طلبة نيوز - في السنوات الأخيرة، برزت ظاهرة لافتة في المشهد السياسي، حيث تعيد الأحزاب تقديم نفس الوجوه مرارًا وتكرارًا، متجاهلة التغيير الذي يتطلع إليه المواطنون. هذا التكرار والتدوير للوجوه السياسية بات نمطًا متكررًا يثير التساؤلات ويدعو للتفكير.

من الواضح أن الأحزاب تعتمد نهجًا ثابتًا في اختيار مرشحيها، حيث تعيد تقديم نفس الشخصيات المعروفة، رغم تغير الأشكال والأسماء. هذا النمط يعكس حالة من الثبات على المألوف، مما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي تدفع الأحزاب إلى تبني هذا الأسلوب مرارًا وتكرارًا.

تعكس هذه الظاهرة عدة عوامل، منها تأثير بعض القيادات المخضرمة على توجهات الأحزاب واختياراتها، حيث تفضل الاستقرار على المخاطرة بالتغيير. مع العلم أن النظام السياسي الحالي يشجع على تقديم وجوه جديدة، إلا أن هذا يشكل تحديًا لبروز شخصيات شابة ومبدعة قادرة على إحداث الفرق.

يؤدي هذا النمط إلى حالة من الركود في العملية السياسية، حيث يشعر المواطنون بالملل من رؤية نفس الوجوه دون تغيير يُذكر. كما أن الثقة في الأحزاب قد تتأثر، مما ينعكس على نسبة المشاركة في الانتخابات والاهتمام بالشأن العام. إن استمرارية هذه الظاهرة قد تؤدي إلى عزوف الشباب عن الانخراط في العمل السياسي، مما يضعف من ديناميكية النظام السياسي ويحد من قدرته على التطور.

لتحقيق التنمية السياسية والاجتماعية، يجب أن تتبنى الأحزاب سياسات تشجع على الابتكار والتجديد. يجب أن يكون هناك دعم للشباب وتمكينهم من الوصول إلى مناصب قيادية، مما يساهم في تحقيق التوازن والتنوع في المشهد السياسي. هذا التوجه نحو التغيير يتطلب من الأحزاب رؤية جديدة تركز على المستقبل وتضع مصلحة البلاد فوق المصالح الشخصية والفئوية.

في النهاية، التكرار والتدوير في المشهد السياسي ظاهرة تستحق التوقف عندها. يجب أن نسعى جميعاً نحو التغيير والتجديد لتحقيق مستقبل أفضل. إن تقديم وجوه جديدة وأفكار مبتكرة هو السبيل الوحيد لتحقيق التقدم والديمقراطية الحقيقية. دعونا نعمل معًا من أجل بناء نظام سياسي يعكس تطلعات وآمال جميع المواطنين، ويمهد الطريق نحو غدٍ أفضل وأكثر إشراقًا.
ا د هاني الضمور