طلبة نيوز– استقبل رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات اليومَ السفيرَ اليابانيَّ لدى المملكة أساري هيديكي وعضوَ مجلس النوّاب اليابانيّ ورئيسةَ معهد التسونامي الدوليّ للوقاية من الكوارث الدكتورة أكيكو ياماناكا، حيث تناول اللقاءُ سبلَ تعزيزِ التعاون الأكاديميّ والبحثيّ بين الجامعة والمؤسّسات اليابانيّة، وتبادلِ الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وأكّد الدكتور عبيدات خلال اللقاء، بحضور نائبي الرئيس الدكتور أشرف أبو كركي والدكتورة ناهد عميش وعميد كليّة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدوليّة والعلوم السياسيّة ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور حسن المومني، دورَ الأردنّ بقيادته الهاشميّة في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، معربًا عن تقدير الجامعة للدعم اليابانيّ المستمرّ لجهود التنمية في الأردنّ.

من جانبهم، أشاد السفيرُ اليابانيّ و ياماناكا بالعلاقات المتميّزة التي تربط الأردنَّ واليابانَ، مؤكّدين حرصَ بلادهم على تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، وأشارا إلى أهميّةِ دور الجامعة في إعداد الكفاءات الأردنية القادرة على الإسهام في تحقيق التنمية المستدامة.

وتأتي الزيارةُ للمشاركة في جلسة نقاشيّة بعنوان: "الأمن الإنسانيّ وبناء السلام من منظور وممارسة يابانيّة"، نظّمها مركزُ الدراسات الاستراتيجيّة بالتعاون مع السفارة اليابانيّة، والتي تهدف إلى تبادلِ وجهات النظر حول قضايا الأمن والسلام، والتعرّفِ على التجربة اليابانيّة في هذا المجال.

وقال مديرُ المركز الدكتور حسن المومني: إنّ المحاضرةَ -التي عُقِدت في كليّة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدوليّة والعلوم السياسيّة وحضرها أساتذةٌ وطلبةٌ وباحثون من الجامعة- تهدف الى استكشافِ المفهوم متعدّد الأوجه للأمن الإنسانيّ من خلال التجارب والممارسات اليابانيّة، و تقديمِ رؤىً قيّمةٍ حول المنظور اليابانيّ للأمن الإنسانيّ وبناء السلام، مع تسليط الضوء على أهميّة التعاطف والتعاون الدوليّ والنهج الشموليّ لمعالجة التحديات العالميّة.

وافتتحتِ الدكتورة ياماناكا حديثَها بحكايات شخصيّة، بما في ذلك تأمّلاتٌ حول محادثات مع جدتها، واجتماعاتٌ مع قادة أردنيّين مثل جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا، وملاحظاتُها حول زياراتها إلى مخيم الزعتري للاجئين، وكانت هذه التجاربُ بالنسبة لها بمثابة أساسٍ لفهم البعد الإنسانيّ للأمن والسلام .

وسلّطت الضوءَ على العلاقات التاريخيّة القويّة بين اليابان والأردنّ، مشيرةً إلى إقامةِ علاقات دبلوماسيّة في عام 1954، وتوقيعِ اتفاقيات تعاون، والزياراتِ الملكيّة المتكرّرة بين البلدين. كما أكّدت ياماناكا شراكةَ اليابان والأردنّ في مبادراتٍ، كمبادرة "ممرّ السلام والازدهار"، والمشاريعِ الرئيسيّة مثل منطقة أريحا الصناعيّة الزراعيّة ومشروع بناء متحف البتراء.

وتعمّقتِ المناقشةُ في الإطار المفهوميّ للأمن الإنسانيّ، مستلهمةً من تأكيد ألبرت أينشتاين على قوة الفكر والعمل. وأشارتِ ياماناكا إلى إطار الأمن الإنسانيّ لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ لعام 1994، الذي يشمل الأمنَ الاقتصاديَّ والغذائيَّ والصحيَّ والبيئيَّ والشخصيَّ والمجتمعيَّ والسياسيَّ، مع الاعتراف أيضًا بأهمية الأمن المائيّ وأمن الطاقة.

وجرى تسليطُ الضوء على الجوانب الرئيسيّة لإسهامات اليابان في الأمن العالميّ، بما في ذلك دورُها في إنشاء لجنة بروندتلاند والتزامُها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، حيث أكّدت ياماناكا الترابطَ بين الركائز الخمس لأهداف التنمية المستدامة وهي: الناس، الكوكب، الرخاء، الشراكة، والسلام.

كما استكشفت مبادئَ الدبلوماسيّة الوقائيّة، بالاعتماد على أمثلة من الأمناء العامّين للأمم المتّحدة داغ همرشولد وأوثانت وبطرس بطرس غالي. وسلّطت الضوءَ على تطبيقات الدبلوماسيّة الوقائيّة في منع الحروب والصراعات، والاستعداد للكوارث الطبيعيّة، ومكافحة الأمراض المعدية.

وأكدت الدكتورة ياماناكا على أهميّة التعاطف الإنساني في تعزيز الاستقرار العالميّ، مجادلةً بأنَّ ضعفَ مشاركة الشباب والنساء يمكن أن يؤدّيَ إلى نزعة عقلية فرديّة، مؤكّدةً أن الفهم والعمل النشطين أمران حاسمان.

واختُتِممت المحاضرةُ بمناقشة حول بناء السلام والتحديات العالميّة، بالاعتماد على ما أنتجه العالِمين يوهان غالتونغ وكينيث غالبريث. وشملت النقاطُ الرئيسيّةُ أهميّةَ المرونة الاجتماعيّة، ومعالجةَ المصالح المشتركة، وموازنةَ القوى المتضادة كالتنمية مقابل حماية البيئة والعولمة مقابل الإقليميّة.