TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات الأردنية والإصلاح السياسي :التلكؤ والاخفاق
17/12/2015 - 7:15am

طلبة نيوز

الجامعات الاردنية والاصلاح السياسي : التلكؤ ولاخفاق..

هناك سؤال ملح يتكرر منذ ان انشات الجامعة الاردنية عام 1962، وصدور أول قانون للتعليم العالي عام 1965، هل لدي جامعاتنا مشروع نهضوى طويل الأجل، وهل من تصور لطبيعة مشاركة الجامعات فى عملية الاصلاح والتحول الديمقراطي وهل من خطط في الطريق تبدأ في تكثيف مثل هذا النشاط الذي يعد الأهم بعد الغذاء والدواء ؟..

كثيرون كتبوا في هذا الموضوع حتى قبل أن تنطلق شرارة التعليم العالي فى الاردن وبعدها، وهناك مناداة ملحة بإحياء الدور المجتمعي والعمل العام المعطل للجامعات, واخرى بتوسيع الوعي السياسي لدى الطلبة وتفعيل الحراك الثقافي لخدمة مسيرة الاصلاح ، وهناك مطلب ثالث بضرورة تبني مشروع الاصلاح والتحول الديمقراطي ودعمه بالافكار والطاقات الشبابية المؤثرة أسوة بدول العالم المتطورة التى شكلت الجامعات فيها نواة الاصلاح والتحول الحضاري...
فبناء الوطن وخدمة الامة لا يأتي من خلال اعطاء المحاضرات، أو عقد المؤتمرات فقط، ربما لا يسمعها أو يعيرها الاهتمام أي قطاع شعبي،بل لابد من تواصل مع ما يجري على الساحة المجتمعية من تغيرات وتبدلات وتحولات ومن المساهمة في ترسيخ فكر الديمقراطية الصحيح والمواطنه الفاعلة، والتي هي المنطلق فى اى اصلاح منتظر، ولا أعتقد أن ما تركز عليه جامعاتنا فى مجال التدريس وتخريج الطلبة والطالبات يكفي للبروز والمشاركة في خلق مناخ نهضوى عام، ما لم تكن هناك ركائز أساسية تجعل مثلاً، العدالة والتعددية والحوار وقبول الاخر ثقافة وممارسة يومية فى جامعاتنا،تسهم فى ترجمة قيم الحياة والإيمان بالمستقبل لمواجهة ثقافة "الكراهية والموت". كما اشارت الى ذلك الملكة رانيا العبدالله فى خطابها للمعلمين المكرمين بجوائز التميز.قبل أيام.
سير العمل في معظم مؤسسات التعليم العالي لا ينسجم والأهداف التي تخطط لها الدولة، ولا يتفق مع النظرة الاصلاحية التى يحملها وينادي بها الملك عبد الله الثاني، فهناك خطط وافكار استراتيجية معطلة لا تجدد لها اذنا صاغية ، إما بسبب الاتكاء على أنظمة وتعليمات قديمة أو ضعف الجانب الفني والإداري المكلف بهما اشخاص ليسوا بالكفاءة والدراية المطلوبة . وفي الوقت الذى يحصل فيه رؤساء الجامعات على صلاحيات مفتوحة يتفاوت الاداء بين من ينزل من كرسي "الرئيس" إلى سن التشريعات المحفزة ومباشرة العمل ومراقبته واختيار العناصر الكفؤة، وبين من يعيش أسير الواقع السائد، ويغرق في حمى الانجازات واوهام العالمية ، ويضيع وقته في مناكفات صغيرة، وصراعات ضيقة، وحسابات فئوية ومناطقية.

تعليمنا وجامعاتنا بحاجة الى شخصيات قيادية قادرة على دفع عملية الاصلاح والتحول الديمقراطي بأسلوب معاصر يعتمد أخلاقيات العمل، ويستمع ويحل القضايا المعقدة بشجاعة المسؤول وثقته بما يؤديه، شخصيات متنورة واثقة من نفسها تمنح بعض الصلاحيات لمن يستحقها بناء على الإخلاص والكفاءة، تراعي الفروق وتبحث عن المهارات، قيادات أكاديمية تعطينا الأمل بأن تكون بنفس التوقعات بالتخطيط والتنفيذ لصناعة المستقبل في بلد يتطلع لأن ينطلق فى مسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي باصرار وثقة ، قيادات قادرة على خلق اجواء ديمقراطية صحيحة لأننا بحاجة إلى جرعات من الحرية والعدالة والتنافس الشريف تذهب بنا إلى كل جديد وحديث، وتحول الركود الراهن إلى طاقات إنتاجية مبدعة..

أعود وأقول إن اهتمام جامعاتنا بمسيرة الاصلاح والتحول الديمقراطي لا يتناسب والنقلة الحضارية الهائلة التى نحن بصدد ولوجها، ومن يعتقد أننا مجتمع غير مؤهل لمتطلبات الديمقراطية وتطبيقات الحرية والعدالة عليه أن يقرا ما يكتبه المواطنون على صفحات السوشال ميديا وملاحظاتهم و تعليقاتهم التى تعكس حقيقة ما يفكرون به ويتطلعون اليه، لكن ما يؤلم أن العمل السياسي الصحيح والملتزم لا زال في هاجسنا العام خطراً على الأمن الذاتي، بينما الدول المتقدمة والمتحضرة والاجتماعية تقول إنه أكبر حصانة في تهذيب ووعي للإنسان.المعاصر.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)