدينية وتغيير القناعات بأن الإلتزام ليس شرطا من شروط حسن الإدارة ؛ ليكون الشعب الهندسي الأردني -الذي هو جزء لا يتجزا من الشعب الاردني - الأول عربيا في كسر حاجز الإنقياد اللاواعي خلف كل ما هو مغلف بغلاف ديني ، وهل سيدرك الجميع في يوم من الأيام أن السلطة والمال يغيران النفوس ، وأن لا أحد معصوم ، وأن إدارة الناس والموارد أمانة وأنها يوم القيامة حسرة وندامة .

فقد حذر سيد الأولين والآخرين كل من استرعاه الله أمرا من أمور المسلمين قائلا عليه الصلاة والسلام : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة». متفقٌ عليه.

وان المجتمعات إن أردنا أن نحكمها بالعنف -وهذا شر كله -فلا يمكن ان نحكمها بالعاطفة ، وهذا ما استنتجه المفكر التونسي (الغنوشي) في تجربة الإخوان المسلمين في قيادة الجمهورية التونسية فكان له هذا الاستنتاج الذي احببت أن أسوقه لكم ، والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل :

**المفكر التونسي راشد الغنوشي في كلام عقلاني محللا التجربة الإسلامية القصيرة في الحكم :

* عندما أخذنا معظم السلطة أخذناها على قراءة خاطئة، على أساس أننا أخذنا الأغلبية، دون أن ننتبه لميزان النخبة الذي نحن ضُعفاء فيه.

* الذين انتخبوا الرئيس مرسي 51% فارغة من ميزان القوة، والذين عارضوه 49% مليئة بالقوة الصلبة (المال، الإعلام، القضاء الشرطة، الجيش، الإقتصاد، الفن، أصحاب المصالح والنفوذ ...إلخ).

* جبهة الإنقاذ في الجزائر حصلت عام 91 على 80% من الأصوات العاطفية الناعمة، في حين كانت النخبة والقوة الخشنة مع ال20% والحصيلة 250 الف قتيل، ورجوع للخلف عشرات السنين.

* لا يمكن أن نحكم مجتمعا رغم نخبته، إلا إذا مارسنا قدرا عاليا من العنف وهذا أثاره كارثية..

* نحن الإسلاميين فقراء من حيث القوة الصلبة، فقراء في النخب، لأننا لم نأخذ وقتنا، خرجنا من السجون وعدنا من المهاجر واختارتنا الناس بالعواطف، فكيف لنا أن نحكم بهذا الغثاء العاطفي ، فالنخب هي التي في أيديها كل شيء؟!.
-إنتهى كلامه-.

وهذا لا يعني أن العلمانية أو النظرة اللادينية للإدارة يمكن أن تكون حلا للأزمات فها هو خليفة المسلمين عمر الذي نشر العدل في أنحاء المعمورة يقول :(تَفقَّهُوا قَبْلَ أن تُسَوَّدُوا) فمن تزين علمه بالأيمان صدقت نيته وحسن عمله .

والله ولي التوفيق .

م.معتصم الحوراني

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)