TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الجامعات الأردنية وتفعيل أنظمتها في مجال البحث العلمي
30/07/2016 - 4:30am

طلبة نيوز-  كفاالقاسم

يعتبر الأستاذ الجامعي المؤهل تأهيلا عالياً أحد أهم أسباب وعوامل نجاح أي مؤسسة تعليمية على مستوى الوطني ، وبدونه لن تحقق هذه المؤسسة جودة التعليم, وهذا هو السبب الذي يجعل الجامعات المرموقة في أمريكا وألمانيا وكندا وغيرهما تفرض شروط صارمة على عملية اختيار المتقدمين للعمل لديها كأساتذة في كلياتها المختلفة, لابد أن نفهم نظام هذه الجامعات في عملية اختيار أساتذة الجامعات.
يسمى من يعين بعد حصوله على درجة الدكتوراه في تخصصات العلوم الإنسانية على مرتبة «أستاذ مساعد Assistant Professor» وبعد نشره البحوث المطلوبة و سجل التدريس المرضي و خدمة مجتمع الجامعة يتم ترقيته لمرتبة «أستاذ مشارك Associate Professor» وفق آلية خاصة بالجامعة، ويقوم بنفس الشيء ليترقى إلى مرتبة «أستاذ Professor» و هي أعلى درجة علمية يمكن أن يحصل عليها الأستاذ الجامعي. يطلق على المرتبتين الأخيرتين «Tenure» في نظام التعليم الجامعي الأمريكي، وهي مرتبة يضمن من خلالها عضو هيئة التدريس الاستمرار في التدريس في الجامعة مدى الحياة، ويبعد عنه شبح الاستغناء عن خدماته في أي وقت ولأي سبب غير عادل، وتمنحه حصانة خاصة ضد من يحاول تقييد حريته الأكاديمية أو التدخل في طريقة تدريسه أو تقيمه للطلاب.. في الواقع يضطر الكثير من الأمريكيين من حملة درجة الدكتوراه في تخصصات ومتخرجين من جامعات مرموقة مثل أم أي تي (MIT) إلى البحث عن وظائف أكاديمية في جامعات كندية وأوربية و أسيوية بسبب التنافس الشديد بين الخريجين وعملية الاختيار الصارمة التي تتبعها الجامعات الأمريكية المرموقة.
ولعل ذلك يفتح المجال أمام مؤسسات التعليم العالي لدينا في المملكة لتفكر من جديد في أوضاع الأساتذة والمحاضرين الذين مضى على عملهم سنوات طويلة دون نشر أبحاث علمية وسجل تدريس مرضي ومشاركة فعالة في مجتمع الجامعة و المجتمع بشكل عام من المؤسف جداً أن يتواجد في مؤسساتنا العلمية من مضى عليهم في وظائفهم عدة سنوات وهم على وظيفة «دكتور» وسجل أكاديمي مهين يخلو من الإنجازات العلمية وتدريس متواضع دون تطبيق النظام بحقهم. و كذلك من المؤسف أن يمضي الأستاذ المساعد في مرتبته العلمية التي عين فيها بعد حصوله على شهادة الدكتوراه لسنوات طويلة تمتد إلى عدة سنوات وبسجل أكاديمي مخجل للغاية يخلو من البحوث والكتب العلمية المحكمة والتدريس المقنع وخدمة المجتمع.
وهنا يبرز للسطح سؤال مهم للغاية: هل حقا مؤسساتنا العلمية التي يتواجد فيها مثل هذه العينات تفكر جدياً بالتطوير الأكاديمي والعلمي؟ أشك في ذلك. ربما يقول البعض أن عملية تطوير عضو هيئة التدريس في مجال تخصصه هي من واجبات عضو هيئة التدريس نفسه، وليست من صميم واجبات مؤسسته العلمية. إن هذا القول هو الذي أدى إلى تأخير مسيرة التعليم العالي في المملكة، وجعلها حتى وقت قريب تقدم مخرجات ضعيفة أشبه بمخرجات التعليم العام. إن إهمال المؤسسات العلمية للإنتاج العلمي لأعضاء هيئة التدريس فيها ينمي لديهم الشعور بأن البحث العلمي والتأليف هو أخر أولويات مؤسساتهم مما يشجع البعض منهم على هجر البحث العلمي طالما أنه لا يهدد احتفاظهم بوظائفهم الأكاديمية. ما الفرق إذن بين مدرس في المرحلة الثانوية يعود لبيته بعد نهاية الدوام وعضو هيئة تدريس جامعي لا يبحث و لا ينشر في مجال تخصصه و لا يمثل جامعته و وطنه في المؤتمرات العالمية؟! الحصول على درجة الدكتوراه يجب أن لا يكون غاية وإنما يجب أن يكون وسيلة نحو المزيد من الانتاج العلمي المثمر لمجتمع الجامعة و الوطن الذي انتظره طويلاً ليعود بدرجة الدكتوراه. إن حصول شخص ما على درجة علمية مثل الدكتوراه و لا يتبعها بإنتاج علمي أصيل يضع علامات استفهام كثيرة أمام الطريقة التي حصل بواسطتها على درجة الدكتوراه!! والأرض الجرداء لا تنتج القمح
وعند الاطلاع على مهام الجامعات الوطنية نجد ان مهمة الدكتور البحث والتدريس وخدمة المجتمع وتكمن عدد البحوث على الساحة العلمية على مستوى الوطن نجد انها متدنية جدا اى لا تتجوز بالمتوسط ربع ورقة علمية لهيئة عضو التدريس ولنهوض بالجامعات لابد لجامعتنا فهم لطبيعة عمل أعضاء الهيئة التدريسية بالنشر العلمي الذي يليق بالجامعات الوطنية ويقرب من المتوسط العالمي وبالتالي لابد للجامعات من تفعيل أنظمتها وذلك بهدف النهوض بالتعليم والبحث العلمي والقدرة على المنافسة على الساحة العالمية .

التعليقات

ا.د. محمد نور الحمد (.) السبت, 07/30/2016 - 10:07

الفرق بين التدريس في الجامعات الغربية والتدريس في جامعاتنا هو في نوعية الطالب الذي يبحث عن مؤهل للدخول في شوق العمل وبين من يذهب للجامعة بحجة ماذا يفعل بعد النجاح بالتوجيهي" تاجيل للبطالة مدة اربع سنوات"، هو الفرق بين جامعات عالمية خاصة تبحث عن التميز وجامعات حكوكمية تبحث عن زبائن تستقبلهم وتخرجهم كما استقبلتهم، هو الفرق بين مجتمع يسال "ماذا تعرف" ولا وبين مجتمع يقدر فقط حسب "من تعرف" اما ماذا تعرف فهو امر شخصي لا دخل للمجتمع فيه. انه الفرق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون......

د.خالد الخالد (.) السبت, 07/30/2016 - 12:11

عندما تكون قضية البحث متردية من جميع اطرافها يحتار الانسان من أين يبدا ليقول رأيه.وعندما تبدو على شخص ما اعراض المرض النفسي من وهم واكتآب وتكون معظم اجزاء جسده متعبة يحتار الاطباء في كيفية البدا في علاجه.دعونا نأخذ على سبيل المثال الكليات التي نسميها التربية وهي في الحقيقة عكس ذلك، هذه الكليات تعجز عن أن تعلم الطالب كيف يقرأ وكيف يكتب وكيف يشاهد وكيف يتكلم وكيف يستمع. ففي بعض المساقات المتقدمة يكون المطلوب منه فقط ان يذكر ويعدد خطوات المنهج العلمي، ويذكر ويعدد طرق التفكير الناقد وطرق التفكير الابداعي. وان يقلد درس على طريقة شكل v المعرفي، او يقلد درس عن المغناطيس بطريقة دورة التعلم، أو تصنيف الكائنات الحية بطريقة خرائط المفاهيم. في رسائل الماحستير يكون اقصى ما يمكن ان يفعله هو توزيع استبانة لدراسة شيئ ما من وجهة نظر مجموعة معينة، ودراسة نفس الشيئ من وجهة نظر مجموعة أخرى ثم إظهار دلالات ألفا واخواتها وبنات عمها وابنا عمها الاحصائية ويتم بعد التمثيلية التي نسميها مناقشة توزيع الحلوى وأخذ الصور. او قد تكون الدراسة مقارنة بين طريقة تدريس شكلية مع ما يسمى طريقة التدريس التقليدية ثم إظهار الدلالات الاحصائية لالفا وعشيرتها. إن جميع ترقيات حميع ( جميع)أعضاء هيئة التدريس في (جميع)كليات التربية تمت من خلال هكذا دراسات. هل هذا هو الذي تسمونه بحث علمي. في الختام اتسائل، إذا بقيت الامور على هذه الحالة فماذا نعمل؟

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)