طلبة نيوز-  سلامه فريحات

لقد كان للقيادة الهاشمية التي حرصت على إنشاء الجامعات والمعاهد  بعد نظر ثاقب رأت فيها مستقبل الأردن وأبنائه وحملت رسالة ثقافية وإنسانية مستوحاة من الإسلام الحنيف المعتدل الذي يدعو للعيش المشترك بين جميع مكونات المجتمع واحترام كل الديانات وأتباعها وجعل المواطنة الصالحة المعيار الذي يقاس ويعامل على أساسه أفراد المجتمع وفق الحقوق والواجبات واحترام الدستور.

فالرسالة التي حملتها الجامعات قد خاطبت العقل وأكسبت المهارات وخلقت المبدعين وأهلت الكوادر المنتجة وذلك بفضل اهتمام القيادة الهاشمية بالشباب وكذلك التوزيع الجغرافي الذي شمل جميع محافظات المملكة  ناهيك عن إداراتها المتعاقبة وكوادرها الذين نذروا أنفسهم خدمتا لوطنهم وأمتهم متمسكين بثوابت الرسالة الجامعية رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهة المنطقة منذ تأسيس الدولة.

فكان الفكر الهاشمي الذي هو ترجمة لرسالة الإسلام رسالة المحبة والسلام حاضرا في الجامعات الرسمية فالقومية العربية والإسلام المعتدل كانا الركيزتين الأساسيتين للمنبر الذي خاطب العقل الإنساني وأزال الغشاء عن الفهم الخاطئ والتفسير المنحرف لكثير من القضايا العقائدية والسياسية و التي يقع بها الشباب وإبعادهم عن مصيدة الإرهاب والتطرف والفكر المنحرف وتنقية عقولهم من شوائب الجاهلية التي خلقت الفوضى والدمار والتشرد وقتل الأبرياء في كثير من دول المنطقة.

فدور الجامعات لم يقتصر على التعليم الأكاديمي بثوابته الوطنية ومنح الشهادات العلمية فحسب، بل أخذت على عاتقها رسالة مجتمعة شاملة بتوعية الشباب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا برؤية مستقبلية قادرة على بناء وطن منيع بسواعدهم وفكرهم من خلال عقد المحاضرات والندوات واللقاءات والأعمال التطوعية وتعزيز روح المنافسة والقيادة المثلى وزرع بذور حب الوطن والانتماء الصادق له بالعمل والبناء ، وان يكونوا قادة الإصلاح الذي يحمل لوائه جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله معتمدا بعد الله عليهم ومحاربا بهم الفساد والجهلة المتطرفين.

فتكاتف الشباب والجامعيين منهم لمحاربة الفكر المتطرف المنحرف الذي أصبح ينتشر ويغزو البلدان ويؤثر على أصحاب العقول الضعيفة الغير مدركة لحقيقة الأخطار التي تشكلها هذه الأفكار باسم الدين والدين منها براءة، فكان لا بد  من تحصين أنفسنا وأبناءنا ومجتمعنا     بالعلم والمعرفة وسلك الطريق القويم التي فيها امن واستقرار الأردن والمنطقة والمحافظة على المنجزات والمقدرات التي بناءها أبناء عشائرنا وأحزابنا الأردنية في إطار الثوابت الوطنية الراسخة المبنية على أن الدين لله والوطن لكل الأردنيين و أمنه مسؤولية الجميع وان الإسلام دين محبة وسلام كما هو في رسالة عمان ونهج كل الجامعات الرسمية.