طلبة نيوز

الجامعات والإرادة المبتورة !!
زيد إحسان الخوالدة
كثير من الأمور بحاجة إلى إقرار، وقبل هذا الإقرار بحاجة إلى دراسة، وأي دراسة تضع مشكلتها الرئيسية المشكلة المالية، فصار لزاماً على من يتدارسون المشاكل والتحديات الهروب إلى شماعة المشكلة المالية.
أعضاء الهيئة التدريسية منشغلون بأبحاث الترقية، وبالكاد حتى يحققون الحد الأدنى فإما الإجازة الخارجية إما الإستقالة أو الإنخراط في المسار الإداري. المساري الإداري تحديداً يتضمن في بعض الأحيان منافسة قوية. ما أن يحصل عليها "صاحب النصيب" حتى ترى الاخرين في إجازات أو إستقالات.
وبين الإجازات والإستقالات هناك القضايا العالقة للهيئتين التدريسية والإدارية. ولأسباب لها علاقة بتسرب الكفاءات وهجرتها يقل الإنتاج علمياً وفنياً وإدارياً ولا يقصد هنا كمياً.
فلا شهادات يتم إحتسابها في جامعات هدفها نشر العلم. ولا حوافز مجزية لمن يمثلون العلم والعلماء وهم من صفوة المجتمع. وصارت الدراسات العليا لمن يستطيعون السبيل إلى ذلك مع الجهود المشكورة التي تبذلها الدولة الأردنية بهدف تقليل دور الفقر في الحد من التعليم.
فما السبيل لمن يفهم مشكلة التعليم ويغمض عينه لحظة عن مشكلة المال في حل المشكلة.
الجامعات ايها الأخوة ليست مؤسسات تحمل حق منح الشهادات فقط. فالثقافة عندنا أصبحت فلان متعلم وفلان غير متعلم. وليس منتج وغير منتج.
فماذا نريد من الجامعات !! خريجوا بكالوريوس وماجستير ودكتوراه !! لا نعترف بالماجستير والدكتوراه إلا حينما لا يوجد خريج الجامعة الغربية !!
إحتساب الشهادات !!
سأقول لكم قصة "مبتورة" عضو هيئة تدريس يرى في عامل الزراعة الذي يكمل دراسته ويريد ان يحول المسمى الوظيفي واسطة ومحسوبية ؟؟ وماذا تعلمت في غربتك ؟؟ وعلى حساب من ؟؟ ...هذا إنموذج لا نعممه رغم صدمتنا به !!
فما السبيل لمن يفهمنا !! أقصد يفهم الجامعات !! أو يفهم ماذا يريد المجتمع من الجامعات !!
أيها الأخوة إن متطلبات المجتمع هي التي تحدد كيف تعمل الجامعات !! والجامعات تدرس هذه المتطلبات لكي تساهم في دفع عجلة التنمية وتوجيهها ؟؟
فتباً للأزمة المالية التي تجعلنا أسرى ومرهونة إرادتنا إلى الموازي وغير الموازي...آسف ...العقول شل تفكيرها وصار جل همها الحسبة والحساب...
تلك هي إرادتنا المبتورة فما عدنا نفكر ماذا يريد المجتمع. صرنا نفكر كيف يبقى الأمر على قيد الحياة بين الإجازة والإستقالة...
ولكن في عتمة التفكير هناك بصيص من شعاع الأمل. لعل صاحب القرار يعلم وإن علم يفهم أن الإرادة بحاجة إلى رغبة وأن الرغبة مفقودة كلياً بين ركام الإجازات والإستقالات وأحلام الإدارات وجبال من الملفات مكتوب عليها محفوظ بأمر من المسؤول !!